جفرا نيوز - د. محمد أبو بكر
لا بدّ من النكهة الإسلامية في حياتنا السياسية ، وقد اعتدنا على ذلك منذ خمسينيات القرن الماضي ، والجميع يدرك مستوى العلاقة بين التيارات الإسلامية الأردنية والحكومات المتعاقبة ، وحتى الأجهزة الأمنية ، والتي تتعامل معها كجماعات وطنية لديها كل الحرص على أمن الوطن واستقراره .
لا أحد ينكر أهمية وجود أحزاب بمرجعيات إسلامية ، ودائما كانت جماعة الإخوان المسلمين وما زالت تتمتّع بقواعد شعبية لا يستهان بها ، ومن خلال الواجهة السياسية لها ؛ حزب جبهة العمل الإسلامي ، استطاعت الجماعة أن تفرض وجودا لها على الساحة السياسية ، مع الأخذ بعين الإعتبار بأن الحزب هو الأكثر تنظيما ويعمل بصورة مؤسسية تثير الإعجاب .
ليس وحده حزب الجبهة الذي يحاول الإستفراد بجزء كبير من القواعد الشعبية ، فهناك من خرج من رحم الجماعة قبل سنوات ، فكان تشكيل حزب جديد ( زمزم ) ، وقبل ذلك حزب الوسط الإسلامي المعتدل ، ومع تصويب الأحزاب مؤخرا ، جرى الإندماج بين زمزم والوسط في حزب جديد .. حزب الإئتلاف الوطني .
تياران لهما أهمية كبيرة في الساحة السياسية والحزبية ، ودائما ما يتمكّن حزب الجبهة من الحصول على مقاعد نيابية ، كذلك الأمر لحزب الوسط الإسلامي سابقا ، وإذا ما استعرضنا تلك الشخصيات الموجودة في هذا الحزب أو ذاك ، سنجد العديد من الشخصيات الوازنة والقادرة على الوصول إلى المجلس النيابي والحصول على جزء من الكعكة البالغة 41 مقعدا .
ويدرك الحزبان بأن الساحة لن تكون لهما فقط ، فعدد من الأحزاب سيكون لها تأثير بالغ في أي انتخابات قادمة ، وهناك استعدادات جديّة تجري للتحضير لها ، غير أنّ الحزبين الإسلاميين ربما يتقاسمان جزءا هاما من الكعكة قد تصل إلى ثلث المقاعد ، وهذا أمر متوقع جدا ، ولكن من الصعب على هذين الكيانين الحزبيين التوافق فيما بينهما بعد ذلك لأسباب كثيرة .
التنافس الإسلامي على المقاعد الحزبية سيشهد إثارة كبيرة ، وقد يعمد الحزبان كذلك على استثمار بعض الشخوص لخوض الإنتخابات في الدوائر المختلفة ضمانا للحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد ، في الوقت الذي نجزم فيه بأن أحزابا جديدة لن تكون بعيدة أبدا عن الفوز والوصول تحت القبّة البرلمانية ، فالجميع يعدّ العدّة ليوم الإختبار الكبير .