النسخة الكاملة

عمّان تتحرّك دبلوماسيا في الملف السوري باتجاهين مُتوازيين

الخميس-2023-03-26 01:39 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بدا واضحا لجميع الأطراف السياسية بأن المبادرة الأردنية المتحركة والفعالة بخصوص عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية تشمل الأوسط السياسية والدبلوماسية ويُوازيها حراك نشط انتهى بعقد مؤتمر يمثل 11 دولة في عمان تحت عنوان الاستمرار في تقديم الدعم والإسناد لمُصابي وضحايا الزلزال في الشمال الشرقي لسوريا.

بمعنى أن عمّان تتحرّك دبلوماسيا في عمق الملف السوري باتجاهين مُتوازيين معا الآن: وهُما تحشيد الرأي الدولي تقريبا وراء تقديم مساعدات لضحايا الزلزال في المناطق التي لا تخضع للحكومة السورية، وبنفس الوقت تعمل عمّان بنشاط على مسار إعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية.
 
وهو هدف يشعر الأردنيون عموما بإمكانية تحقيقه الآن بعدما تبنّوه العام الماضي نسبيا خصوصا وأن عمّان أبلغت مصر مسبقا بنيّتها ومبادرتها وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتفاعل إيجابيا مع هذا الخيار.

والاعتقاد سائد وسط الدبلوماسيين بأن الاتفاق السعودي الإيراني الأخير يسمح أكثر في ظل تطبيع محتمل للعلاقات بين سورية والسعودية بتفعيل وتنشيط المبادرة الأردنية والتي تهدف في النهاية الى إستعادة  التمثيل السوري في الجامعة العربية وقبل الاجتماع المقبل للقمة العربية والذي يعتقد أنه سيعقد في ضيافة السعودية.

بعض الأطراف العربية مُتحمّسة وتتفاعل مثل الجزائر وليبيا، ويبدو أن الإمارات وقطر لم يعد لديهما مانع من دعم وإسناد الحراك الدبلوماسي الأردني.

لكن المبادرة الأردنية التي احتفت فيها وسائل الإعلام عمليا أمس الأول تقدم عدة خدمات ضمنية لا تقف عند حدود الملف السوري ولا إعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعه العربية بمعنى المصالحة مع الحكومة السورية حاليا.

وذلك يعني أن حراك وزارة الخارجية الأردنية في هذا المسار بدعم وإسناد قوي من  الملك عبد الله الثاني حصريا يخدم باتجاه التأسيس والتموقع في سياق تحقيق دور إقليمي أردني تحت عنوان تنقية  الأجواء العربية وتقديم حالة من التواصل المبكر والمتقدم مع القصر الجمهوري السوري بمعنى الحراك بدلا من الاستسلام للحظة المخاوف والهواجس في ظل ما سمي باتفاق استراتيجي بين إيران والسعودية.

ويعني ذلك دبلوماسيا أن الأردن يُؤسّس لاختراق مساحة في إطار مُبادرة إعادة سوريا للحُضن العربي تجنّبًا لمواجهة استحقاقات الاتفاق السوري الإيراني والتي لا يزال المراقبون السياسيون يعتقدون بكثافة أنها تشكل ضغطا حيويا على المصالح الإقليمية الأردنية.

وبالتالي الحراك تُجاه سورية عربيا وأردنيا لا يُمكن لإيران أن تُعيقه أو تعترض عليه الآن.

 ويُؤسّس للأردن موقعا يُمكن أن يناور به وورقة سياسية يمكن أن يستثمرها في مقابل إستعصاء الكبير على صعيد الملف الفلسطيني والأزمة المفتوحة العلنية  مع حكومة اليمين الإسرائيلي خلافا لأن عمان في حراكها إشارات تقول فيها ضمنيا إنها تستثمر في المُتاح من فوارق زمنية وظرفية في ظل انشغالات المجتمع الدولي والإقليم بالكثير من القضايا التي وضعت احتمالات التصعيد العسكري في الصين وإيران وفي سورية مؤخرا على الحافّة بكل الأحوال.

بمعنى أو بآخر الإختراق الأردني لصالح إعادة سورية للمقعد العربي في الجامعة العربية خطوة في الإتجاه الصحيح بمعنى الإفلات من الجلوس تحت سنديان انتظار ما ستُسفر عنه الاتفاقية الاستراتيجية بين السعودية وإيران حيث مهرب مناسب مع دور محتمل للأردن في هذا السياق.

وحيث القناعة راسخة وسط الباحثين والخبراء بأن الأردن استراتيجيا قرّر أن لا يستعجل بدوره ظرفيا ووقتيا استعادة علاقات دبلوماسية كاملة مع إيران في هذه المرحلة بانتظار ما ستُسفر عنه الاتصالات الجارية حاليا بكثافة بين الرياض وطهران