جفرا نيوز -
جفرا نيوز/ كتب: محمود كريشان
الزائر إلى متحف آرمات عمان في شارع الملك حسين وسط البلد هذه الأيام سيذهل من رؤية أحد أبرز الشخوص التي كانت في ذات زمن تشكل معالم الألفة والبساطة والفكاهة في وسط المدينة، عندما يرى "نابليون عمان" في مجسم جميل يقف منتصبا على شرفة المتحف بالإضافة لمجسم آخر له داخل المساحة المخصصة للتصوير لزوار المتحف.
أمين المتحف ومؤسسه الفنان غازي خطاب قال أن الفكرة الجديدة إنبثقت من قيم الوفاء للمدينة ومن ضمنهم شخوصها البسيطة المحببة والمحفورة في ذاكرة أهل عمان ومن ضمنهم الرجل الأنيق بملابسه البرجوازية الفكاهية المحببة "نابيلون" وذلك حتى ترى الأجيال الناشئة تفاصيل جميلة وجديدة عن معالم المدينة، مشيرا إلى أن معالم جديدة من هذا القبيل سيعيد إحياءها المتحف خلال الفترة المقبلة.
ويذكر أن الراحل رمضان خليل" الملقب بـ"نابليون عمان" الشهير بلباسه الغريب الملوّن وعصاه المارشالية، وقد كان هذا الشاب رمضان، منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، وحتى بداية القرن الحالي، متجولاً سائحاً دوماً دون تعب خلال شوارع قاع المدينة، وخاصة في شوارع: فيصل وبسمان وطلال، وما كان يلفت النظر إليه أنه كان لا يتحدث مع المارة في الشارع حتى لو حاولوا ذلك، ولا يستعطي شيئاً من الناس، فقد كان عفيف النفس يعتز بكرامته وشخصيته الخاصة جداً .
وقد درجت العادة أن يقوم "نابليون عمان" في كل شهرين او ثلاثة بإرتداء ملابس أخرى مدهشة "غير مألوفة" لأزيائنا المتداولة والمعهودة، لكنها ملابس مُعدة و مرتبة بعناية ترجع إلى عصور أوروبية قديمة، ومن آخرالملابس التي شاهده قدامى أخل المدينة يرتديها، كانت تتكون من البنطال الأصفر وهو يحمل بيده مظلة مزخرفة بدوائر عليها بعض الحروف الانجليزية، وبيده الثانية يمسك بغليون تبغٍ أصفر وحذاء أنيق، ويعشق الصمت لكنه إن أراد أن يتكلم عند توقفه في أحد المحلات التجارية أو في أحد المقاهي وبالذات "مقهى السنترال" فقد كان يتحدث بطلاقة باللغتين العربية ومرات باللغة الانجليزية.
وقد إشتهر رمضان "نابليون عمان" بقراءته للكتب في أزقة وأرصفة وسط البلد، والدخول في بعض النقاشات السياسية والفكرية والإجتماعية مع آخرين عندما يأتيه مزاجه الخاص، ولم يكن مجنونا بل كان مثقفاً، ولقد كان يرفع كل الحواجز النفسية المقيدة لحريته الشخصية، حتى أصبح صديقاً مع نفسه بالدرجة الأولى .
وأطلق أهل المدينة عدة ألقاب عليه منها مثلاً : "لينين" و"غيفارا" و"جورج السادس عشر" وغير "نابليون" و"هتلر" ربما أحب هذه الاسماء أو ان الناس أطلقوا عليه تلك التسميات أو الالقاب، ولقد كانت ميزة هذا الرجل "رمضان" هي ملابسه الغريبة التي يتمختر بها في شوارع عمان برداً وحراً في كل فصول السنة لمدة ثلاثة عقود و أكثر ربما لشعوره بالعظمة ولصدره المرصع بالنياشين والأوسمة المقلدة والرخيصة، إلى أن أصبح نجماً بتركيز الصحف الأجنبية والشبكات الفضائية والصحف الإسبوعية عليه.
Kreshan35@yahoo.com