النسخة الكاملة

مهنيون وموظفون لم يمر العيد عليهم

الخميس-2023-07-01 07:09 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يقابل عطلة بعض المهن في أيام الأعياد، عمل مهن أخرى تزدهر قبل العيد وخلاله، فيعمل أصحابها بجهد مضاعف للاستفادة قدر الإمكان من الموسم. ويضطر أصحاب بعض المهن وعمالهم إلى العمل في يوم عطلة الآخرين باختيارهم، لكن في المقابل هناك أصحاب المهن المجبرين على العمل في أيام الأعياد بسبب الضرورة أو صعوبة الاستغناء عن خدماتهم للضرورة، وقد يجبر هؤلاء على العمل بقرار رسمي من الحكومة أو من قبل المؤسسات والشركات التي يعملون فيها.

أحكام الضرورة والسوق

ينطبق الاضطرار إلى العمل خلال العيد على العاملين في المهن الحكومية وفي الهيئات العامة وشركات القطاع العام، وكذلك على عدد كبير من مهن القطاع الخاص التي يحصل العاملون فيها على إجازة بالاتفاق مع إدارات مؤسساتهم.
يأتي الأطباء والممرضون على رأس لائحة المجبرين على العمل في أيام العيد بحكم واجبهم المهني والإنساني. يليهم رجال الشرطة والأمن لتوفير الأمن في الشارع المزدحم بالاحتفالات. وفي مصر تحديداً تعمل أيضاً الشرطة النسائية في أيام العيد وتنتشر الشرطيات في الشوارع والميادين للتصدي لحالات التحرش الذي تتعرض له الفتيات في الشوارع. وبما أن عمال المخابز يتبعون الإدارة الحكومية في مصر فإنهم مجبرون على العمل في أيام العيد لتوفير الخبز للمواطنين، لكن عمال الأفران ومحال الحلويات يعملون باختيارهم في أيام العيد في جميع الدول العربية، فالعيد موسم ازدهار لهم. ومن موظفي المؤسسات الرسمية يعمل رجال الإسعاف والإطفاء أيضاً في أيام العيد.

مهن العيد في العواصم العربية

يعتبر تجار الألعاب في الأردن العيد موسماً منتظراً لتحقيق أرباح خلال أيام تفوق تلك التي يحققونها خلال باقي أيام السنة. وتشبه هذه الألعاب مثيلاتها في مختلف المجتمعات الفقيرة أو المتوسطة في العواصم العربية، مثل العرائس والدمى للبنات، والبنادق والمسدسات الصوتية والمائية والمفرقعات والألعاب الإلكترونية وبرامج الألعاب المقرصنة والمراجيح ومدن الملاهي التي باتت من هدايا العيد التي يتلقاها الأولاد أو يشترونها بالعيديات التي يحصلون عليها.

أما العاملون في القطاع الطبي والصحافي في الأردن، فعبروا عن انزعاجهم من العمل الذي يعوقهم عن حضور "العيدية" وتقديم واجبهم تجاه النساء تحديداً، كما جاء في تحقيق نشرته اندبندنت عربية، أخيراً.

في المغرب تعج أسواق الأحياء الشعبية في الدار البيضاء تحديداً بالمتسوقين الذين يتحضرون للعيد في أيام الوقفة السابقة عليه، وتظهر فجأة فوق الأرصفة وفي الساحات العامة مهن عرضية على نطاق واسع، مثل حرفة شحذ السكاكين والأدوات المعدة لذبح الأضاحي التي يقوم بها شبان فوق طاولة خشبية صغيرة معدة لجلخ السكاكين ويمكن نقلها بسهولة من زاوية إلى أخرى في الأسواق. وتشهد هذه الحرفة إقبالاً كثيفاً في مدن المغرب خلال عيد الأضحى.

وتزدهر أيضاً مهنة الحمال في الأيام القليلة التي تسبق يوم العيد، ويعمل فيها شبان يجرون عربات خشبية بدائية لنقل ما يشتريه المتسوقون إلى منازلهم مقابل مبالغ صغيرة يتم الاتفاق عليها سلفاً كما جاء في تقرير نشرته مجلة محلية مغربية. وفي النسخة المغربية لعيد الأضحى ينشط بيع الفحم كوقود للمجمر الفخاري المغربي. وتزهر أعمال حرفيي الذبح والسلخ وتقطيع الأضاحي.

في الكويت أيضاً يعمل حرفيون كثر خلال أيام العيد وعلى رأسهم العاملون في صالونات الحلاقة والقصابون ومصابغ الملابس ومحطات غسيل السيارات ومحال الخياطة ومحال الزي الشعبي والصرافة وتأجير السيارات والسفريات ومطابخ الذبائح. واعترف معظم المستفتين في تحقيق أجرته صحيفة "القبس" الكويتية بأن حصيلتهم المالية في يوم وقفة عرفة أو يوم العيد تفوق تلك التي يجنونها خلال أسابيع في الأيام العادية.

العيدية... بهجة الأعياد للصغار والكبار

في يوم عرفة يرتفع الطلب على الشمغ والغتر و"القحافي" والملابس الرجالية والنسائية وملابس الأطفال بنسبة 45 في المئة في المواسم والأعياد. أما صالونات الحلاقة التي تستقبل في الأيام العادية من سبعة إلى 11 زبوناً، يرتفع عددهم ثلاثة أضعاف قبل يوم العيد. وقد يتمكن الحلاق المساعد من الحصول خلال يوم عرفة على ما يقارب الـ200 دينار كويتي، وهو مبلغ كبير مقارنة بالراتب الشهري العادي. مكاتب تأجير السيارات بالكويت تعج بدورها بالشبان والشابات الذين يستأجرون سيارات فارهة بمناسبة العيد، رغم أن أسعار التأجير في العيد أعلى من الأسعار في الأيام العادية نظراً لارتفاع الطلب المفاجئ. أما المصابغ التي كانت تتلقى ما بين 40 و80 قطعة ملابس في اليوم العادي، فإنها في يوم عرفة تلقى ما بين 300 و500 قطعة ملابس للتنظيف في الأيام السابقة للعيد. أما أصغر المطابخ المتخصصة بمائدة العيد التي يتصدرها الخروف المشوي والأرز، فيحضر في يوم العيد ما لا يقل عن 100 ذبيحة وعلى الزبائن حجز حصتهم منها قبل أيام أو أسبوع من العيد. وكما ينطبق هذا الأمر على العاصمة الكويتية فإنه ينطبق على سائر عواصم دول الخليج العربي، حيث تعد موائد العيد من أهم متطلبات تلك الفترة، سواء لمجمل العائلات وتلك المحتفية بحجاجها، أو للأسر الفقيرة والعمال الأجانب الذين يتلقون الطعام من كل حدب وصوب، من أهل العيد المؤمنين برسالته في مساعدة المحتاجين والمساكين والفقراء والأيتام والأرامل.

"المهنة الأغرب"

أما المهنة الأغرب التي تزدهر في الكويت قبل وخلال أيام العيد، فهي مهنة غسيل السيارات، فتعمل المحطات ليلاً ونهاراً على مدى أيام في غسل السيارات التي يتسابق أصحابها للحصول على دور لغسيل سيارتهم يسبق يوم العيد أو في يوم العيد للمحظوظين منهم.
في العراق تنتعش مهن عريقة عدة خصوصاً الحرف والمهن التي تنتج ما يتعلق بالملابس التراثية أو التي تستعيد العادات والتقاليد والفلكلور العراقي، فيتصدر المشهد العراقي في هذه الأيام الخياطون ومن بعدهم مباشرة صانعو حلويات "الكليجة" الشهيرة.

في الخياطة عاد الطلب على "الدشاديش" أو "الأثواب" إلى الارتفاع، وبعد أن كان يقتصر على كبار السن إلا أنها باتت تشهد إقبالاً من فئة الشباب بعد ظهور الموديلات الحديثة وأشكال التطريز المعاصرة ذات الألوان المتنوعة، بل ويطلب بعض الشباب "دشاديش" من تصميمهم. ويعتبر العراقيون أن مهن الخياطة والحلاقة وصناعة الحلويات تشهد ازدهاراً في أيام العيد لأنها ترتبط بموروثات شعبية تتعلق بمكانة الفرد في المجتمع. فالترتيب والهندام الخارجي والأناقة وحسن الضيافة كلها شكليات ذات أهمية في التصنيف الاجتماعي العراقي خلال فترة العيد، ما يفتح باب التنافس على البروز بأفضل حال بين العراقيين ويجعل أيام العيد أشبه بمسابقة إيجابية لإظهار الأفضل والأجمل في السياق الاجتماعي التقليدي.

في البحرين أيضاً تنتعش عدة مهن في الأيام التي تسبق العيد من أبرزها الخياطة والحلاقة ومهنة الجزار أو القصاب التي تقترن بذبح الأغنام والأبقار والجمال تقرباً لله تعالى في موسم الحج، وتوزع معظم هذه اللحوم على الفقراء والمساكين. ويبدأ عمل الجزارين في البحرين بعد صلاة عيد الأضحى في اليوم الأول حتى مغرب الشمس في اليوم الرابع من دون انقطاع. وتزدهر على هامش مهنة الجزارة في البطاح أسواق بيع الماشية التي يمتهنها سماسرة الماشية المنتشرون في الأسواق وتختفي تلك المهنة تماماً بعد انتهاء عيد الأضحى.

في تونس تزدهر نفس المهن المذكورة آنفاً، ولكن يضاف إليها ازدهار مهن أخرى تتعلق بالأضاحي في أسواق ضواحي العاصمة التونسية، ومنها بيع العلف والتبن التي ترتفع أسعارها بشكل كبير، فتسمين الذبائح قبل أسابيع من وصول العيد يرفع وزنها بالتالي ثمنها بشكل ملحوظ. وحين يحل موعد التضحية في أول أيام العيد يرتفع الطلب على السكاكين الجديدة وعلى شحذ القديمة منها، فمن الشروط الدينية لذبح الأضحية أن يكون السكين مسنوناً بشدة.

بعد ذبح الأضاحي تنتشر فجأة في المدينة العتيقة في العاصمة التونسية على حواف الطرق باعة الكوانين والفحم وأدوات الشواء والبخور والتوابل والخضر. وبعد انتهاء جلسات الشواء وموائد العيد يظهر في الطرق مهنيون جدد يقتصر عملهم على تنظيف رؤوس الذبائح من الجلود والقرون.


إندبندت عربية
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير