النسخة الكاملة

عندما يمارس البعض دور البطولة .. دعكم من الشعبويات

الخميس-2023-04-27 10:46 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - د. محمد أبو بكر

يمكن لأيّ حكومة أو جهاز في الدولة أو حتى شخصا عاديا أن يمارس دور البطولة حين يتعرّض الوطن لمحنة أو تحد من نوع خاص ، وكم عانى هذا الوطن من تحديات على مدى مئة عام ، حيث أن الأردن اعتاد على ذلك ، وكان في كلّ مرّة يخرج سليما معافى .

منذ اللحظة الأولى التي نواجه فيها تحديّا معينا ، يخرج البعض ليمارس علينا بطولات زائفة ، ويفرد عضلاته أمام الجميع ، ونحن ندرك تماما حجم هذا الكائن ، وكيف وصل إلى ما وصل إليه من منصب وجاه ووجاهه ، وهو يعلم تماما بأنّه بتلك الإستعراضات مكشوف تماما أمامنا جميعا .

الشعب الأردني يمتلك وعيا كافيا ، وثقافة عالية المستوى ، ولا يمكن لأصحاب البطولات المزيّفة أن يحركّوا في المواطن أيّ مشاعر كاذبة ، فهو على مستوى من الفهم يجعله يدرك ما يدور حوله من تحديات تواجه بلدنا .

نعيش اليوم حالة استثنائية ، لا نريد أبدا استباق الأمور ، حتى الحكومة نفسها ، بعيدة عن الإستعراض الزائف ، وهي ليست مستعدة للإستعجال في إصدار بيان قد لا يفيد ما يجري الآن ، لانّ المسألة تحتاج للمزيد من التروّي لمعرفة حقيقة ما جرى مؤخرا ، والجميع يرغب بمعرفة الحقيقة كاملة دون تزييف ، فهذا ما نريده جميعا .

منذ اللحظة الأولى ارتفعت أصوات البعض ، بصورة تدلّ على قصر النظر لديهم ، فالقضايا الشائكة لا تعالج بالإستعراض ، فنحن لسنا في نزال كرة قدم أو مباراة تنافسية ، فالقضية لا تحتمل أن نصغّر من أنفسنا ، والأردن قادر على الوصول لمعالجة تحفظ كرامته وسيادته .

دور البطولة الذي يحاول البعض القيام به ، نشعر تجاهه بالتقزز ، والعديد منهم يعمل على إعادة الإعتبار لشخصه أمام قواعده الشعبية ، هذه القواعد التي لن تعود كما كانت في السابق ، فالمرحلة القادمة مختلفة تماما ، وتمنيات أصحاب البطولات لن تشهد أي تحقيق لها ، فعنوان المرحلة التي ينتظرها الجميع ستبعد الكثير من الشخصيات عن واجهة الأحداث محليا .

دعونا من الشعبويات التي مللناها على مدى سنوات وعقود ، لا نريد سماع صراخ من هنا أو هناك ، ولا خطب عصماء ، فنبرات الصوت العالي باتت تزعجنا كثيرا ، اتركوا أصحاب الشأن لمعالجة ما جرى بهدوء ورويّة بعيدا عن كل هذا الإزعاج الملوّث لآذاننا التي يمكن أن يصيبها ( الطرش ) بسبب تصرّفات رعناء .