النسخة الكاملة

أيمن الصفدي يُغيّر "قواعد الاشتباك" مع "العدو".. من السر إلى العلن

الخميس-2023-04-27 09:20 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص

يدرك أي وزير خارجية في العالم بأنه خلافا لباقي الوزراء في الحكومة بأن دوره يجب أن يكون "صامت ودبلوماسي ومرن"، وهذه قواعد اشتباك معقولة ومتفق عليها في أداء وزراء الخارجية حول العالم في الأوضاع "المعقولة والطبيعية"، لكن يبدو أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد قرر ولـ"اعتبارات الأمن الوطني" الاتجاه نحو تغيير قواعد الاشتباك مع العدو الإسرائيلي أسوة بالدولة الأردنية التي لم تعد ترى منذ سنوات في إسرائيل أي "عقل سياسي" يمكن مخاطبته أو محاورته.

ووفق مصادر دبلوماسية شرق أوسطية فإن "أول اشتباك" بين الصفدي ودولة العدو قد بدأت بشكل صامت في نهايات عام 2020 حينما سمعت جهات أردنية "لوماً أميركيا" منقول إسرائيلياً إلى واشنطن من أن وزارة الخارجية الأردنية قد أصبحت "خصما سياسيا" في اللقاءات الدولية، وأنها تناكف وتعاند أي توجه إسرائيلي، ومذاك يقول أردنيون إن وزارة الخارجية لا تعمل منفردة، وأنها خاضعة للقرار الأعلى في الأردن، وأن عمّان تتصرف سياسيا في إطار مصلحتها العليا، وبما يخدم القضية الفلسطينية.

ورغم رحيل حكومة نتنياهو ومجيء "لابيد- غانتس" إلى السلطة ثم عودة نتنياهو مطلع العام الحالي، فإن "النغمة" في تل أبيب لم تتغير وهي التذمر واللوم والغضب من "تفاعلات الدبلوماسية الأردنية" ضدها، وأن الأردن الدبلوماسي قد أصبح "المحرض الأكبر" ضدها في إقليم الشرق الأوسط وفي المحافل الدولية، وأن الوزير الصفدي "ليس مريحاً بالمطلق" في التعامل المباشر واللقاءات الدولية، وأن نظرته لإسرائيل ولمسؤوليها كما لوأنها "انتقامية".

يقول دبلوماسيون عرب يراقبون "الهجمة الإسرائيلية" على الدبلوماسية الأردنية والوزير الصفدي تحديدا، إنها نتاج تغيير الأردن لقواعد الاشتباك مع إسرائيل وأن الصفدي يقوم على تنفيذ قواعد الاشتباك الجديدة ضمن إطار مصلحة الأردن و"مرونته السياسية" و"توازنه الموضوعي"، وكذلك إبلاغ تل أبيب و"سلطتها اليمينية" أن الأردن يمكن أن يتعاون لمصلحة الإقليم وأن يتحاور ويتفاوض مع أي "سلطة إسرائيلية عاقلة"، لكنه لن يقبل بأي "سلطة مجنونة" في تل أبيب، ولو اضطر الأمر إلى نقل المواجهة من "السر إلى العلن"، وعلى أيدي الوزير الصفدي شخصيا.