النسخة الكاملة

غياب تام للعمل المؤسسي في غالبية الأحزاب .. أمناء يسيطرون واستمرار للنهج العقيم

الخميس-2023-07-30 10:47 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - د. محمد أبو بكر

من خلال متابعة ما يجري في غالبية الأحزاب الأردنية ، بات واضحا وجود عدد محدود من هذه الأحزاب من بدأ فعلا بعمل مؤسسي ، قد يكون غائبا عن الغالبية العظمى منها ، وهو ما كنّا نحذّر منه سابقا .

ومن الواضح أيضا ؛ أنّ الأحزاب حديثة العهد تحاول التعلّم من أخطاء الماضي ، فلجأت بالفعل إلى العمل المؤسسي ، بعيدا عن تركّز السلطات جميعها بين يدي الأمين العام ، الذي كان في السابق هو الحزب ، والحزب هو ، بغضّ النظر عن وجود ما يسمّى قيادة للحزب .

غالبية الأحزاب التي قامت بتصويب أوضاعها ، لا تحتمل التجديد والتحديث والتغيير ، فالأمين العام ما زال هو المسيطر ، ومعظم المواقع القيادية تشبه جوائز الترضية ، وهذا لا يمكن قبوله في ظل واقع جديد للعمل الحزبي يأمل كثيرون بأن يكون مختلفا عمّا سبق .

في العمل الحزبي السابق ؛ كان الأمين العام هو الزعيم وهو المسؤول الإعلامي وهو الناطق الرسمي ، وهو كذلك مسؤول المشتريات ، وهو مدير الدائرة الثقافية والإجتماعية والبيئية والزراعية !

وإذا كانت قيادات هذه الأحزاب قد رضيت بما هو بين يديها ، فتلك مصيبة ، وحينها ستبقى الأوضاع على ما هي عليه دون تغيير ، ولا يمكن لمثل هذه الأحزاب التقدّم ولو خطوة واحدة نحو التأثير أو إثبات الوجود ، فالمرحلة تتطلب قيادات على قدر المسؤولية ، مع عمل مؤسسي حقيقي ، بحيث ينال كل ذي حقّ حقّه ، وخاصة جيل الشباب .

فالشباب هم مستقبل العمل الحزبي ، ولا يجوز لهم قبول الأمر الواقع الذي تمّ فرضه عليهم ، ولا يجوز ان يقبل هؤلاء بالمقاعد الخلفية التي لا تسمن ولا تغني ، فالمرحلة القادمة هي مرحلة حزبية شبابية بامتياز ، وعليهم تصدّر المشهد الحزبي كاملا ، ولا 
يمكن قبول ( العواجيز ) الذين يتمترسون في مواقع القيادة منذ ثلاثين عاما .

ثلاثة أو أربعة أحزاب فقط تسير وفق نهج مؤسسي محترم من خلال توزيع المهام الحزبية ، دون أن يضطر الأمين العام لحمل ( عشر بطيخات ) في يد واحدة ، وهذا ما كنّا نلاحظه سابقا ، ولكن للأسف الشديد ؛ يصرّ بعض الأمناء العامين على بقاء الأمور على حالها دون تغيير ، وكأنّ الحزب مجرّد شركة عائلية ، لا يسمح لأحد بالولوج لمصاف المواقع القيادية ، وهذا نذير لأفول الحزب في أي وقت !
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير