النسخة الكاملة

هل هناك مُعارضة للتغيير والتحديث السياسي في الأردن ومحاولة للتصيّد في الماء العكر ؟

الخميس-2023-08-13 10:47 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - د. محمد أبو بكر

تُجمع مختلف القوى السياسية والاجتماعية في الأردن وكذلك المواطنون على أنّ الأردن وضع الخطوات الأولى للانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة وهامة ، وقد تكون الأهمّ منذ خمسينيات القرن الماضي ، حين مارست الأحزاب السياسية دورها الحقيقي ، وشكّلت أول حكومة حزبية برئاسة المرحوم سليمان النابلسي الذي كان رئيسا للحزب الوطني الاشتراكي .

وبعيدا عن أيّ حسابات ؛ فالمرحلة المقبلة حزبية بامتياز ، وكثيرا ما تحدّث جلالة الملك حول أهمية الأحزاب وضرورة انخراط المواطنين فيها ، وصولا لإنشاء حكومات حزبية برلمانية ، وذلك لن يكون بعيدا ، فربما نشهد ذلك مع الانتخابات النيابية التي تلي القادمة .

ولكن يسأل البعض عن جهات قد تكون متربّصة بما يجري من تحديث وتطوير وانتقال لحياة حزبية ، هؤلاء لا يروق لهم أبدا رؤية أردن وقد حقق قفزات كبيرة في هذا الإتجاه ، ومؤخرا تحدّث العين بسام حدادين ، وهو السياسي المخضرم حين أشار لوجود مثل هؤلاء ، مستشهدا بقول لجلالة الملك في أحد لقاءاته ، حيث قال جلالته .. بأنّ هناك  (أناسا من جماعتنا ) تعارض التحديث والتطوير .

فالملك هنا يعبّر عن غضب تجاه من يعيق المسيرة الحزبية والديمقراطية ، فهو الراعي لها والضامن ، وبتنا نشهد تطوّرا لافتا في العمل الحزبي واستعدادات كبيرة لدى بعض الأحزاب للمشاركة في هذا الاستحقاق ، حيث منح قانون الانتخابات 41 مقعدا للأحزاب في المرحلة الاولى .

وبتدقيق ما يجري على الساحة المحلية ، يمكن ملاحظة شخصيات تحاول بصورة ملتوية التصيّد في الماء العكر ، والإساءة للمشهد القادم ، والإيحاء بأن الأحزاب السياسية سيكون مصيرها الفشل ، وفي ذلك وضع للعصي في دواليب العملية الحزبية ، التي يحرص الكثير على نجاحها وتقدّمها وتصدّرها للمشهد السياسي القادم .

الساحة مفتوحة للجميع لممارسة العمل الحزبي ، وهذه الساحة قد تجد في طريقها ثلّة من الأشخاص الذين عفا عليهم الزمن وباتوا من الماضي ، وهم من الذين استفادوا من الدولة ، ويدركون بأن الزمن قد تجاوزهم ، في الوقت الذي يشير فيه هؤلاء بأنهم الأساس ولا يجوز التخطّي عنهم ، يعيشون في عقلية الماضي ، عقلية أهل الكهف ، الذي يجب أن يعودوا إليه ، إلى أن يختارهم الله إلى جواره .