محللون يتحدثون لـ"جفرا"عن ممر اقتصادي عبر الأردن على هامش "قمة العشرين"
الخميس-2023-09-17 12:43 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- أمل العمر
تحت منظومة التعاون الاقتصادي السياسي ، أعلن مؤخراً عن مشروع ممر اقتصادي من الهند إلى الشرق الأوسط ووصولا إلى أوروبا على هامش "قمة العشرين" في الوقت الذي تسعى فيه اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط على تطبيق إصلاحات لتحسين النمو الاقتصادي فالمخاطر الجيوسياسية واضحة كل الوضوح ومن هنا، فإن التحدي الاقتصادي ليس تقنياً وحسب بل سياسياً في الوقت نفسه ، فماذا سيطرأ على هذا التعاون وماذا ستستفيد الأردن وهل سيكون الممر بديلاً لقناة السويس ، وهل الولايات المتحدة الأمريكية لديها النية الحقيقية والقدرة على متابعة تعهدها بتعزيز شبكة النقل في الشرق الاوسط بشكل حقيقي ؟
في الحقيقة انه وبعد التعافي من جائحة كورونا واللجوء الى الصين للحصول على السلع والمنتوجات حدثت ازمة كبيرة في سلاسل الإنتاج أثرت على ارتفاع أسعار الشحن والطاقة والمواد الغذائية المختلفة مما أدى الى ارتفاع معدلات التضخم ، فالولايات المتحدة الأمريكية تخوض حرب واسعة النطاق "اقتصادية استثمارية تجارية ،عسكرية " مع الصين بالتالي ما يهمها هو محاصرة الصين وتقصير سلاسل الأمداد للحصول على سلع والخلق من التكتلات الاقتصادية والاستثمارية ما يواجه الصين او على الأقل يحد من توسعها وانتشارها عالميا ولذلك طرح مشروع الممر الاقتصادي .
تعزير التجارة والاستثمار بين الأطراف كافة خاصة مع الهند على رأس أولويات المشروع ، فالولايات المتحدة تنظر إليها كبديل للصين وكقوة اقتصادية صاعدة وفق حديث اقتصاديين لـ"جفرا نيوز" ، مشيرين في حديثهم إلى مرور خط الأنانبيب والسكك الحديدية من الأردن عبر الدول المجاورة من خلال "الممر الاقتصادي" مهم و بالتالي الأردن أصبح إحدى طرق الترانزيت المهمة ولديه فرصة للاستفادة على صعيد الاستثمارات والصناعات التي تحتاجها الدول " التعليم ، الشحن ،السكك الحديدية، البنية التحتية ، الطاقة ، الكهرباء " لذلك الأردن سيكون جزءا من منظومة عالمية كبرى فيما يتعلق بالنقل والاستثمارات ، ويمكن ملاحظة الفوائد من المشروع على الأردن لكن يجب التعرف على الكيفية التي يتم بها المباشرة بالمشروع وكيفية الاستفادة من العائد المتوقع على الاقتصاد والقدرة على قراءة المشهد الاقتصادي السياسي ضمن النتائج السياسية وان لا نقرر سلفاً بأن العوائد ستؤثر اقتصاديا على الأردن .
هل سيكون الممر بديلاً لقناة السويس؟
وحول الأثر المباشر بمشروع على قناة السويس ، أكدوا أن أي مشروع بهذا الحجم لا بد أن يبرز الحديث حول قناة السويس وباب المندب ومضيق هرمز، ومن الواضح ان الفكرة الجديدة ربما تحاول التقليل من دور هذه الممرات الثلاث بحكم ترابطها ولا شك ان سلاسل التوريد الجديدة ستقلل من الحاجة لقناة السويس دون إلغائها ، والبدائل ربما تصبح أكثر نجاعة وجانب المدة الزمنية والتكلفة ، مما يحتم على مصر أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار وتحاول بشكل أو بآخر تعظيم دور قناة السويس بتطويرها وتخفيض كلف المرور أو ربطها بقنوات أخرى جديدة .
ماذا عن تركيا ؟
المشروع الجديد سيحقق المصالح المشتركة للدول التي سيمر عبرها، من خلال تعزيز الترابط الاقتصادي وهو ما ينعكس إيجاباً على الشركاء والاقتصاد العالمي بصورة عامة وفي قراءة لهذه المعطيات، يرى اقتصاديون أن "الممر الاقتصادي الجديد لم يأخذ تركيا بعين الاعتبار في عملية الربط التجاري ، موضحون أن تركيا ترى أنها الممر الطبيعي لهذه الممرات لكن المنظمين للممر الاقتصادي لديهم رأي مغاير حولها فهم يرونها خارج سياق الترتيبات الاقتصادية والسياسية الجديدة في ظل حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، فهي ليست مشمولة بالمشروع على الرغم من أن موقعها الاستراتيجي مهم بالنسبة لدول آسيا و أوروبا وأفريقيا .