النسخة الكاملة

سكون الأحزاب وصمتها بعد التصويب..هل تغيّر شيء ما..أم أنها تنتظر الوحي ؟

الخميس-2023-07-06 09:34 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر

قلناها عدّة مرات ؛ عدد المؤسسين للحزب السياسي لا يمكن له أن يصنع حزبا حقيقيا ، صحيح أن العدد ارتفع إلى ألف مؤسس غير أن ذلك لم يغيّر من الواقع شيئا باستثناء ثلاثة أو أربعة أحزاب تنشط بين قواعدها الشعبية ، لأنها تعلم بأن المرحلة القادمة هي حزبية بامتياز .

غالبية الأحزاب التي جرى تصويب أوضاعها مؤخرا ، وهي من الأحزاب القائمة سابقا ، لم تقدّم شيئا يذكر على ساحة العمل الحزبي ، ويبدو أنها اكتفت بالحصول على الترخيص النهائي لها ، وكأنّ ذلك هو نهاية الرحلة الحزبية ، ومن ثمّ التزام مكاتبها والجلوس بين جدرانها الأربعة .

الحزب السياسي الحقيقي هو الذي يعمل منذ الآن استعدادا للمرحلة المقبلة ، وهي قريبة جدا ، ونقصد هنا الإنتخابات النيابية القادمة والتي ينظر إليها المراقبون على أنها باتت قريبة ، فنحن أمام أقل من عام على إحتمالية حلّ مجلس النواب والدخول في معركة الإستعداد للإنتخابات ، والتي منحت الأحزاب 41 مقعدا في المجلس القادم .

الفترة الزمنية المتبقية قصيرة ، وهي بالكاد تكفي الحزب السياسي للتحضير للإنتخابات ، ومن الواضح أن عددا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة يعلم ذلك ، وهناك نشاط لافت لدى هذه الأحزاب ، والهدف واضح ويتمثّل بعدم ضياع هذه الفرصة الذهبية بالوصول إلى قبة مجلس النواب ، في حين تغطّ الغالبية في سبات عميق انتظارا للوحي الذي لن يأتي بالطبع .

من الحماقة أن لا تستثمر كافة الأحزاب المرحلة السياسية القادمة مهما كانت إمكانياتها ، وبالإمكان القيام بتحالفات حقيقية ، دون البقاء على الهامش ، ولا يجوز للأحزاب أن تستمر في تهميش نفسها ، حيث أبدعت في ذلك كثيرا خلال الثلاثين عاما الماضية.

حالة من السبات تعيشها الأحزاب ، وهذا لا يمكن قبوله أبدا ، فالمواطن يرغب برؤية الأحزاب وقد أخذت مواقعها ، غير أن هذه الحالة من الصمت الحزبي لا تدعو أبدا للتفاؤل ، حيث نجد بأن الأوضاع مازالت على حالها ولم يتغيّر شيء أبدا في هذه الحالة ، والتي كنّا نأمل رؤية ما يشبه القفزة الحقيقية للحياة الحزبية التي مازالت تراوح مكانها ، باستثناء من يدركون أهمية الواقع الحزبي القادم ويحاولون استغلاله بصورة تثبت الحاجة الوطنية للأحزاب السياسية البرامجية .

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير