النسخة الكاملة

سياسيون لـ "جفرا" عن أزمة التهريب ..المعايطة: "النظام السوري فوقي" .. وخوري :" المسؤولية مشتركة"

الخميس-2023-09-05 12:04 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- امل العمر 

لم يعد التهديد الذي تواجهه المملكة في حدودها مع سوريا مقتصرا على تهريب المخدرات بل وصل إلى حد عبور الأسلحة والمتفجرات جوا بطائرات مسيرة ، ما يثير  تساؤلات عن الخيارات التي قد تتبعها عمان في المرحلة المقبلة على الرغم من زخم اللقاءات بين الجانبين وتحذيرات دولية ومطالبة سوريا بـ "مزيد من التعاون" في مكافحة الإرهاب إذا أرادوا إعادتها إلى الهيئات الإقليمية ، الأمر الذي يتطلب تعاونا في مكافحة الجماعات الإرهابية، ولا سيما أن مسار محادثات الأردن مع دمشق لم تترجم بتطور فعلي لغاية الآن. 

 تكررت محاولات التهريب من سوريا باستخدام الطائرات المسيرة ، وخلال الفترة الماضية  شهد الأردن العديد من محاولات التسلل والتهريب نتيجة تردي الأوضاع الأمنية ، فهل هناك  تداعيات جديدة تتجاوز ملف المخدرات ، وما الهدف من وراء تزايد محاولات التهريب على الصعيد السياسي ، وهل ستلجأ عمان إلى "سلسلة خيارات" قد تتعدى المسار الثنائي مع النظام السوري، لتشمل أطرافا دولية وعابرة للإقليم  ؟

على الصعيد السياسي يرى وزير الإعلام السابق سميح المعايطة أن ما يحدث على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية تتدخل فيها إيران بشكل واضح ، مضيفًا أن منطلق حرب المخدرات القادمة من سوريا يقوم على أهداف أطراف الحرب وهم الميليشيات الإيرانية التي تتبع للحرس الثوري والتي تحاول التأثير على أمن الأردن وهي من فشلت بهذا منذ أن جاء نظام الخميني . 

وتابع أن الطرف الثاني هم الجهات الرسمية السورية عسكرية وأمنية وسياسية التي لها مصلحة مباشرة في عمليات التهريب للأردن وكل دول العالم بسبب المردود المالي الضخم لتهريب الكبتاجون والذي يصل إلى حوالي ٦ مليارات دولار سنويا، أما الطرف الثالث فهم التجار الذين تستعملهم الميليشيات والجهات الرسمية في سوريا بعمليات التهريب .

وأشار بحديث لـ"جفرا نيوز إلى أن ملف المخدرات من الملفات التي تضمنتها المبادرة العربية في بيان عمان والتي وافق عليها النظام السوري لكنه كما تعامل مع كل المبادرة بفوقية ومماطلة يتعامل مع ملف تهريب المخدرات دون أن يبذل أي جهد للحد منها رغم الاجتماعات الأمنية والعسكرية الرفيعة التي عقدت بين الطرفين .

وأوضح أن هناك داخل النظام السوري من يرى في استمرار محاولات التهريب عقابا للأردن كما لدول اخرى لأنها لم تقف مع النظام في أزمته منذ عام 2011 .

ولفت أن مايجري جزءا من تعامل النظام مع الأزمة التي مازالت موجودة والتي يعتقد انها انتصر فيها وان العرب اعادوا العلاقات انصياعا للنظام ولهذا فهو ليس معنيا بتقديم اي جهد ايجابي في حل اي ملف لانه يرى نفسه منتصرا وليس مضطرا لدفع اي ثمن والجيش الأردني يعرف أنه يتعامل مع شبكات أكبر من عمليات تهريب وأشبه بعصابات دولية".  

من جهته أكد النائب السابق طارق خوري أن سكان المنطقة على الطرفين هم من يقومون بالتهريب و المسؤولية مشتركة ، مضيفا أن المهرب معروف والغاية معروفة والسياسة بعيدة كل البعد عن ما يحدث. 

وأوضح بحديثه لـ"جفرا نيوز"، أن هنالك تسللا لأشخاص من جنسيات مختلفة والخوف أنهم من عناصر داعش وغيرها ،  وهم يرغبون بالهروب إلى مكان آمن ، أما الغاية الأمان أو لغايات أخرى غير معروفة و في ظل الأوضاع السياسية في السويداء سيرتفع الخطر في الملف . 

 المحلل السياسي من الجانب السوري جمال العلوي ، قال إن هناك تنسيقا مشتركا بين البلدين في هذا الملف وتم عقد عدة اجتماعات رسمية شارك فيها مديرو الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة والدولة السورية سمحت في بعض الحالات الدخول بواسطة الطيران لضرب أوكار المخدرات .

ولفت أنه يجب إدراك أن هذا الملف يحتاج إلى وقت ومعالجة من الجانب الأردني من الحدود والطرف الذي يستلم ويصرف المخدرات في الجانب الأردني .

وأكد بحديث لـ"جفرا نيوز"، أنه علينا تعزيز الثقة مع الجانب السوري نتيجة تراكمات الماضي وأن نغادر مربع التعليمات الأمريكية التي لا تريد تحسين العلاقات بين الأقطار العربية وسورية إلى حين الوصول إلى تفاهمات أمريكية سورية بما فيه مصلحة البلدين في علاقات مميزة . 

وأشار إلى أن قرابة (7) آلاف أردني يذهب يوميا للسياحة في سوريا ، مضيفا أننا نتمنى تطور العلاقات بين البلدين والارتقاء إلى مرحلة تبادل السفراء بما يخدم المصالح المشتركة بعيدا عن رغبات الولايات المتحدة الأمريكية . 

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير