جفرا نيوز - جفرا نيوز - كثف تنظيم داعش الإرهابي تكثيف هجماته في مناطق متفرقة من سوريا خاصة في مناطق الشمال، بالتزامن مع عمليات تستهدفه من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية من جهة، والجيش السوري وروسيا من جهة أخرى.
وحذر خبراء الأمم المتحدة منتصف أغسطس (آب) من أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يقود ما بين 5 و7 آلاف عنصر في معقله السابق في سوريا والعراق، وأن مقاتليه يشكلون أخطر تهديد إرهابي في أفغانستان اليوم.
وقال الخبراء الأمميون إنه "خلال النصف الأول من عام 2023، ظل التهديد الذي يشكله تنظيم داعش "مرتفعاً في الأغلب في مناطق الصراع، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي منيت بها الجماعة وتراجع نشاطها في سوريا والعراق، لا يزال خطر عودتها للظهور قائماً".
وشن التنظيم الإرهابي، قبل أيام، هجوماً هو الأعنف خلال هذا العام استهدف حافلة عسكرية سورية على طريق دير الزور - حمص، ما أدى لمقتل أكثر من 35 جندياً سورياً.
إثبات وجود
يرى الباحث في الأمن القومي والدولي جاسم محمد، أن "التنظيم يحاول إثبات وجوده من خلال تكثيف العمليات في سوريا وتحديداً في مناطق الشمال"، مشيراً إلى أن "أسباباً أخرى تسببت في استجماع التنظيم لقواه".
وأشار محمد إلى أنه "بعد إعلان التنظيم اعترافه بمقتل زعيمه أبوالحسين القرشي، وتعيين زعيم جديد يكنى بـأبو حفص فإن العمليات الأخيرة محاولة من التنظيم لإثبات وجوده وأنه ما زال مستمراً".
وقال: "التنظيم يسعى إلى توسيع مساحة النفوذ في هذه المرحلة، ويحاول إعادة هيكلة قواته في الجوانب الأمنية والعسكرية".
وأضاف الباحث الأمني أنه "يجب الأخذ في الاعتبار أن عودة التنظيم إلى عملياته بشكل مكثف، قد يكون مرتبطاً بعودة سوريا للجامعة العربية وعودة العلاقات العربية مع سوريا، وهذا يؤكد أن داعش أصبح ورقة ضغط تستخدمها أطراف إقليمية ودولية فاعلة في المشهد السوري".
استغلال للأزمات
يرى الباحث في الأمن القومي والدولي أن "أحد العوامل التي تساعد على ديمومة التنظيمات المتطرفة هو الوضع الاقتصادي، وعندما يكون الوضع الاقتصادي متدهوراً يستطيع داعش وكذلك الجماعات المتطرفة أن تزيد وتيرة عمليات التجنيد".
وقال محمد إن "الوضع الاقتصادي في سوريا سيء، وبعض الدراسات تشير إلى أن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وكذلك 12 مليون سوري أصبحوا بين مهاجر أو نازح من مكان سكنه، وهذا يعني أن هذا الوضع الاقتصادي المتردي قد يكون عاملاً مساعداً لديمومة داعش".
نهوض بالمسؤوليات
ويشير الباحث الأمني إلى أن "استمرار عمليات داعش في سوريا وربما في بعض مناطق العراق، يعني أن التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية تحتاج للنهوض بمسؤوليتها"، مضيفاً "هناك الكثير من التكهنات والشكوك حول قدرة التحالف في التعامل مع داعش".
ويختم محمد حديثه لـ 24 بالقول: "تنظيم داعش استعاد قدرته في سوريا وتحديداً في مناطق الشمال والشرق، بسبب عدم وجود القدرة الكافية لتنفيذ عمليات من قبل التحالف الدولي ضده، أما في العراق فهناك جهود حثيثة من أجهزة مكافحة الإرهاب هناك، دفعت التنظيم إلى المناطق النائية، ولم يستطع تنفيذ عمليات في المناطق الحضرية مؤخراً".