إخلاء طفلة من غزة لاستكمال علاجها بالمدينة الطبية حلف الناتو يدرس إمكانية فتح مكتب في عمان اعلان عمان أول عاصمة بيئية في الشرق الاوسط البنك المركزي يطرح سندات خزينة نيابة عن الحكومة بـ100 مليون دينار زخات مطرية على المملكة الخميس الشواربة: مركز تحكم لإدارة الأزمات والمخاطر في عمان تعزيز التخصص القضائي سرّع الإجراءات وجوّد الأحكام استطلاع : 54% من المستثمرين يرون أن الأمور تسير بـ "الاتجاه الخاطئ" الأمانة تستقبل 2434 شكوى وملاحظة خلال أيلول الماضي تنفيذ عطاء تنظيف مجاري الأودية ومناهل تصريف مياه الأمطار صحفيون جدد يؤدون القسم القانوني إعلان نتائج ترشيح الدورة الثانية للمنح الخارجية - رابط ضبط اعتداءات ضخمة على خط ناقل لمحافظات الشمال الأردن يوجه مذكرة احتجاج إلى السفارة "الإسرائيلية" الحنيطي يستقبل نائب الأمين المساعد لحلف الناتو السفير عياد يقدم أوراق اعتماده لرئيس جنوب إفريقيا إجراء حكومي يتعلق "بالمكسرات" قرارات مجلس الوزراء الأربعاء - تفاصيل موافقة على مشروع نظام العمل الأكاديمي بالجامعات والكليات الرسمية فئات بحاجة ضرورية لمطعوم الإنفلونزا الموسمية
شريط الأخبار

الرئيسية / أخبار ساخنة
الخميس-2023-05-17 10:45 am

المواطنون يترددون في الانضمام للأحزاب .. هل فشلت المؤسسات بترويجها؟

المواطنون يترددون في الانضمام للأحزاب .. هل فشلت المؤسسات بترويجها؟

جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر

منذ العام 1992 صدرت العديد من قوانين الأحزاب في الأردن ، والقانون الحالي الذي بين أيدينا اليوم ، ينظر إليه الكثير من المراقبين بأنه من أغرب القوانين الحزبية على مستوى العالم بأجمعه .

في دول العالم العريقة بالديمقراطية ، فإنّ إنشاء حزب سياسي هو أسهل من تأسيس بقالة ، ففي إيطاليا مثلا ؛ يمكن الحصول على ترخيص حزب سياسي من البلدية ، وفي لبنان يستطيع سبعة أشخاص إنشاء حزب .

فالقضية لا تتعلق بالمؤسسين أبدا ، فقد جرّبنا قانون الخمسين مؤسسا ، ثمّ الخمسمائة ، وبعد ذلك المائة والخمسين ، وأخيرا قانون الألف مؤسس والمؤتمر التأسيسي ، فماذا تغيّر بعد كل هذه السنوات ، وهل هناك أمل بحدوث تغيير حقيقي في حياتنا الحزبية ؟

العمل الحزبي يرتبط بصورة وثيقة بالإنتخابات النيابية ، ولا يمكن الحكم على الأحزاب إلّا من خلال الأداء في المجالس النيابية ، وحتى هذه اللحظة لم نصل إلى هذه المرحلة ، التي ربما نصل إليها بعد عدة سنوات .

غرابة قانون الأحزاب تتمثل بتلك الشروط التي يجب على الأحزاب الإمتثال لها ، كالعدد ونسبة المحافظات وكذلك وجود نسبة معينة للشباب والمرأة ، فلماذا كلّ ذلك ؟ أليس الحزب هو مجرّد فكرة يقوم عليها مجموعة من الأفراد ؟ حتى لو كانوا من نفس المنطقة السكانية ، ومن ثمّ يجري تحويل هذه الفكرة لإطار حزبي ، وقد يجد مواطنا في محافظة المفرق مثلا رغبة في إنشاء حزب يهتمّ فقط بشؤون محافظته .

في الدول الديمقراطية ، الشارع هو الذي يحكم على قوّة الحزب أو ضعفه ، والحزب الذي يرى في نفسه عدم القدرة على المنافسة ، فإنه حتما سيغادر الساحة الحزبية لفشله في إيصال فكرته أو رسالته .
اليوم نجد أنّ هناك أربعين ألف مؤسس في الأحزاب ، فهل هذا الرقم حقيقي فعلا ؟ على الورق هذا الرقم موجود فعلا ، ولكن 

هل هذه الآلاف من الناس تعي معنى الحزب السياسي ، وهل تملك ثقافة حزبية أصلا ؟

بالتأكيد ؛ فإنّ هناك بين هؤلاء من هم حزبيون ، ويرغبون بعمل حزبي حقيقي ، غير أن الكثيرين من هؤلاء لا علاقة لهم بالأحزاب ولا الحزبية ، وقد شاهدنا ذلك من خلال بعض المؤتمرات التأسيسية ، والتي تشير إلى الكيفية التي جرى فيها جمع هذه الأعداد من المؤسسين .

كنت أتمنى لو أنّ هؤلاء الأربعين ألفا هم حزبيون حقيقيون ، ربما يجري صقلهم مستقبلا ، ولكن من خلال الخبرة ؛ فإنّ الغالبية منهم لن نرى وجوههم بعد المؤتمر التأسيسي ، وأتمنى أن أكون مخطئا في تقديري هذا ، لأنني أرغب بشدّة رؤية أحزاب حقيقية على ساحتنا السياسية .

مؤسسات الدولة المختلفة فشلت فشلا كبيرا في الترويج للأحزاب ، ورغم كل المؤتمرات والندوات واللقاءات التي لا تعدّ ولا تحصى ، فإنّ نسبة من يرغبون بالإنضمام للأحزاب لا تتجاوز الواحد بالمئة ، فماذا يعني ذلك ، وهل هناك من حلول للخروج من هذا الإحراج ؟

لا يمكن للمواطن الأردني منح ثقته للأحزاب السياسية دون أن يرى أفعالها على أرض الواقع ، وطيلة أكثر من ثلاثين عاما لم نشهد ما يغفر لهذه الأحزاب التي تقوقعت وانزوت وعملت على تهميش نفسها بنفسها ، فالحل هو بوصول الأحزاب للمجلس النيابي ورؤية ما تقوم به ، والخوف كلّ الخوف أن لا تتمكن الأحزاب من إحداث التغيير ، حتى لو كنّا إزاء تشكيل الحكومات البرلمانية الحزبية ، والخشية كذلك من عودة نفس الوجوه عبر بوابة الأحزاب .

حتى اللحظة ؛ لا يوجد ما هو مبشّر في المسيرة الحزبية ، فالأحزاب القائمة التي صوّبت أوضاعها أعادت إنتاج نفس الوجوه ، وهنا علينا أن نغسل أيدينا منها ، فلا أمل في التغيير أو تكريس الديمقراطية الداخلية ، أو حتى تقديم الوجوه الشابة وكذلك المرأة ، ويبقى الأمل في الأحزاب الجديدة ، والتي ربّما تتمكّن من التعلّم من أخطاء الأحزاب القائمة ، التي ما زالت تمعن في أخطائها ، وترفض التغيير ، حيث ترى قيادات غالبيتها بأنها لن تتنازل عن مواقعها لو انطبقت السماء على الأرض ، هذا هو الحال فعلا .
آمل أن أكون مخطئا في كل ما ذهبت إليه ، غير أنني من الذين عاشوا كل السنوات الثلاثين الماضية ، سنوات عجاف لم نشهد فيها فعلا حزبيا حقيقيا ، إلّا من رحم ربّي ، والأمل دائما بكلّ ما هو جديد ، لعلّ وعسى !