النسخة الكاملة

صرخة من "الشميساني" لأمين عمان ومدير الأمن العام

الخميس-2023-06-04 11:22 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - إسماعيل الشريف

{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19].

ودعني قبل أيام صديقي أحد سكان الشميساني القدماء، بعد أن حزم حقائبه وترك الشميساني دون رجعة، خوفًا على أولاده وبناته المراهقين -على حد قوله- وأمّني أن أكتب سبب ذلك!

لمن يعرف منطقة الشميساني -وخاصة المناطق المحيطة بمجمع النقابات المهنية- فإنها تضج بالحركة والنشاط في فترة الصباح، فمجمع النقابات المهنية واحد من أهم أعمدة الوطن، سواء في تنظيم وحماية منتسبيها، أو الصوت المعبر لكثير من أبنائه في قضايا الأمة، ولا سيما فلسطين.

وفيها معظم إدارات البنوك في محيط لا يتجاوز الكيلومتر المربع الواحد، وتنتشر فيها المستشفيات والحدائق وشركات الطيران والتأمين، وفيها عشرات المقاهي وشارع الثقافة؛ الذي سُمي بذلك حين وقع الاختيار في أحد السنوات على عمّان لتكون عاصمة الثقافة العربية.

ولأنها أصبحت مركزًا للأعمال، فقد أصبحت مكتظة جدًّا ومصدر إزعاج لسكانها؛ حيث إنه من الصعوبة أن تجد موقفًا لسيارتك!

وما إن يحل الظلام ويذهب الموظفون المحترمون إلى منازلهم، ويعود الهدوء إليها، حتى تعود لتصبح خلية نحل، ولكن بشكل بشع، ففي الصباح هي من أحياء الأعمال وفي الليل غدت من أحياء الدعارة ومكان معروف لالتقاء المومسات بذئاب الليل أمام مجمع النقابات والشوارع المحيطة به، وأمام البنوك الكبرى وشارع الثقافة الذي يتغير اسمه ما بين الصباح والليل.

لو صادف وذهبت هناك سترى عشرات العربات المصطفة وفتيات الليل، ولو أرخيت أذنيك قليلاً فستسمع المساومات بينهما، وسترى السيارات محدثة جلبة وكسرًا لجميع قواعد المرور وجميع الشواخص، لا سيما شاخصة ممنوع المرور، مشكّلة خطرًا كبيرًا للمشاة والسائقين.

من المعيب مثلاً أن يضرب موعدًا بين إحدى بنات الليل في شارع الشريف عبد الحميد شرف أحد أهم رجال الوطن، وما يحتله من محبة واحترام في الذاكرة الوطنية الأردنية، أو في شارع الشهيد سيد قطب، أحد أهم المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث وصاحب كتاب "ظلال القرآن"، أو أمام مجمع النقابات الذي يبذل جهدًا في توفير اللقمة الحلال والحياة الكريمة لمنتسبيها، أو خلف أحد البنوك الإسلامية الذي ناقش علماؤه مسألة فقهية مهمة صباح اليوم.

بعد صلاة التراويح في رمضان الماضي وأنا أصلي في مسجد الراوي خلف مجمع النقابات وفي العشر الأواخر من رمضان شاهدت مفاوضات تجري على بعد أمتار قليلة من المسجد!

شكوت لصديقي رجل الأمن المتقاعد هذه الظاهرة، أجابني بأنه من الصعوبة تدخل رجال الأمن، حتى لو كانوا يعرفون ذلك، فلا جريمة باصطفاف السيارات أو وجود فتيات يقفن في الشارع، ثم أضاف لي: بأنه قبل سنوات تم رصد 294 بؤرة دعارة في الشميساني ما بين شقة ومنزل وبعض من الملاهي الليلية وشوارع، وحتى أكون منصفًا فالمنطقة واسعة جدًّا، تضم مناطق أخرى إضافة للشميساني، بعفوية قلت له: لو مرت دورية شرطة في المنطقة كل فترة قليلة ستكون كافية لهروب الجميع.

أتمنى على أي من المسؤولين أن يذهب ليرى بعينيه ما أعنيه، فما نشاهده في الشميساني ومناطق أخرى من عَمان هو أمر خطير يدمر العائلة واستقرار المجتمع، ويضعف الروابط الزوجية، وتنشر الأمراض وترفع نسب العنوسة والأطفال غير الشرعيين، والأهم من هذا كله أنه حرام، والسكوت عليه مشاركة به.

هي صرخة من أهالي الشميساني، آملين أن تصل إلى أذن غيورة صاغية.