النسخة الكاملة

أطباء يفسرون لـ "جفرا" دوافع الانتحار من "عبدون".. ويؤكدون: لو النية متوفرة لتم بسرية

الخميس-2023-05-18 11:26 am
جفرا نيوز – احمد الغلاييني 

انتشرت في الآونة الأخيرة حالات الانتحار بشكل ملحوظ في المملكة حتى أصبح البعض يلجأ للأماكن العامة وتحديدا جسر عبدون في العاصمة عمان للانتحار أمام الملأ  كنوع من لفت الانتباه إما لطلب وظيفة أو مشكلات نفسية معينة ، ضاربين بعرض الحائط العقوبة التي فرضها القانون والتي تنص : "يعاقب بغرامة مالية لا تزيد على مئة دينار (140 دولارا) والحبس مدة لا تتجاوز ستة أشهر كل من يحاول الانتحار في مكان عام، أو بإحدى هاتين العقوبتين، على أن تشدد العقوبة إلى ضعفها إذا تم ذلك باتفاق جماعي" . 

"جفرا نيوز" تواصلت مع خبراء ومختصين نفسيين للوقوف على الأسباب التي تدفع البعض لاختيار الأماكن العامة وتحديدا جسر عبدون كوجهة للانتحار وربما تقليد البعض ، حيث تقول  الطبيبة النفسية حلا الخطيب ، إن هناك أسبابا مختلفة تجعل الشخص يقبل على الانتحار في الأماكن العامة من أبرزها لفت الانتباه وذلك لإثارة قضية شخصية أو حقوقية أو سياسية ربما والعمل على التفاوض لحلها، وليس الهدف "ازهاق الروح" لأنه لو أراد ذلك لفعله بشكل سري. 

ولفتت الخطيب أنه لا يوجد ما يمنع فرض عقوبات على الذين يقررون الانتحار وخاصة في "الأماكن العامة" قائلة، "يجب على الجهات المعنية طلب تقارير طبية حول الدوافع حتى يتم تقييم الحالة بشكل كامل وأن كان يريد الشخص فعلها لغاية إثارة قضية أو لفت الانتباه أو أن لديه مشاكل نفسية أجبرته على الأمر ".

وتتابع الدكتورة راوية العسلي، بأن  الانتحار ينبع من حالة يأس عميقة لم يستطع المنتحر أن يجد حلولًا لها أو التعامل مع ظروف الحياة الصعبة والشعور بأن الموت هو الحل لكل القضايا، مشيرة إلى أن الشخص المضطرب والمقبل على الانتحار يقوم بوداع الأهل والأصدقاء ويرى أنه لا سبب لعيشه وعليه ان ينهي حياته.

وتشير العسلي، إلى أن النساء أكثر عرضة للانتحار ولكن من يكمل العملية هم الرجال.

وبينت أن الناجين من الحادثة يندمون على فعلتهم، وقد يصيبهم حالة من الغياب العقلي لفعلها، لافتة أن من يقدم على الانتحار غير مسؤول ومن الممكن أن يعيد الكرة مرة أخرى. 

 مستشار الطب الشرعي والخبير في الوقاية ومواجهة العنف والإصابات الدكتور هاني جهشان فسر سبب محاولات الانتحار في الأماكن العامة ، أنها تعود لانتشار أجهزة التواصل الرقمية الحديثة أو الحالات التي تصل لطوارئ المستشفيات، ويكون لها جذور فردية وأسرية واجتماعية ، قائلاً، "لا يمكن استبعاد أن تكون أي محاولة انتحار مجرد تهديد للفت الانتباه لقضية شخصية أو اقتصادية او سياسية.

 ولفت في حديثه أن أغلب حالات الانتحار تكون بالسر لكن التعميم بأن الحالات في الأماكن العامة هي لجلب الانتباه خطير ، فالعديد من محاولات الانتحار الحقيقية والتي انتهت بالوفاة تمت في أماكن عامة، ذلك لأن اختيار وسيلة الانتحار يعتمد مباشرة على توفرها في البيئة المحيطة وعلى ثقافة الشخص المنتحر.

وأضاف أن من يحاول الانتحار يعتقد أن أفضل طريقة لديه هي قذف نفسه من مكان مرتفع وليس استخدام المسدس أو السم او أداة حادة أو حرق نفسه".