النسخة الكاملة

الاحتلال يوقف محادثات الهدنة مع غزة

الخميس-2023-05-14 10:00 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أوقف الاحتلال المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "الجهاد الإسلامي” الفلسطينية بعد أن جددت الحركة إطلاق الصواريخ المكثف على إسرائيل صباح الجمعة، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لوسائل إعلام عبرية.

وجدد جيش الاحتلال غاراته على القطاع الساحلي قبل ظهر يوم الجمعة، بعد أن أطلق ناشطو الجهاد الإسلامي وابلا كبيرا من الصواريخ على بلدات قريبة من القطاع، وأطلقوا أيضا صواريخ باتجاه منطقة القدس للمرة الأولى في جولة القتال الحالية.

وقطعت الهجمات الصاروخية ساعات من الهدوء عززت الآمال ليلا في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأعمال القتالية، وسط جهود من جانب مصر وقطر والأمم المتحدة للتوسط في محادثات غير مباشرة.

وقال المصدر الدبلوماسي الرفيع إن الجيش يستعد لرد "كبير” على إطلاق الصواريخ، مضيفا "إذا احتجنا إلى التصعيد، فسنقوم بذلك”.

ونقلت أخبار القناة 12 عن مسؤول مصري قوله إنه حتى صباح الجمعة لم يتم إحراز أي تقدم في المحادثات.

وأبلغ الميجر جنرال غسان عليان، منسق أعمال الحكومة في المناطق، الوسطاء المصريين بأن إسرائيل لن تجري محادثات وهي تحت النار، وفقا لموقع "واي نت” الإخباري.

مع تجدد إطلاق الصواريخ، أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقييما أمنيا مع وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك” رونين بار، ورئيس الموساد دافيد برنياع، والسكرتير العسكري لنتنياهو، آفي غيل، ووزير الخارجية إيلي كوهين، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر وآخرين.

وأفادت إذاعة الجيش بأن رئيس الوزراء أمر بمواصلة الضربات المستهدفة على حركة الجهاد الإسلامي بعد القصف.


وتعطلت الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بسبب مطالبة الجهاد الاسلامي اسرائيل بوقف الاغتيالات وهو اقتراح رفضته القدس بشكل قاطع.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان بعد أن أطلقت صواريخ باتجاه العاصمة "قصف القدس يبعث برسالة”، مضيفة "ما يحدث في القدس لا ينفصل عن غزة”.

كما هددت بمواصلة إطلاق الصواريخ على الكيان المحتل وصولا إلى مسيرة مثيرة للجدل يسير خلالها الآلاف من القوميين المتطرفين الإسرائيليين عبر الأجزاء الفلسطينية من القدس ملوحين بالأعلام الإسرائيلية للاحتفال بذكرى إعادة توحيد المدينة في عام 1967.

وألقي باللوم على المسيرة السنوية في تصعيد التوترات أو تعقيدها. في عام 2021، أطلق مقاتلو حركة "حماس” صواريخ على القدس خلال المسيرة، مما أدى إلى اندلاع حرب استمرت لمدة 11 يوما. وقال مصدر مصري لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن القاهرة تحاول الإسراع من أجل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق قبل المسيرة.

وأظهرت مقاطع فيديو إسرائيليين وهم يقفزون من مركباتهم ويربضون تحت الحواجز المرورية في الطرق السريعة أو يبحثون عن مكان للاحتماء مع سماع دوي صفارات الإنذار. وأبلغ السكان في المستوطنات القريبة عن سماعهمم لانفجار ورؤية دخان يتصاعد من التلال بعد اعتراض صاروخ على ما يبدو.

ولم تقع إصابات في كلا الجانبين، لكن بعض المنازل أصيبت بصواريخ وشظايا في سديروت ونيرعام. وقال مجلس إشكول الإقليمي إن أحد الصواريخ تسبب في أضرار طفيفة لدفيئة.

بقية الصواريخ تم إسقاطها بواسطة نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية” أو أنها سقطت في مناطق مفتوحة، بحسب مسؤولين محليين.

تتجنب إسرائيل بشكل عام تأكيد اتفاقيات وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية، لكن عدة جولات سابقة من القتال بين الجيش الإسرائيلي وغزة انتهت بوساطة دولية ومحادثات غير مباشرة.

وصرح مسؤولون في حركة "حماس” لوسائل إعلام محلية فجر الجمعة أن مصر تكثف جهودها لوقف القتال من خلال "اتصالات مكثفة” مع كل من حماس والجهاد الإسلامي.

وبعث مسؤولو الجهاد الإسلامي برسائل متضاربة بشأن المحادثات.

واشتكى المسؤول الكبير إحسان عطايا فجر الجمعة من أن الوسطاء "لم يتمكنوا من تزويدنا بأي ضمانات”، لكن عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي قال لوسائل إعلام من القاهرة إنه يأمل في أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وأن يحترماه اليوم.


وقال مسؤولون في وقت سابق إن الاحتلال يجري محادثات مع دول عربية بشأن وقف محتمل لإطلاق النار، لكنهم نفوا التقارير التي تزعم أن إسرائيل ستوافق على عدد من التنازلات المثيرة للجدل ، مثل وقف الاغتيال وإعادة رفات عدنان.

كما تعثرت المحادثات يوم الخميس بعد أن اغتالت إسرائيل قائد وحدة الصواريخ في الجهاد الإسلامي ونائبه. جاء ذلك بعد سقوط صاروخ على منزل في رحوفوت، مما أسفر عن مقتل رجل إسرائيلي – وهو أول قتيل في البلاد في الصراع الحالي.

قُتل 31 شخصا على الأقل في غزة منذ أن شنت إسرائيل الهجوم، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة، وأصيب 93 آخرون على الأقل.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن إسرائيل قتلت 16 ناشطا، لكنها اعترفت بأن الجيش مسؤول عن مقتل 10 مدنيين خلال الضربات الأولية، التي دمرت مبان سكنية حيث نامت عائلات، وأضاف أن أربعة مدنيين من غزة قُتلوا بصواريخ الجهاد الاسلامي التي سقطت داخل غزة.

وقال هغاري إن مقاتلي غزة، الذي بدأوا في إطلاق الصواريخ ردا على القصف بعد ظهر الأربعاء، أطلقوا 866 صاروخا خلال الجولة الحالية من القتال، لم يعبر 163 منها الحدود إلى داخل الأراضي الإسرائيلي، وتم اعتراض 260 صاروخا. واستهدفت معظم الصواريخ بلدات في جنوب إسرائيل، لكن بعضها وصل شمالا حتى تل أبيب.

وعقد نتنياهو إحاطة أمنية مساء الخميس مع رؤساء الأجهزة الأمنية في مقر الجيش الإسرائيلي "الكيريا” في تل أبيب. مع انتهاء الجلسة، قالت وسائل إعلام عبرية إن مكتب رئيس الوزراء بعث برسالة مفادها أن إسرائيل ستواصل عمليتها في غزة "حسب الحاجة” وسوف "تواصل انتزاع ثمن باهظ من الجهاد الإسلامي لعدوانه على مواطني إسرائيل”.

إلا أن التقارير أشارت إلى أن الحاضرين في الاجتماع توصلوا إلى نتيجة مفادها أن العملية قد حققت أهدافها وأنه ينبغي زيادة الضغط على الجهاد الإسلامي للموافقة على وقف إطلاق النار.

أصدر كل من وزير خارجية الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية فرنسا ومصر وألمانيا والأردن بيانات عامة يوم الخميس طالبوا فيها بوقف إطلاق النار.

كما أشادوا بمصر لجهود الوساطة التي تبذلها ودعوا إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى تنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها في قمتي العقبة في فبراير وشرم الشيخ في مارس.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير