جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
لفت انتباه الكثيرين خبرا قصيرا في جفرا حول قيام أحد الأشخاص بعرض مبلغ مليون دينار منقول عن كاتب بصحفية بالمهجر المبلغ مقابل تصدّره قائمة أحد الأحزاب في الإنتخابات النيابية المقبلة ، وهذا مؤشّر على ما سيكون عليه حال القوائم الحزبية ، والتي ستشهد حتما صراعا محموما بين العديد من الشخصيات التي تطمح بالوصول إلى المجلس النيابي عبر البوابة الحزبية .
الأحزاب السياسية ككيانات تفتقر للموازنات المالية ، ولا يوجد أي دعم من الجهات ذات العلاقة ، حيث تمّ ربط الدعم بالمشاركة في الإنتخابات وحسب أسس معينة ، سواء إذا ما حقق الحزب النجاح أو أخفق .
وهذا يعني بأن الأحزاب السياسية التي تنوي المشاركة في الإنتخابات ستعتمد بالدرجة الأولى على الراغبين بالترشّح ، وسيقع العبء المالي على هؤلاء ، وخاصة تلك الأحزاب التي تستهدف الوصول بعدد وافر من المقاعد ، وهذا بالطبع متوقع بالنسبة لثلاثة أحزاب على أقل تقدير ،
ومن خلال متابعة ما يجري في الأحزاب الثلاثة سابقة الذكر ، يمكن القول بإمكانية سيطرتها على ما لا يقل عن ثلاثين مقعدا من المقاعد الحزبية البالغة 41 مقعدا ، في حين ستتنافس أحزاب أخرى قد لا يزيد عددها على الخمسة على ماتبقى من المقاعد الحزبية .
والقراءة لهذا الواقع تشير إلى طموح الكثيرين بأن يكونوا ضمن الأسماء الأولى في القوائم ، وهناك استعداد لدى العديد من هؤلاء بضخّ أموال لزوم الحملة الإنتخابية ، وربما نكون أمام أرقام فلكية لبعض من يرغبون بالترشّح ، خاصة وأن الأحزاب الثلاثة التي ذكرناها سابقا قد تكون متيقنة من حصولها على عدّة مقاعد في البرلمان ، وهذا من شانه زيادة حدّة التنافس في ترتيب القائمة .
أحزاب أخرى لا حول لها ولا قوّة ستراقب مشهد الأحزاب الكبيرة بنوع من الحسرة ، فهي ليست بقادرة على منافستها ، وتفتقر للقاعدة الشعبية ، لا بل وتفتقر لشخصيات قادرة على الصمود خلال الحملات الإنتخابية ، عدا عن العجز المالي الذي تواجهه .
وهذا يحتّم على هذه الأحزاب ، وهي الغالبية العظمى ، إمّا الإنسحاب من المشهد الإنتخابي تماما ، أو التآلف مع الأحزاب الكبيرة حفظا لماء الوجه ، وحتى في هذه الأخيرة ، فقد يكون من الصعب وصولها للمجلس النيابي ، ولسان حالها سيقول .. ها نحن سنشارك ضمن ائتلاف حزبي ، وكفى الله المؤمنين شرّ القتال .
ما زالت الحالة الحزبية في مراحلها الأولى ، أو في مرحلة المخاض الإنتخابي ، وهذا لا يعني بوجود أحزاب بدأت العمل فعلا للمرحلة المقبلة ، في حين راحت الكثير من الأحزاب في حالة سبات عميق ، ويبدو أنها قد ( ختمت العلم ) بكسر العين ، بعد حصولها على الترخيص النهائي ، في حين أن العملية الإنتخابية باتت مستبعدة عن العديد من الأحزاب التي تصرّ على مراوحة نفس المكان والتهميش