جفرا نيوز - تخلص دراسة جديدة إلى أنه بحلول عام 2100، سيتم إخراج حوالي 22٪ من العالم من "البيئة المناخية الملائمة” التي يمكن للبشر أن يعيشوا فيها.
مع مرور الوقت، سيصبح الجو شديد الحرارة لدرجة أن الأشخاص الضعفاء في جميع أنحاء العالم سيتم إخراجهم من المناطق التي ازدهر فيها البشر لسنوات.
ففي دراسة جديدة نُشرت يوم الاثنين في مجلة نيتشر سستانبلتي (Nature Sustainability)، وجد الباحثون أن حوالي ملياري شخص سيكونون تحت خطر التعرض للحرارة الشديدة بحلول بداية القرن المقبل.
وقد تناولت الدراسة مناطق العالم الصالحة للعيش في الوقت الحالي والتي قد لا تكون مناسبة لعيش الإنسان في غضون عقود قليلة، حيث تم وصف هذه المنطقة في البحث بأنها "بيئة مناخية ملائمة” وهي منطقة يبلغ متوسط درجة الحرارة فيها 13 درجة مئوية (ما يعادل 55 درجة فهرنهايت).
ومن المرجح أن يكون النمو الاقتصادي والزراعة والثروة الحيوانية أكثر استقرارًا في مناطق من العالم التي تقع داخل هذا المكان أو بالقرب منه.
ولكن اذا ارتفعت درجات الحرارة أكثر من ذلك، فقد يتراجع ذلك الاستقرار، وفقا لما وجدته الدراسة في الوقت الحالي، فإن حوالي 9٪ من العالم، أي ما يقارب 600 مليون شخص، قد يتم إخراجهم من هذا النطاق بسبب التغير المناخي.
وستؤدي السياسات المناخية الحالية إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية خلال الثمانين سنة القادمة.
حيث أوضح الباحثون أن 22٪ من السكان، أو حوالي 2 مليار شخص، سيكونون في مناطق تشهد حرارة غير آمنة. بما يعني أن إبقاء الاحترار ضمن حدود 1.5 درجة مئوية سيؤدي إلى تقليل السكان المعرضين لدرجات الحرارة المقلقة بشكل كبير.
قال تيم لينتون، مدير معهد النظم العالمية في جامعة إكسيتر والباحث المشارك في الدراسة: "غالبًا ما يتم التعبير عن تكاليف الاحترار العالمي من المنظور المالي، ولكن تسلط دراستنا الضوء على التكلفة البشرية الهائلة للفشل في مواجهة حالة الطوارئ المناخية، حيث سيتعرض حوالي 140 مليون شخص لحرارة خطيرة مقابل كل 0.1 درجة مئوية من الاحترار فوق المستويات الحالية.”
إضافة إلى ذلك، ستكون بلدان المناطق الاستوائية الأكثر تأثراً بارتفاع درجات الحرارة، والتي يعيش فيها 40٪ من سكان العالم، حيث أكدت الدراسة أن البلدان ذات الكثافة السكانية العالية والمناخات الحارة أساسا، مثل الهند ونيجيريا، ستعاني أكثر من غيرها.
ففي حال وصلت درجات الحرارة إلى 29 درجة مئوية في المتوسط (ما يعادل 84.2 فهرنهايت)، فإن ذلك سيتسبب في خلق العديد من التحديات للصحة العامة، والتي من بينها انتشار الأمراض المعدية بسرعة، معاناة صحة الأمومة، وانخفاض إنتاج المحاصيل في المناطق المتضررة، وقد شدد الباحثون على أن قادة العالم يجب أن يعملوا على الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لتجنب الوصول إلى 2.7 درجة من الاحترار.
لقد شاهدنا بالفعل تزايد درجات الحرارة المرتفعة والتي أدت إلى تغير مناطق كانت تعتبر معتدلة عبر التاريخ، مثل شمال غرب المحيط الهادئ.
فقد اجتاحت موجة حارة في بداية الموسم تلك المنطقة في مطلع هذا الشهر، إلى جانب ذلك، تشهد الأماكن الدافئة في الأصل حرارة خطيرة أيضًا، ففي مطلع مايو الجاري، سجلت فيتنام أعلى درجة حرارة على الإطلاق، وومن المتوقع أن تكون السنوات القليلة القادمة من السنوات الأكثر حرارة على الإطلاق، وذلك بفضل تشكل ظاهرة النينيو هذا الصيف.