النسخة الكاملة

"الإعفاءات الطبية" حوار صاخب بين العبدلي والرابع انتقل إلى الأحزاب

الخميس-2023-03-26 11:17 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - مجددًا وفي عمق المشهد الحزبي الأردني الجديد تبرز بيانات تقدم بعض المقترحات في القضايا الجدلية المطروحة بين الحكومة والبرلمان والتي يهتم بها خدماتيا عدد كبير من المواطنين وشرائح المجتمع.

مؤخرا امتنع حزب الميثاق الجديد الوسطي، عن الوقوف على أطراف مشكلة «الإعفاءات الطبية» واقترح معالجتها وبكل بساطة بوضع أسس واضحة الملامح وعلنية وشفافة للقرارات المرتبطة بتأمين النفقات الطبية للمواطنين بمعنى ان وجود أسس ذات أصول قانونية معلنة يعرفها المواطن والنائب والوزير والموظف بحيث يعفى الجميع من الاستعراض الذي ذهب إلى منزلقات سياسية وأحيانا سيادية في نقاشات ملف خدماتي الطابع.

تلك بكل حال طريق مختصرة نحو تحقيق الهدف ما دام الخوض في القضايا الاشكالية السياسية الإقليمية أو الدولية أو حتى الوطنية الكبيرة جدا ليس متاحا للأحزاب.

وهنا بدأت تتحفز نخب بيروقراطية وتكنوقراطية وإدارية انضمت مؤخرا للأحزاب لمراقبة المناخ العام وهو ما كان قد لفتت النظر له سابق  عندما شعرت بان حراك الأحزاب الجديدة وخصوصا الوسطية وبعيدا عن الأجندات السياسية القابلة للاحتقان والنزاع والخلاف سينتهي بكل حال بتأسيس حال رقابية إدارية مختلفة هذه المرة على أداء السلطة التنفيذية والحكومات المتعاقبة.

والمعنى هنا ان من ينتقدون الحكومة أو يراقبون تصرفات الإدارة العامة ليسوا معارضين كلاسيكيين وأغلبهم خدم في الدولة في وظائف إدارية قد تكون متقدمة ويملكون الخبرات الكافية للتعليق على مسار الأحداث بصيغة مستجدة تقترح الحلول والوصفات وتختصر كل طرق اللف والدوران.

صحيح أن مسار التحديث الحزبي بالإجمال لا يحظى بعد بالإسناد الشعبي العام ويعاني من «العزوف».

وصحيح ان مساحة التشكك والارتياب كبيرة وسط الأردنيين وأن ظاهرة العزوف عن المشاركة الحزبية ولاحقا في الحياة الانتخابية لا يمكن القفز عنها، لكن الصحيح بالمقابل ان الأحزاب السياسية الوسطية والتي تتشكل في أغلبها من تكنوقراطيين أو فنيون أو بيروقراطيين سابقين لديهم خبرات في إدارة الدولة والمؤسسات والملفات وحضور في المجتمعات هي تجربة جديدة يفترض ان تشغل حيزها لأن الأحزاب الجديدة تقول ضمنا للحكومة وللسلطات القائمة بانها موجودة الآن وعليها ان تفعل شيئا ما بعيدا عن الأجندات السياسية أو حتى عن القضايا التي تثير صداما مع السلطات والمؤسسات العليا مثل قضية الحريات العامة أو قضية الإصلاح السياسي أو التطبيع.

كلما تساهلت الأحزاب الجديدة في المسائل السياسية الكبيرة الجدلية توفرت لديها هوامش للتركيز على «المحليات» وحصرا على نظام خدمات القطاع العام والإدارة العامة في الدولة.

وتزحف وتتسلل البيانات الحزبية الجديدة في هذه المنطقة اليوم وهي التجربة التي يعمل عليها في الموضوع الاقتصادي والمالي والاستثماري حصرا نخبة من كبار الخبراء مهتمون بحزب جديد بخلفية اقتصادية مباشرة ومرتبطة بخدمات القطاع العام.

فهمت «القدس العربي» من عضو مجلس الأعيان خالد بكار أن الحوار يتطور في هذا السياق مع تلك المجموعة ويعمل حزب «إرادة» الجديد على مسار مماثل في أدبياته ونشاطاته المتوقعة بعد الانتهاء من اختيار قيادات الصف الأول فيه، وهو حزب يتألف من عدة شخصيات فاعلة في المجتمع ومحسوبة على تجارب في السابق إدارية بالمعنى الأساسي وقد لا تكون حزبية، وحزب إرادة مؤهل ومرشح اليوم لأن يجلس بوقار وسط خريطة الأحزاب الوسطية المعتدلة التي لا يمكن اتهامها ولا التشكيك بانتمائها لأجندات خارجية ولا يمكن التحدث عن رغبة هيئاتها العامة ورموزها وقياداتها في التأسيس لحالة صدام وصراع مع السلطة أو مع الحكومة.

وهنا حصريا مربط الفرس في التحول الحزبي الجديد الذي سيؤسس لحالة رقابية بصورة غير مسبوقة تستند هذه المرة إلى الخبرة المباشرة لقيادات الأحزاب الجديدة وليس إلى الموقف السياسي.

وعلى الأرجح دور مماثل سيحظى به حزبان في طريق التموقع هما الاجتماعي الديمقراطي والعمال حيث خبرات بنكهات سياسية في الحالتين.

الحزبيون الأردنيون الجدد بصفة عامة ليسوا أصحاب مواقف سياسية لا معارضة ولا موالية بالمطلق، بمعنى ان التفاعل الإيجابي في التحول نحو مسار التحديث فهمته بعض النخب على أساس انه عمل وطني يراقب أداء السلطات ويقترح البدائل وينخرط بموجبه جميع الأردنيين عبر مختلف الشرائح الاجتماعية برؤية إيجابية فعالة نقاشية حوارية خالية من التخندق والشعار والخطاب والبيان السياسي المباشر.

وأغلب التقدير هنا أيضا ان حزب الائتلاف الوطني الجديد الذي لم يتمكن بعد من عقد مؤتمره العام ويشكل نواة لعدة أحزاب إسلامية الميول اندمجت مع بعضها البعض يضم أيضا خبرات في التكنوقراط والبيروقراط.

وبالانتظار شغف جماعي في ولادة المشروع الحزبي الجديد الذي يعمل عليه مع نخبة شابة، الأب الروحي لمبادرة الاشتباك الإيجابي الدكتور مصطفى الحمارنة المهتم بالتثقيف الحزبي قبل الموقف ومع البرنامج.

القدس العربي