النسخة الكاملة

الانتساب للأحزاب انعكاس لثقافة "الموت مع الجماعة" .. وأمناء عامون أخفقوا بتعريفها

الخميس-2023-08-27 10:43 am
جفرا نيوز -


جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر

قبل أيّام ؛ سألت أمينا عاما لأحد الأحزاب عن تعريفه للحزب السياسي ، تحدث سعادته لأكثر من خمس دقائق ، أخذني يمينا وشمالا ، فوق وتحت ، ولم أفهم شيئا من إجابته ، ثمّ شكرته على إجابته الرائعة والتي جعلتني بعد ذلك أقوم بشدّ ما تبقّى من شعر رأسي ، رغم أنني أصلع !

فإذا كان الأمين العام وهو قائد الحزب والمنظّر له ، لا يعرف المعنى البسيط للحزب السياسي ، فكيف هو الحال مع باقي أعضاء الحزب أو المؤسسين ؟ هي حالة تدلّ على أن غالبية المنتسبين للأحزاب لا يمتلكون الوعي الكافي أو الثقافة الحزبية ، لا نلوم هؤلاء ، بل اولئك الذين ركبوا الموجة الحزبية دون تخطيط مسبق ، ودون معرفة بأبجديات العمل الحزبي في بلادنا .
العديد من القيادات الحزبية قدّمت في السابق وعودا مفادها العزم على إقامة مدارس أو أكاديميات حزبية ، الهدف منها تثقيف الأعضاء ونشر الوعي الحزبي ، وحتى اللحظة لم نشهد شيئا من هذا القبيل ، وأعتقد بأن ذلك يمثّل أولوية قصوى لدى كافة الأحزاب ، إن هي أرادت خوض هذا الغمار بصورة جادة وفاعلة .

أكثر من أربعين ألفا هم عدد الأعضاء المؤسسين للأحزاب السياسية ، وهو رقم ليس بالهيّن أبدا ، وهؤلاء بحاجة لما يشبه الدورات التثقيفية ، خاصة وأننا مقبلون على إنتخابات ، سيكون للأحزاب نصيب وافر من مقاعد البرلمان ، وعلى هؤلاء الأعضاء تقع مسؤولية كبيرة في حشد الناخبين لأحزابهم ، فكيف سيكون حال هؤلاء إن عجزوا عن تعريف معنى الحزب أو واجهوا الفشل حين الحديث عن أحزابهم من حيث المباديء والأفكار والرؤى .

مسؤولية كبيرة تقع على عاتق القيادات الحزبية ، تتعلّق بضورة نشر الوعي والثقافة الحزبية بين الأعضاء ، مع إدراكنا التام بأن غالبية الأحزاب ، وبعد الحصول على الترخيص ، قد طوت صفحة المؤسسين ، بحيث لم تعد بحاجة إليهم ، في حين أن عددا محدودا جدا من الأحزاب يمارس الحزبية بصورة جادة وحقيقية من خلال الإحتفاظ بجسور التواصل مع الأعضاء في مختلف أنحاء المملكة ، وهذا ما نرغب به من أحزابنا ، التي عليها التنبّه للمرحلة المقبلة ، والتي تعني الكثير لمن يرغب الإستمرار والوصول للسلطتين التشريعية والتنفيذية