النسخة الكاملة

قصة أردنية موجعة: مَن الذي مَسَحَ "ذاكرة أبو سهل".. و "هَدَمَ الذكريات"- صور

الخميس-2023-05-13 12:46 pm
جفرا نيوز -


جفرا نيوز|خاص

حين تقدّمت جرافات أمس لإزالة مبنى تجاري حمل سابقا إسم  مكاتب شركة الشرق الأوسط، فأغلب الظن أن مَن أمر قائد الجرافة كان يحتاج إلى "درس وطني" يتضمن شروحات عما يكونه هذا المبنى الذي شهد بين جنباته ولسنوات طويلة اجتماعات لتشكيل حكومات، وتشكيل تحالفات برلمانية وأحزاب، فهذا المكتب يعود فعليا إلى السياسي الأردني المخضرم عبدالهادي المجالي الذي شكّل لعقود "علامة فارقة" في السياسة الأردنية، لذا تقول أوساط أردنية أن ما هُدِم ليس "طوبا وإسمنت" فقط، وإنما جزء ليس سهلا من ذاكرة البلد وناسه.

فإلى جانب السياسة التي كانت تدور رحاها في جنبات هذه المكاتب، ووقتها كانت السياسة نظيفة لم يتسلقها بعد "تجار الشنطة والغفلة"، فإن هذا المكتب كان يمثّل "عباءة أبو سهل" التي كانت تلف جميع مكونات الشعب الأردني، ولم تكن تُغْلَق في وجه أحد، فقد ظل لعشرات السنين مزارا لكبار رجالات السياسة "الكبار"، وقد كانت مائدتهم سياسية ووطنية بامتياز، عدا عن أن الباب لم يكن يُسدْ بوجه المعوزين وأصحاب الحاجة الذين كانوا يلوذون بعد الله عز وجل بـ"قامة وقيمة" وطنية كبيرة مثل عبدالهادي المجالي.

المبنى الذي جرى هدمه أمس يُمثّل تاريخا كبيرا ذا قيمة، ومن الموجع والمؤلم أن يتحول إلى ركامات صغيرة من التراب، وكأنها ليست جزءا من تاريخ وطني عريق ورفيع، حين كان للسياسة والوطنية "طعم وفخر"، وما يجعل قرار الهدم ليس سوى "قصة أردنية موجعة".