جفرا نيوز - محمد ابو بكر
هي أشهر من نار على علم ، والجميع يعرفها تماما ، إنّها المتسوّلة ، التي تقيم إقامة دائمة قرب دوار الواحة لا تغادر مكانها أبدا ، صيفا وشتاء ، فهي تتخذ من هذا المكان مقرّا لها منذ سنوات عديدة ، ومن لا يعرفها ، ستأخذه الشفقة تجاهها ، ويمنحها ما تجود به نفسه .
هي ليست مجرّد متسوّلة ، بل يمكن القول بأنّ عصابة تقوم بإدارتها ، وهذا ما كشفته بنفسي ، وحاولت التواصل مع المسؤولين في الوزارة أو قسم التسوّل ، ولكن لم تنجح كل محاولاتي أبدا .
كل أسبوع أو أقلّ من ذلك ؛ تحضر إحدى السيدات ، وبرفقتها رجل يقف بعيدا ، يأخذون المتسوّلة إلى مكان خفيّ ، قريب من منزلي ، أراقب المشهد جيدا ، حيث تقوم السيدة بأخذ المبلغ الذي جمعته خلال أيام قليلة ، وفي إحدى المرّات شاهدت بنفسي العملة النقدية من فئة الخمسين دينارا ، حيث المبلغ كان بالمئات ، وهذا حصيلة أقل من أسبوع .
ا
تصلت مع المعنيين ، وأبلغتهم بأنّ القضية ليست قضية متسولة فقط ، إنّهم يشبهون العصابة فعلا ، ومن خلال الإنصات لما يدور بين السيدة والمتسولة ، اكتشفت بأن هذه المتسولة هي واحدة من مجموعة منتشرة في أكثر من مكان في الأردن .
جرى الإتفاق بيني وبين أحد المسؤولين في الوزارة على القبض عليهم بالجرم المشهود ، وهذا ما حدث فعلا ، ولكن عادت الأمور إلى سابق عهدها ، وكأن شيئا لم يحدث أبدا ، فبقيت الأمور على حالها .
أبلغت المسؤولين بأنني أشفق على المتسولة ، فهي سيدة عجوز وعمرها يتجاوز السبعين عاما ، ليس لها مكان ، فهي تنام صيفا وشتاء في نفس الموقع ، وطالبتهم بضرورة إحالتها إلى دار للمسنين رأفة بها ، وبالحالة التي تعيشها ، ومن خلال متابعتي لهذه المسألة ، اكتشفت بأن المتسولة لا حول لها ولا قوة ، وهي أسيرة لتلك السيدة وعصابتها .
كل ما أريده من وزيرة التنمية الإجتماعية وفاء بني مصطفى ، أن تضع حدّا لهذه القضية والمعروفة في منطقة دوار الواحة ، وإيداعها دارا للمسنين ،
فهل سنجد الحلّ لدى الوزيرة ، أم ستبقى الأمور على ما هي عليه ؟