النسخة الكاملة

الحكومة وإهمال القطاع الرياضي

الخميس-2023-06-06 11:07 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر

لست مختصا بالشأن الرياضي،غير أنني متابع جيد للدوريات الأوروبية الكبرى ، ففيها المتعة والشغف والإثارة ، هناك اللاعبون الكبار ، حيث التنافس والصراع الممتع ، المختلف تماما عمّا يجري في بلادنا .

استثمارات بالمليارات ، ولاعب واحد يتقاضى أجرا فلكيا ، وملاعب تجري صيانتها بمئات الملايين من العملات الصعبة ، في حين مازلنا نفتقر إلى ملعب دولي واحد ، فما هو موجود في الأردن من ملاعب لا يمكن مقارنته بدول صغيرة ، أو حتى بدول أفقر منّا نحن.

لا إستثمار في القطاع الرياضي ، ومن يجرؤ على الإستثمار في ظلّ هذا الوضع البائس لكافة الأندية ؟ أنا هنا أتحدث فقط عن أندية المحترفين في كرة القدم ، لأنّ الحديث عن ما دون ذلك سيبعث فينا الكثير من الشفقة على هذه الحال المبكية والتي لا تسرّ .
من الصعب إيجاد راع لبطولة الدوري ، وحتى إذا ما وجدناه ، فالمبلغ لا يمكن له أن يشفي غليل العاملين بقطاع الكرة ولا في الأندية نفسها ، وإذا كانت جائزة بطل الدوري لا تتجاوز ستين ألف دينار ، فما الذي يدفع النادي لإنفاق مليون دينار من أجل الحصول على الستين ألفا ؟

الحكومات أهملت قطاع الرياضة تماما ، لا مشاريع في الأفق ، ولا مساهمات أو حتى تقديم دعم ، فقبل سنوات محدودة ، قدّمت الحكومة ثلاثمائة ألف دينار لاتحاد كرة القدم ، ياله من مبلغ ضخم يثير حتى أندية أوروبا .

في السعودية ، بات قطاع كرة القدم هو الأهمّ على الخريطة في المملكة الشقيقة ، وهناك خطط حتى العام 2030 مفادها الدعم غير المحدود من قبل الحكومة السعودية ، والهدف من هذا الدعم هو جعل الدوري السعودي ضمن أفضل عشر دوريات في العالم ، وقد بدأ ذلك بالفعل ، من لحظة استقدام كريستيانو رونالدو ، واليوم كريم بنزيما وربما العشرات من نجوم الدوريات الأوروبية .

الخطة السعودية ستعمل على تحفيز القطاع الخاص وتمكينه من المساهمة في تنمية الرياضة ، والعمل على إيجاد بيئة جاذبة للإستثمار في قطاع الرياضة على مدى السنوات السبع المقبلة ، ورفع القيمة التسويقية لأكثر من ملياري دولار.

أين الأردن مما يجري في السعودية ؟ موازنة أندية المحترفين مجتمعة لا تتجاوز العشرة ملايين دينار ، وميزانية الإتحاد متواضعة جدا ، وعقود اللاعبين نخجل من الحديث فيها وعنها ، ناهيك عن المشاكل والقضايا بين اللاعبين والأندية وخاصة التي تعجز عن دفع رواتب لا تتجاوز الآلاف من الدنانير في أحسن الحالات .

رواتب فلكية في الملاعب السعودية ، ومليارات تتحدث لتحوّل الرياضة السعودية إلى رياضة منافسة بنجوم عالميين ، في حين يبحث اللاعب الأردني عن فريق درجة عاشرة في الخارج لتحسين وضعه المالي .

كرة القدم في الأردن تعيش ظروفا صعبة للغاية ، ولا يمكن لنا المنافسة في ظل فقر مدقع وطفر لايريد مغادرتنا ، وأندية تصارع من أجل البقاء على قيد الحياة ، ويقولون .. يوجد في الأردن دوري إسمه دوري المحترفين ، وهو أبعد ما يكون عن ذلك !