جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
منذ انتهاء عملية تصويبها وتأسيسها ؛ فإنّ أوضاع الأحزاب السياسية لم يستقرّ حتى هذه اللحظة ، ويمكن القول بأن العملية الحزبية ستواجه الكثير من التحديات خلال الفترة القادمة ، وهي تحديات تتعلق ببنية هذه الأحزاب الداخلية ، ونستطيع ملاحظة حالات امتعاض تسود في العديد منها .
ويصف مراقب حزبي الوضع الحالي لها وكأنها فوق رمال متحركة ، تحتاج لقوّة تنظيمية وإدارية من أجل الإستقرار ، والأهمّ من ذلك كله هو الإبتعاد عن الفردية والشخص الأوحد ، وهي حالة مازالت سائدة ويجب الخلاص منها إذا ما أردنا عملا حزبيا فاعلا وحقيقيا ، يعي متطلبات المرحلة السياسية التي ينتظرها الجميع .
من أكبر العقبات التي ستواجه الأحزاب السياسية موضوع الإنتخابات النيابية ، وهذا يتعلق بالأحزاب التي قررت المشاركة بقوائم وازنة ومهمة في مختلف دوائر المملكة ، ومن خلال نظرة على تلك الأحزاب فنستطيع القول بأن أكثر من خمسة أحزاب ستشارك بقوائم في أكثر من نصف عدد الدوائر الثماني عشرة .
عقبات اختيار المرشحين وعملية ترتيبهم داخل الحزب ستشهد مزيدا من الجدل الحاد ، وربما يؤدي ذلك إلى استقالات جماعية إن لم تستطع القيادات السير في اتجاه توافقات واضحة تبعد الحزب عن تجاذبات عميقة قد تؤدي إلى حدوث تصدّعات في الجسم الحزبي ، في الوقت الذي تبحث فيه قيادات عن شخصيات ذات حضور شعبي كبير لأجل دعمها في العملية الإنتخابية المقبلة .
قيادي في أحد الأحزاب أشار لجفرا بأنّ الأمين العام لحزبه بات يتحكّم في كل شيء ، حتى أنّه يرغب بمنح ابنه صدارة القائمة ، ويضيف بأنه يطالب بالموقع الثاني في القائمة ، وإن لم يحصل على ذلك سيكون مضطرا لتقديم استقالته ، معربا عن امتعاضه من بعض التصرفات والقرارات الفردية في الحزب الذي ينتمي إليه .
كافة الأحزاب تخشى من تداعيات المرحلة القادمة ، وخاصة ما يتعلق منها بالإنتخابات ، في الوقت الذي لا تأبه فيه أحزاب أخرى للأمر برمّته لعدم قدرتها على مجاراة الآخرين ، وفي أفضل الحالات يمكن لها التحالف مع أحزاب كبيرة لزوم حفظ ماء الوجه ، وفي ذات الوقت عبّر أمين عام أحد الأحزاب لجفرا عن رأيه في مشاركة حزبه في الإنتخابات ؛ حيث أكّد عدم المشاركة فيها ترشيحا لعدم القدرة على المنافسة ، وافتقاره للجانب المادي المفقود تماما في حزبه ، مشيرا إلى أن حزبه مازال في مرحلته الأولى من التأسيس ومن المبكّر المشاركة في الإنتخابات للمجلس العشرين .
الحالة الحزبية الراهنة ستواجه معاناة لا يمكن تغطيتها بغربال ، فنحن في جفرا نستشرف هذا الواقع الذي سيشهد الكثير من التداعيات التي ربما لن تكون في صالح المسيرة الحزبية ، غير أننا ندرك بأن المقاعد الحزبية في البرلمان المقبل ستحتلها الأحزاب نفسها رغم كل الظروف التي ستواجهها