النسخة الكاملة

مشاركة شبابية متواضعة في الأحزاب .. ما الأسباب ومن المسؤول؟

الخميس-2023-07-23 01:41 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني في الكثير من المناسبات على اهمية اشراك الشباب في العمل السياسي ضمن سلسلة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والادارية.

ورغم الخطوات المهمة التي تقوم بها الدولة تنفيذاً للتوجيهات الملكية، فأن مشاركة الشباب في العمل الحزبي لا تزال قليلة واشبه بالمعدومة.

وأكد خبراء ومعنيون ان عزوف الشباب عن المشاركة الحزبية هو مسؤولية مشتركة من الشباب انفسهم وتخوفهم من الانضمام الى الاحزاب بسبب بعض السياسات المتبعة وهنا تكمن مسؤولية الحكومة، بالاضافة الى مسؤولية الاحزاب ببرامجها التي لا تتناسب مع هموم الشباب وتطلعاتهم.

يرى نائب الأمين العام لحزب العدالة والإصلاح نظير عربيات أن الهوة بين الأحزاب السياسية والشباب بدأت بالانحسار التدريجي بايقاع بطيء إلى حد ما وبجميع الابعاد حيث أن قانون الأحزاب الجديد منح الشباب اهتماما كبيرا و دورا رئيسيا في تطوير العمل الحزبي عبر احداث تشابك حقيقي في إطار الحياة الحزبية و منظومة القواعد السياسية الديمقراطية، حيث أن الشباب تشكل قيمة جوهرية وليس من العدالة الاعتقاد بأن الاشكالية تتمثل في عدم تأهيل الشباب للعمل الحزبي وبنظرة واقعية يظهر أنهم الاكثر قدرة لترجمة العمل السياسي و التأثير في أرض الواقع بطريقة ديمقراطية مشروعة عبر الانخراط في العملية الحزبية ومن الناحية الأخرى فإن كافة الأحزاب السياسية على اختلافها تضع في حساباتها التوجه نحو انخراط الشباب في صفوفها.

ويعتقد أن الأحزاب السياسية مدعوة لإعادة تقييم برامجها بشكل دقيق و مستمر كمتطلب رئيس لنتائج العمل من حيث المزايا والنواقص والنتائج في سياق تعديل الاستراتيجيات والتكتيكات التي تواكب ركب التقدم من الناحية التطبيقية.

وقال امين المكتب التنفيذي لرابطة الشباب الديمقراطي الأردني «رشاد» محمد زرقان: الشباب الأردني واعي ومثقف وأثبت في كثير من المحطات تعلقه وحرصه على مصلحة الوطن كما انهم مؤهلون لخوض التجربة الحزبية.

وبرأيه فان أي مؤسسة او هيئة عمل جماعي بالضرورة ان تحمل مشاكل منتسبيها وتعالج أوضاعهم وتدافع عن مصالحهم التجربة الحزبية الاردنية تاريخيا افرزت قيادات سياسية وطلابية مهمة وافرزت مبدعين في شتى صنوف الثقافة والادب بتجرد برامج الاحزاب مهمة وتلامس قضايا وهموم الشباب.

واضاف: بشكل عام لا يجوز القفز عن موروث في المجتمع كان يرفض الانتساب للاحزاب بفعل الأحكام العرفية إضافة ان الحكومات المتعاقبة بعد الغاء الأحكام العرفية عام ١٩٨٩ لم توفر بيئة حاضنة للعمل الحزبي خصوصا في قطاع الشباب والطلبة بل بالعكس قدمت الرعاية والتسهيلات للعديد من الهياكل الشبابية داخل الجامعات مقابل التضييق على الاحزاب.

وتابع: لتشجيع الشباب على الانضمام للاحزاب يجب وقف كل أشكال التضييق او الملاحقات بسبب الانضمام للاحزاب بالاضافة الى دور الاحزاب ان تلامس هموم وقضايا هذا القطاع الواسع.

وبخصوص ممارسة العمل الحزبي في الجامعات في حال تطبيقه يرى زرقان ان النظام وضع لتشجيع الممارسة الحزبية وهو جزء من مجموعة قرارات يجب أن تأخذ طريقها للتنفيذ دون ابطاء كما نصت وثيقة منظومة التحديث السياسي بما يخص الطلبة والشباب وعلى الجامعات إشراك الشباب في مجالس أمناء الجامعات وإجراء انتخابات الاتحادات الطلابية وفي كل الجامعات.

تخوف وحذر

قال طالب القانون في الجامعة الأردنية، الناشط الشبابي عباده موفق الوردات :» ان حديث الساعة في الوقت الراهن هو الاحزاب و العمل السياسي حيث التركيز الكبير على دور الشباب في الاحزاب و في صنع السياسات العامة ».

واضاف: بالحديث عن ملف الشباب بما بتعلق بالأحزاب نرى ان هناك قسمين رئيسيان فئة تتخوف من الدخول بالاحزاب خصوصاً مع وجود تجربة سابقة غير مشجعة بما يخص هذا الملف، وفئة تعمل على الانتساب للاحزاب والقيام بالعمل السياسي و يوجد لديها ايمان وحماس كبير في خضام هذا الامر و ترى ان تفعيل دور الاحزاب هو فرصة جيدة يجب اغتنامها بأفضل صورة.

وأشار ان هناك دور للاحزاب في تعزيز الفكر لدى الشباب والجيل القادم من خلال ايجاد برامج فعالة وجدية يمكن الاستناد عليها لكي تتمكن الاحزاب من اقناع الشباب المؤهل والمثقف سياسياً، من وجود دور مهم للأحزاب الموجودة، وليس عبارة عن شعارات وشعبويات.

ويتابع: مما لا شك فيه ان نظام العمل الحزبي في الجامعات له دور في تنشيط تحرك الشباب سياسياً داخل منارات العلم و التعاطي مع الشأن المحلي للنهوض به.

ومن وجهة نظره فان مسألة التوجه للأحزاب من الشباب بالذات ذات امر غامض لا يمكن توقع ما سيحدث في قادم الايام مع ضرورة البحث والتمعن في مسألة جدية الدولة لوجود الاحزاب ذات الدور الفاعل و ليس وجود احزاب لخلق ديكور برلماني يجمل ويظهر المثالية الديمقراطية الجميلة شكلاً والمتأكلة مضموناً.

وترى الناشطة الشبابية حنين بركات ان السبب وراء عزوف بعض الشباب عن ممارسة العمل الحزبي بأشكاله يعود الى عدة عوامل كالنظرة المجتمعية السائدة والتي تكمن بالتخوف من كل ما هو سياسي أو حزبي وهي فكرة قديمة بالاضافة الى عدم وجود حزب يمثّل رؤية أحد الأفراد السياسية كون برنامجه يعدّ شكليًّا، فالأصل أن يؤمن أفراد الحزب بما ينادون به أي يحمل في طيّاته برنامجًا مؤهلًا وحقيقيّا يخدم أفراد المجتمع بلا تمييز ويهدف الى التطوير الفعّال وليس فقط في سبيل الوصول الى السلطة التشريعيّة.

وتعلل بركات عزوف الشباب عن العمل الحزبي الى ان الشباب لا يعي أهمية التعبير عن الرأي والمشاركة السياسيّة.

وبرأيها فان نظام تنظيم ممارسة الأنشطة الحزبيّة للشباب في الجامعات من أقوى مظاهر تشجيع الشباب على العمل الحزبي، كون الشباب يفتقر الى جهة سياسية تستمع له وتتبنى أفكاره وتدعمها خصوصًا في ظل عدم وجود اتحاد للطلبة في بعض الجامعات ما يسهم في قمع صوت الشباب الطلابي وعدم القدرة على المناداة بحقوقهم في مختلف المجالات، فصوت الجماعة أقوى من صوت الفرد لذا تبلورت فكرة الحزب للعمل على ما سبق.

الشباب يملكون القدرة

قال الشاب محمد ابو مرار وهو طالب في جامعة فيلادلفيا :ان الشباب قادرون ومؤهلون على ممارسة العمل الحزبي كما انهم يمتلكون الوعي والثقافة لتحمل المسؤولية.

وأضاف: ضمان نجاح اي تجربة او مؤسسة هو مشاركة الشباب الشباب اساس التغيير وهم صناع المستقبل، فانضمام الشباب للاحزاب يطور ثقافتهم ويسهل في بناء شخصيات قيادية.

وبرأيه فان صياغة برنامج أي حزب لا تتم بمعزل عن أعضاءه وكلما ارتفعت نسبة الشباب في الحزب كلما كان البرنامج معبرا اكثر عن قضاياهم واهتماماتهم وهي مسألة تراكمية.

ويعلل ابو مرار عزوف الشباب عن العمل الحزبي بأنه ليس مسؤولية الشباب والاحزاب بل مسؤولية الارث العرفي الذي اسهم في إبعاد المجتمع عن العمل الحزبي المنظم و بعض التقييدات التي لمسها الشباب في ممارسات تجاه منتسبي الاحزاب.

ولتشجيع الشباب على الانضمام الى الاحزاب يلفت الى ضرورة إزالة الخوف من الانتساب للاحزاب ووقف ملاحقة الشباب ومحاسبتهم على الانتماء الحزبي سواء عند الحصول على البعثات او التقدم لفرص العمل.

بدورها قالت الشابة صفاء موسى: أننا أمام حالة من التوسع في الحريات الموضوعية المترابطة تعزيزا لعملية التطوير الديمقراطي والتمكين الحزبي كعملية شاملة تدمج فئة الشباب بشكل كبير بكافة القضايا الوطنية في إطار نهج يتيح المجال أمام الشباب بكافة المؤسسات الوطنية للمشاركة الفاعلة في صناعة القرار عبر الحوار والنقاش الصريح والمفتوح والتوجه إلى صناديق الاقتراع وفق معايير ديمقراطية حزبية تؤثر بشكل مباشر في خصوبة المشهد الديمقراطي والحريات السياسية التي تسهم في صورة حريتي التعبير والانتخاب.

وتضيف: هناك تطوراً جوهرياً في قانون الأحزاب شكل حافزا كبيرا للانخراط في العمل الحزبي للشباب بتنظيم متدرج كامل سواء في المؤسسات التعليمية أو القطاعات الأخرى، فنلاحظ أننا أمام نظرة مميزة لتطوير العملية الحزبية في الجامعات عبر محورية ترتكز على على قانون الأحزاب الذي يعبر عن المشاركة الديمقراطية المميزة وفق معايير دقيقة تضمن المشاركة الطلابية في المسيرة الحزبية من باب المسؤلية الوطنية، والالتزام بالتعامل الواضح الذي ضمن مساحات وثيقة الصلة من دعم الحريات للطلاب التي تعزز القدرة على الإبداع والابتكار وهي التي عملية التمكين وتعمق مساهمة الشباب في وضع الخطط والأهداف وفي الوقت ذاته توافر المشاركة السياسية التي تضمن طول الوقت التي تضمن أن يكون الشباب ومن بينهم الطلاب رقما كبيرا في المعادلة الحزبية والتمكين.

وتقول الناشطة الشبابية رهف أبو مياله: يعد الشباب عماد المستقبل وأمل الأمم، فهم الطاقة الحية التي تقود المجتمع نحو التطور والتقدم، ومن أهم وسائل تفعيل هذه الطاقة هو المشاركة السياسية من خلال الانخراط في الأحزاب السياسية.

وتضيف: نشهد تراجعا في مشاركة الشباب في العمل الحزبي، وهذا ما يعرف بـ «عزوف الشباب عن العمل الحزبي» وذلك نتيجة لعدة اسباب مشتركة بين الشباب والاحزاب، ولعل أهمها فقدان الثقة في الأحزاب السياسية وهذا يعود إلى عدم قدرة الأحزاب على تحقيق الوعود والتوصل إلى حلول فعّالة للقضايا التي تهم الشباب، بالإضافة إلى غياب المنصات الشبابية التي تعنى بالسياسية والمشاركة الحزبية حيث تأخذ الأحزاب السياسية أجندات ومواضيع قديمة لا تلبي اهتمامات ومتطلبات الشباب الحديثة.

وتكمل كما يواجه الشباب عدة تحديات عند الانخراط في العمل الحزبي، مثل ضغوط العمل أو الدراسة وصعوبة الجمع بينهما، بالإضافة إلى الاحتكام لقواعد وهياكل متجذرة في الأحزاب يصعب عليهم فهمها والتأقلم معها.

الرأي - حنين الجعفري
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير