النسخة الكاملة

بالصور .. المدرعة "سينتور" تجول شوارع فرنسا لأول مرة

الخميس-2023-07-02 12:44 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لا تزال حادثة قتل الشرطة الفرنسية للشاب الجزائري نائل (17 عاما) تتفاعل في باريس. ويتجسد الغضب في صور دمار وخراب طال ضواحي العاصمة، فيما تم فرض منع التجوال الليلي وتوقيف المواصلات العامة في عموم البلاد، بالإضافة لانتشار كثيف لقوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات.

حافلات وسيارات محترقة وأقسام شرطة مستهدفة وأضرار بالمباني العامة، مشاهد لأعمال عنف انتشرت في كل المدن الفرنسية لليلة الرابعة على التوالي عقب وفاة الشاب نائل، من أصول جزائرية، على يد شرطي خلال تفتيش مروري بمنطقة نانتير، في ضواحي باريس.

وانطلقت مسيرات أمس الجمعة بهتافات "الكل يكره الشرطة” في ساحة "لاكونكورد” بقلب العاصمة الفرنسية وفي حي مارسيليا الشهير بالميناء القديم، قبل أن تشتعل من جديد شرارة الاشتباكات في جميع أنحاء البلاد.


وحدات متخصصة للأزمات

وعلى ضوء الأحداث الأخيرة المتسارعة، أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان، حشد 45 ألفا من عناصر الشرطة والدرك لمحاولة وقف الاحتجاجات وتعزيز الأمن. وقال إن وحدات خاصة سيتم تعبئتها، بما في ذلك الشرطة الوطنية "ريد”، ومجموعة التدخل التابعة لقوات الدرك الوطنية، ولواء البحث والردع.

من جانبه، ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلية أزمة ثانية أمس الجمعة في باريس، واصفا أعمال العنف بـ”غير المبررة”.

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات نهب بدأت في مدينة ستراسبورغ في ساعات مبكرة من أمس الجمعة؛ حيث سُرق عدد من المتاجر الكبيرة، بما في ذلك متجر "آبل” الواقع بساحة "كليبير”. كما شهدت كبرى المدن حرائق كبيرة في المباني والمؤسسات الحكومية وعمليات تخريب واسعة النطاق.

وأعلنت الشرطة الفرنسية، عبر حسابها الرسمي بتويتر، أنها اعتقلت 9 أشخاص في منطقة "نانتير” بحوزتهم زجاجات مولوتوف، في حين فرضت في ضواحي قريبة منها حظر التجول من التاسعة مساء إلى السادسة صباحا وإلى أجل غير مسمى.

"سينتور”.. مدرعة الدفاع الجديدة

نشرت قوات الدرك الفرنسية عرباتها المدرعة "سينتور” المخصصة لعمليات استعادة النظام في البيئات المتدهورة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النوع من الآليات المتطورة.

وأعلنت وزارة الداخلية اختيارها شركة "سوفرام” الصناعية لتجديد أسطولها في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2021 وإنتاج 90 نسخة لسيارة دفع رباعي مدرعة تزن 14.5 طنا، ويبلغ طولها 5.2 مترات وعرضها 2.45 متر وبارتفاع يصل إلى مترين ونصف.

وقالت الوزارة في بيانها إن اسم المدرعة مستوحى من الأساطير اليونانية، وهو مخلوق نصف رجل ونصف حصان ويرمز لتحالف الجسد والعقل والقوة والحكمة.



وعلى عكس الطراز السابق "في بي آر جي” الموجود في الخدمة منذ عام 1974، تتمتع "سيتنور” بقدرات دفع وتنظيف عالية بفضل شفرات مثبتة في الأمام على أسطوانات تعمل بالهواء المضغوط.

كما تحتوي على معدات بصرية متطورة وكاميرات قادرة على التعرف على الأشخاص على بعد أكثر من 10 كيلومترات في وضح النهار وعدة كيلومترات في الليل. وفي الجهة الخلفية من المدرعة، يوجد برج مكون من 4 ميكروفونات مخصصة للكشف الصوتي عن الطلقات.

ومن أهم ما تتوفر عليه المدرعة الجديدة قاذفة قنابل غاز مسيل للدموع قادرة على إطلاق 30 قنبلة مرتين، بينما اقتصرت النسخة السابقة على قنبلة واحدة فقط.

وتشير الوزارة في بيانها إلى أن هذه المدرعة تستخدم لمجموعة متنوعة من المواقف، بما في ذلك "الإرهاب” وحرب العصابات الحضرية.

ومن الواضح أن الحكومة الفرنسية اعتبرت أن الأزمة الحالية التي تعصف بالبلاد هي الوقت المناسب لتدشين آخر إصداراتها للتدخل باستخدام القوة وردع أعمال العنف، وذلك وسط أنباء عن إرهاق عناصر الشرطة وتساؤلات حول مدى قدرتهم على الاستمرار في امتصاص الصدمة.

معدات وإجراءات أخرى

وأدت طائرات الهليكوبتر التابعة للقوات الجوية للدرك الوطني "إي سي-145” (EC-145) الشهيرة باللونين الأصفر والأحمر، مهمة المسح والمراقبة طوال الأيام الماضية.

كما صرحت بلديات العديد من المحافظات باستخدام الطائرات بدون طيار "الدرون” لالتقاط ونقل صور الاشتباكات والمشاركين فيها حتى غدا الأحد، مع إمكانية تمديد المدة.

ومن بين الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها المحافظات الفرنسية أيضا:

منع نقل أو حمل أسلحة بدون سبب مشروع.

منع بيع ونقل واستخدام المنتجات القابلة للاحتراق وحمض "الهيدروكلوريك” والألعاب النارية.

في المقابل، يبدو أن مخزون المحتجين لا ينضب من قذائف الألعاب النارية الموجهة للشرطة؛ حيث أصبحت السلاح الأساسي للرد على تدخل عناصر الأمن، وأدت في كثير من الأحيان إلى إلحاق أضرار بالغة بالسيارات والمباني.

وانتشرت مساء أمس الجمعة أنباء عن مداهمة متجر لبيع الأسلحة في مرسيليا وسرقة عدد من بنادق الصيد، في حين استخدم ملثمون بنادق كلاشينكوف في ليون ورون ألب.

وفي حين ألقى رئيس الجمهورية باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو بتأجيج الأوضاع، مطالبا الآباء بتحمل المسؤولية، تبرز تساؤلات كثيرة في الخارج عن تداعيات الاحتجاجات قبل أشهر من استضافة فرنسا لكأس العالم لرياضة "الركبي” في الخريف والألعاب الأولمبية في صيف 2024.

ولم تتمكن الشرطة حتى الآن من وضع حد للعنف الذي هزّ مدنا كثيرة في البلاد منذ الثلاثاء الماضي، رغم اعتقال أكثر من 900 شخص، حيث استُهدف أكثر من 500 مبنى وتم حرق ألفي سيارة، فضلا عن سرقة عشرات المتاجر.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير