جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
يمكن وبكل بساطة ملاحظة أن بعض العشائر الأردنية بمجملها حرصت على الإنتساب إلى الأحزاب السياسية ، نظرا للرؤية الثاقبة لدى فئات عديدة من المثقفين والذين باتوا على وعي كامل بأنّ المرحلة القادمة هي للعمل الحزبي البرامجي والمنظّم بامتياز .
ولا يمكن بأي حال القول بوجود حالة تنافسية بين العشيرة والحزب ، فالمنتسبون للأحزاب هم أصلا أردنيون ومن أبناء العشائر والمدن والأرياف والمخيمات ، إنها الفسيفساء الأجمل التي نطمح جميعا إليها .
وجود العشائر في الحياة الحزبي يضفي أجواء أكثر من رائعة ، وهذا لا يعني بأي حال التخلّي عن الدور الإجتماعي الهام للعشيرة ، وخاصة من الناحية الإجتماعية ، غير أن انخراط عشائرنا الكريمة في الأحزاب السياسية يدلّ على مدى الوعي المتقدم لديها ، وهذا الوعي ينسحب على كل الأردنيين وبمختلف انتماءاتهم .
فالعشيرة مكوّن أساسي يعتدّ به ، وبما أنّ الأردن مقدم على حالة سياسية فيها من التطور والتحديث ، فأجزم بأن عشائرنا الأردنية من شمال الوطن حتى جنوبه تدرك بأن المستقبل هو للأحزاب التي ستشقّ طريقها في سنوات قليلة نحو حكومات حزبية برلمانية ، أرى بأنها ستكون أقرب مما يتوقع بعض المحللين والمتابعين .
وعلى صعيد آخر متّصل ؛ يبدو أن الإسلاميين قد حسموا أمر المشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة ، وما أدلى به مؤخرا أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي دليل واضح على ذلك ، من خلال دعوته المواطنين للمشاركة بكثافة في انتخابات العام المقبل ، والطموح بأن تتجاوز نسبة المشاركة حاجز الستين بالمئة .
طموح الإسلاميين يتجاوز ذلك باتجاه الرغبة بإعادة استنساخ انتخابات عام 1989 ، والتي حصل فيها الإسلاميون على 26 مقعدا من مجموع المقاعد البالغة 80 في ذلك الوقت ، مع التأكيد على أنّ تلك الإنتخابات باتت نوعا من التمنيات لدى الكثيرين وليس الإسلاميين فحسب .
كل المؤشرات تقول بأنه لن يكون هناك مجال لأي قوى سياسية بمقاطعة الإنتخابات ، فهذا لن يفيدها بشيء ، وإذا كان الإسلاميون سيشاركون وبكثافة ، فإن العديد من القوى تنتظر مواقف هؤلاء ، وحتى اللحظة لا مؤشرات على أيّ مقاطعة ، لأن الجميع بات في انتظار ذلك التحوّل الهام على صعيد الإنتخابات النيابية التي ستكون مختلفة عمّا سبقها ، من حيث وجود القائمة الحزبية .
البعض بدأ استعدادات فعلية للإستحقاق الدستوري القادم ، وآخرون يعدّون العدّة له ، في الوقت الذي يراقب فيه كثيرون المشهد ، ولسان حالهم يقول .. لسنا بمستوى الحدث القادم ، ومالنا غير المراقبة عن بعد وانتظار سنوات أربع أخرى ، لعلّ تحمل في ثناياها ما يفيد وينفع .