بعضها غائب وأخرى توقفت عند الترخيص .. أين الأحزاب عن التفاعل؟
الخميس-2023-07-12 11:19 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
من يتابع الحالة الحزبية الجديدة في الأردن سيشعر بالمزيد من الإستغراب ، وربما يضع العديد من علامات الإستفهام ، وقد يصل به الأمر إلى حدّ الإستنكار .
الحالة الحزبية الراهنة بعد انتهاء التصويب وعقد المؤتمرات والحصول على الترخيص النهائي لا تختلف أبدا عمّا كان عليه الوضع في السابق ، باستثناء عدد محدود جدا من الأحزاب التي تحاول إثبات قدرتها على الساحة السياسية ، وتعمل على التحضير الجدّي للمرحلة القادمة .
أكثر من عشرين حزبا سياسيا من مجموع الأحزاب السبعة والعشرين لا صوت لها أبدا ، ويبدو أنها اكتفت بالحصول على الترخيص ، وكأنها تقول ( وكفى الله المؤمنين شرّ القتال ) ، وكل من يراقب الوضع الحزبي كان يعتقد بأننا سنكون إزاء مرحلة مختلفة تماما ، بحيث تأخذ الأحزاب دورها الحقيقي ، وتخرج من الحالة الديكورية التي كانت تعيشها خلال أكثر من ثلاثة عقود .
قد يصدر من الحزب سين أو صاد بيان هنا أو تصريح هناك ، غير أن كلّ ذلك لا يسمن ولا يغني ، وهو من باب رفع العتب ليس إلّا ، فالأحزاب بعيدة تماما عن هموم الوطن والمواطن ، وتفتقر لقواعد شعبية حقيقية ، وفي غالبيتها لم تقم بإنجاز برامجها ، حيث لا يمكن إقناع المواطن بالإنخراط في الحياة الحزبية دون الإطّلاع على برامج الحزب المختلفة ، وهي مازالت غير موجودة لدى الغالبية العظمى .
الأحزاب بحاجة لتتشابك مع القضايا المختلفة ، وهي كثيرة ، ونعيشها بصورة يومية ، على الأحزاب أن تدرك بأن ابتعادها عن القضايا المختلفة لن يصبّ في مصلحتها ، والمرحلة المقبلة تحتاج لعمل كبير ومستمر ، وغير ذلك ستبقى غالبية الأحزاب السياسية تدور في نفس الدائرة التي لم تغادرها منذ سنوات ، وستكون مجبرة على النظر إليها على أنها مجرّد ديكور جميل فقط .