إخلاء طفلة من غزة لاستكمال علاجها بالمدينة الطبية حلف الناتو يدرس إمكانية فتح مكتب في عمان اعلان عمان أول عاصمة بيئية في الشرق الاوسط البنك المركزي يطرح سندات خزينة نيابة عن الحكومة بـ100 مليون دينار زخات مطرية على المملكة الخميس الشواربة: مركز تحكم لإدارة الأزمات والمخاطر في عمان تعزيز التخصص القضائي سرّع الإجراءات وجوّد الأحكام استطلاع : 54% من المستثمرين يرون أن الأمور تسير بـ "الاتجاه الخاطئ" الأمانة تستقبل 2434 شكوى وملاحظة خلال أيلول الماضي تنفيذ عطاء تنظيف مجاري الأودية ومناهل تصريف مياه الأمطار صحفيون جدد يؤدون القسم القانوني إعلان نتائج ترشيح الدورة الثانية للمنح الخارجية - رابط ضبط اعتداءات ضخمة على خط ناقل لمحافظات الشمال الأردن يوجه مذكرة احتجاج إلى السفارة "الإسرائيلية" الحنيطي يستقبل نائب الأمين المساعد لحلف الناتو السفير عياد يقدم أوراق اعتماده لرئيس جنوب إفريقيا إجراء حكومي يتعلق "بالمكسرات" قرارات مجلس الوزراء الأربعاء - تفاصيل موافقة على مشروع نظام العمل الأكاديمي بالجامعات والكليات الرسمية فئات بحاجة ضرورية لمطعوم الإنفلونزا الموسمية
شريط الأخبار

الرئيسية / قضايا و آراء
الخميس-2023-05-21 11:22 am

حرب الجنرالات وقمة جدة

حرب الجنرالات وقمة جدة

جفرا نيوز - بقلم رمزي الغزوي

لا نشكك في النوايا الحسنة لقمة جدة التي التأمت قبل يومين، ولا في محاولاتها الحثيثة منذ أشهر أن تصفر المشكلات العربية أو تثبط من سرعة عدادها على الأقل، ولكننا نشكك بقدرتها على أن تحدث اختراقا تاريخيا يفضي إلى إطفاء حرب الجنرالات المشتعلة منذ أزيد من خمسة أسابيع في السودان. العيب ليس في القمة هذه المرة، بل في طبيعة هذه الحرب، التي على ما يبدو لن تعالجها طاولة مفاوضات أو قرارات أو تدخلات سياسية ووساطات. هي حرب مركبة مختلفة وقد لا تخمد بخمود أحد الطرفين وترميده بعد ترميد البلد بكاملها. فحصانان لا يربطان على مذود واحد، كما يقول المثل العربي، أو أن قبعة الجنرال لا تتسع لرئيسين طامحين بالسلطة.

مشروع القرار المطروح على القمة بخصوص الحرب هذه يأخذ في اعتباره كل التطورات التي حصلت، بما فيها التوقيع على إعلان جدة الإنساني، الذي صدر منذ عدة أيام، لكن الموضوع صعب للغاية إذ نحن إزاء إرادتين متنافرتين تنطلقان بالتوازي ولا تفكران للحظة بما ستؤول إليه أحوال العشب عقب صراع الفيلة. فحسب منظمة الأمم المتحدة وعلى لسان رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فيها، فإن أزيد من نصف عدد السكان في السودان باتوا يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية العاجلة، بعدما زاد الوضع سوءاً بسبب حرب لم تأت خارج سياق التوقعات منذ الإطاحة بالبشير.

هي حرب هروب إلى الأمام كما يراها الكثيرون، هروب من استحقاقات تسليم السلطة للمدنيين بعد أن لاحت الجدية في هذا الطرح عبر مسارات شهدها الجميع. فلم يكن متوقعاً من عسكر السودان الذين انتزعوا السلطة من عسكر قبلهم إلا أن يهربوا إلى الأمام، كي يطفئوا أية بارقة أمل في إعادة صولجان السلطة إلى الشعب ليقرر من يحكمه عبر صناديق الاقتراع. فلم يكن واردا أبدا أن يعود العسكر إلى ثكناتهم، ويتركوا زمام الأمر لساسة لهم وزنهم وقدراتهم على إخراج البلد من محنته الأزلية المتمثلة بالعسكر وانقلاباتهم.

فبعد استقلاله عام 1956 بعامين انقلب العسكريون على الحكم منتزعين السلطة بكل دموية من المدنيين. ومنذ ذلك الوقت تدحرج البلد القارة إلى الهاوية الحمراء ببركات متوالية «انقلاب ينهي انقلابا»، وزعيم يخلع زعيما ويجلس مكانه بعد أن يملأ الأرجاء بفيض الدماء.

السودان منذ ذلك الوقت يعيش دوامة نظام حكم مضطرب، يجتث ما قبله، وينتظر من يجتثه. والثمن لا يدفعه إلا الناس على شكل دماء وآلام وضعف قدرات على مواجهة أبسط أشكال العيش.

الاقتتال الدائر بضراوة بين عبد الفتاح البرهان قائد الجيش وحميدتي قائد قوات الدعم السريع لا يخرج عن النزوع إلى الاستحواذ بالسلطة والبقاء في قصرها حتى قبرها، وكأن السودان كان ينقصه ويلات تتراكم فوق الفقر والفيضانات وقلة النماء.الوجع الذي يؤلم العربي اليوم، أن تحت دخان وسخام معارك الجنرالات تتأجج آلام شعب مذبوح منذ عقود.