النسخة الكاملة

بعيدًا عن محاولات "العكننة" .. الأردنيون "تناسوا وتغاضوا" للحفاظ على ألق الاحتفالات

الخميس-2023-05-30 09:39 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الانفعال الذي رصد بين الأردنيين وفي عمق الشارع والأزقة والأوتوسترادات وجبال عمان السبعة وفي الساحات العامة خلال اليومين الماضيين، قد يكون له ما يبرره في سياق استعدادات المواطنين والمؤسسات للاحتفال بزفاف ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، وأيضاً في سياق تزامن هذه المناسبة التي يترقبها الشارع في كل الأحوال مع الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال الذي تم في 25 أيار .

وعيد الاستقلال تحديداً جذب هذه المرة نقاشات حيوية على أكثر من صعيد بين النخب الأردنية وبين نشطاء النقابات المهنية. وعلى المستوى الشعبي وعبر منصات التواصل، تناول الأردنيون زاوية الاحتفالات في الشوارع بين قراءات متعددة.

لكن الأهم أن خروج مجاميع من الأردنيين محتفلين بعيد الاستقلال وزفاف أميرهم ولي العهد إلى الشوارع بشكل جماعي أو فردي أو حتى عائلي مع رفع أعلام الأردن ، هو تعبير عن التوق والشوق الحقيقي لثبات وصلابة الدولة الأردنية، والتطلع إلى المستقبل في ظل المئوية الثالثة، كما قرأها كثير من الخبراء.

في كل حال، يحتاج المشهد الذي قرأ ورصد في الأردن بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال وزفاف ولي العهد إلى قراءة معمقة أكثر من الدولة، فالمواطن الأردني بصرف النظر عن المخالفات التي حصلت أثناء الابتهاج أو عن المبالغات الدرامية في الاحتفال على حساب القانون، يريد تذكير الجميع عملياً بأنه محور المعادلة السياسية والوطنية، وبأنه ليس متأثراً بأي أجندات داخلية ولا خارجية تعمل بالاتجاه المعارض لثوابت الدولة والنظام.

طبعاً وبالتأكيد، مقاربة بقراءة من هذا الصنف العميق تحتاج إلى نوعية مختلفة من المسؤولين والرموز، وبالتأكيد إلى صنف مختلف في تركيبة الأطقم الوزارية ورموز السلطة التنفيذية والتشريعية، ومن ثم احترام اتجاهات الناس وتطلعهم لدولة قانون وإصلاح. وهو الأمر الذي أشار له أصلاً الوزير الأسبق الدكتور مروان المعشر.

الشعب الذي يحتفي برموزه وبزفاف ولي العهد وبمناسباته الوطنية يتحلق حول مؤسساته ولديه أمل في المستقبل. والرهان هنا على مسارات التحديث والتمكين والإصلاح التي أعلنها الملك عبد الله الثاني شخصياً بمناسبة المئوية الثانية للدولة.

في كل حال، ثمة ما ينبغي أن يقرأ وبعمق ويحفر تحت المشهد لاستنتاج دلالات محددة حول اتجاهات الشعب والمكونات الاجتماعية الأردنية، وحول موقفها ليس من الاستقلال كمناسبة وطنية فقط، ولكن مما يعنيه هذا الاستقلال في جزئية تمسكهم بدولتهم ومؤسساتهم. وأغلب التقدير أن ما ينبغي أن يقرأ قبل غيره هو حرص المواطن الأردني على التمسك بدولته وشعوره في الوقت نفسه بأن الدولة أو الحكومات المتعاقبة لا تحرص على التمسك به وبمصالحه.

القدس العربي