النسخة الكاملة

أبطال جيشنا العربي.. بَدر تُجددُها الكرامةُ.. والصَّهيلُ الهاشميُّ.. هو الصَّهيلُ - صور

الخميس-2023-03-21 10:23 am
جفرا نيوز -
*مكالمة عسكرية عبر الواسطة الهوائية أربكت الجيش الصهيوني وأفشلت خططه..!
*كيف كان البطل كاسب صفوق يبعث فينا الطمأنينة ويبث الرعب في قلوب الأعداء..؟
*ضابط القوات الخاصة أحمد علاء الدين يقتل (13) جنديا إسرائيليا في وادي شعيب
*الإستخبارات الأردنية ترصد طائرات مستير التجسسية فوق الأغوار وتُفاجىء العدو 
*خضر شكري كان بطلا لم تلد مثله الأمهات: إرموا موقعي.. إني نلت الشهادة في سبيل الله
*فارس المدفعية "الحصان" دك الخطوط الخلفية للغزاة وأحرق دباباتهم وهو ينادي: الله أكبر
*الحنيان يدمر ثلاث دبابات معادية.. ويُقسم: يا فاضل فهيد.. والله.. والله.. لآخذ بثأرك..

جفرا نيوز/ محمود عطاالله كريشان
ها هي الذكرى الخالده تحل من جديد، وفي موعدها.. وهاهو الجيش العربي، بقيادة قائده الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحُسين، يواصلون الليل بالنهار لحماية وطنهم وأبناء شعبهم، ويفترشون أرض الوطن ويلتحفون بسمائهِ، ليبقى سامياً وعزيزاً وسالماً ومُعافى، حيث أنه الفخر بعينه، والإعتزاز بشموخه، ماتقوم به القوات المسلحة من جهود عظيمه في الحفاظ على سلامة الأردن وشعبهِ والمُقيمين على أرضهِ الطيبة، في هذه الظروف الإستثنائية

في ذكرى إنتصارات معركة الكرامة، حيث الزنود والجنود الذين رابطوا على خط النار الأول، لدحر عدو غاشم.. وقد تعاهدوا في مطلع فجر 21 آذار 1968 على الشهادة، حتى لا ينشر الغزاة القتلة سوادهم على رمالنا، وأحقادهم على أبواب مدارس أطفالنا، وأوقدوا قناديل الغضب في البواريد الأردنية، وثأرهم المخبوء من حزيران، وقد أقسموا أن دماء شهداء جيشنا الأبي.. لن يذهب هدرا.. وكان الثأر العنيف في يوم الكرامة.. "جفرا نيوز" رصدت لقطات حاسمة من معركة النصر العظيم:

*زئير الأُسود 
الملك الحسين طيب الله ثراه، إستذكر مجريات هذه المعركة، في كلمة ألقاها بمناسبة إزاحة الستار عن النصب التذكاري تخليداً لشهداء معركة الكرامة (25 أيار 1976)، قال فيها: "في فجر ذلك اليوم مشى الصلف والغرور في ألويةٍ من الحديد ومواكب من النار، وكانت أرضُنا الخضراء ما تزال تغفو بشجرها وزرعها، بنسائها وأطفالها على ضفاف النهر، وبدأ الزحف الآثم يحرق خضرةَ الأرض ويدكّ البيوت والمساجد والمدارس فوق رؤوس الناس، وكانت الأُسود تربض في الجنبات على أكتاف السفوح وفوق القمم، في يدها القليلُ من السلاح والكثيرُ من العزم، وفي قلوبها العميقُ من الإيمان بالله والوطن، وتفجّر زئير الأُسود في وجه المدّ الأسود: الله أكبر.. وعندما إنتصف نهار، ذلك اليوم، كان الصلفُ قد تحوّل إلى مذلّة، والغرور قد إستحال إلى هوان، وكان النشامى قد نشروا رايات الفرح في سماء الأردن، وراحت الرايات تتسع وتمتد لتنشر في سماء العرب، وهُزمت الأسطورة، هوت إلى الأبد، وإستعادت النفسُ العربية ثقتها وإستردّ الإنسان العربي عزته وكرامته، في يوم العزة، يوم الكرامة".

*قطع إجازته
كان العميد الركن المتقاعد محمود أبو وندي، قد إستذكر حجم المعنويات العالية التي كان يتمتع أفراد القوات المسلحة بها، حيث أنه كانت هناك أوامر للجنود تفيد بأنه في حال وقعت الحرب، فإن على جميع الجنود الإلتحاق بوحداتهم العسكرية مهما كانت الأسباب، وهذا ما قام به أحد الجنود "حسن عبد ربه" عندما قطع إجازته التي كان قد أخذها لإجراء مراسم زفافه، وتحمل عناء السفر إلى الجبهة ليلتحق في وحدته العسكرية، ويأبى إلا أن يقوم بالقتال في "الكرامة" حتى نال أمنيته التي كان يتوق إليها وهي "الشهادة" في سبيل الله دفاعاً عن ثرى الوطن.

*قتلاهم وجرحاهم
إسرائيل قامت للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بترك جرحاها وقتلاها وقطعاتها العسكرية وأسلحتها في أرض المعركة بالرغم من طيرانها المساند، الأمر الذي يؤكد قوة وصرامة الرد العسكري الأردني.

*قتلت (13) جنديا إسرائيليا..
اللواء الركن المظلي المرحوم احمد علاء الدين «الشيشاني» شارك في معركة الكرامة التي خاضتها قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة وقد كان يشغل منصب قائد سرية مشاة في منطقة وادي شعيب، كان قد قال: على ما أذكر جيدا
أنني تمكنت من قتل (13) جنديا إسرائيليا.

*من أرض المعركة
اللواء المتقاعد محمد رسول العمايرة قال: تم دحر هجوم العدو نهائيا بعد أكثر من خمس عشرة ساعة من القتال العنيف حيث خسر الإسرائيليون 250 قتيلا، و450 جريحا، و88 آلية مختلفة منها 27 دبابة وبقي في أرض المعركة 20 آلية مدمرة، وتم إسقاط سبع طائرات، أما خسائر الجيش العربي فكانت: 89 شهيدا بينهم 6 ضباط، و108 جرحى بينهم 12 ضابطا، وتدمير 13 دبابة و39 آلية مختلفة، 20 دبابة بشكل جزئي تم إصلاحها، وكما أصيبت دبابتان وإستشهد السائق المرحوم الشهيد عيد فياض راشد العظامات، وجرح المدفعي بعد أن صدرت الأوامر لي بالعودة للخلف وإشتبكنا مع دبابات العدو في منطقة الجوفة.

*هذا الأسد
 اللواء الركن المرحوم كاسب صفوق الجازي أبرز قادة معركة الكرامة الخالدة.. كُنتَ فارس ذلك الصباح، وَوَرْدُ الشهادة يتفتّحُ في الوادي شقائق ورياحين، كُنتَ هناك اسماً يبعثُ فينا الطمأنينة وفي أعدائك الرعب.

*مكالمة لاسلكي مرصودة
 قائد كتيبة عبدالله بن رواحة 37 في معركة الكرامة المقدم المرحوم العميد المتقاعد فهد مقبول الغبين قال في مذكراته: في الساعة الثالثة والربع عصر يوم المعركة اتصل معي عبر الواسطة الهوائية قائد قوة الحجاب النقيب محمد سليمان السوالقة المرابط على جسر الامير عبدالله واخبرني ان العدو يقوم بقصف مدفعي وجوي على مواقعنا الوهمية.. لكنه بحقيقة الامر كان القصف ضد مواقعنا الحقيقية الامامية والخلفية، وبعد 12 دقيقة من هذه المكالمة الهوائية بيني وبين السوالقة، قام العدو بتحويل قصفه المدفعي والجوي تجاه مواقعنا «الوهمية»، حيث كنا على يقين ان العدو يرصد مكالمتنا، حيث تمكنا من رفع القصف عن مواقعنا الحقيقية مما جعلنا نتمكن من الحركة.

*قادة الألوية والكتائب
كان قائد لواء حطين العقيد الركن بهجت المحيسن، وقائد كتيبة عبد الله بن رواحة 37 المقدم فهد مقبول الغبين مسؤولية مباشرة عن محور ناعور سويمة جسر الأمير عبد الله بن الحسين، وقائد كتيبة جعفر 39 الرائد الركن نايف خالد المعايطة، وقائد كتيبة صلاح الدين 48 الرائد احمد اسعد غانم، والركن العسكري باللواء الرائد الركن عارف مجري العتيبي، وقائد كتيبة المدفعية الخامسة المقدم الركن فتحي حامد في إسناد اللواء، وقائد سرية الدبابات النقيب فاضل علي فهيد في إسناد اللواء، وقائد اللواء المدرع 60 العقيد الركن الشريف زيد بن شاكر الذي كان في نجدة الوحدات المقاتلة بالساعات الأولى أثناء المعركة، وقائد لواء الحسين العقيد لافي حريثان الجبور مسؤولية قاطع العقبة.  

 *بطل من معان
 الروحه الجعفرية تجسدت على أرض المعركة بفروسية الملازم الاول رقم 4807 البطل خضر شكري يعقوب درويش "المعاني" من كتيبة المدفعية السادسة الذي إستشهد عند جسر أم الشرط وأستشهد برغبته، مسلما أمره لله محتسبا عنده، فلم يؤثر النجاة بالإستسلام فيترك معداته وأجهزة اللاسلكي وخرائطه وشيفرات التخاطب، ليستولي العدو عليها، فتغير سير المعركة وتقلب موازين النصر، فنادى غرفة عمليات المعركة على جهاز اللاسلكي عندما أحاط به العدو: أحاط العدو موقعي، إرموا موقعي.. دمروا موقعي، إني نلت الشهادة في سبيل الله.. وبالفعل إستجابت له غرفة العمليات، ورمت المدفعية موقعه، وإنهالت عليه قذائف مدفعية كتيبته، ونال الشهادة برفقة من كان معه من أفراد.. كان بطلا لم تلد مثله الأمهات.

*حصان المدفعية
معركة الكرامة دخلتها اسرائيل بأكثر من ثلاثة ألوية على ثلاث معابر وقد كان للدبابات الاردنية من طراز باتون وسنتوريون الفضل بالايقاع بالدبابات الغازية في سهل الكفرين والشونة والكرامة وكان لمدفعية الجيش العربي وقائدها بطل من مدينة معان وهو العميد الركن محمد صالح الصلاحات الملقب بـ"الحصان" الفضل في دك الخطوط الخلفية للغزاة في ميدان العبد وعبر مخاضات «أم الشرط» وسدرة وعند معابر الجسور، وتحسبا من ان يقوم جنود العدو بالفرار من دباباتهم تم ربطهم بالسلاسل المعدنية وقد شاهد ذلك كل سكان عمان في ساحة المدرج الروماني.

*إحتراف إستخباري 
ويبرز هنا الاحتراف العسكري والمهنية الاستخباراتية كما قال دولة المرحوم أحمد اللوزي: لا بد لي من شهادة حق، حول سجلّ عامر خماش، كجندي باسل شجاع، وبخاصة في فترة رئاسته لأركان القوات المسلحة الأردنية أثناء معركة الكرامة، وما تحقَّقَ فيها من نصرٍ على جيش إسرائيل، وتكبيده هزيمة نكراء تمثّلت بفداحة خسائره، فكان أول نصر يسجله جيشٌ عربي منذ هزيمة حزيران 1967 وانه كان احد قادة نصر الجيش العربي في المعركة الخالدة، حيث أنه وقبل يومين من بدء المعركة كانت طائرات مستير «فرنسية الصنع» تحوم فوق الأغوار الأردنية، فوصلت المعلومة على الفور من الإستخبارات الأردنية الى قائد الجيش «انذاك» خماش الذي أدرك بفطنته وسرعة بديهته، أن هذا النوع من الطائرات مخصصة للتجسس والتصوير وطلب على الفور أن تبقى المواقع العسكرية الأردنية على حالها، كما صورتها طائرات العدو وفي مساء يوم 20 آذار 1968 أي قبل بدء المعركة بساعات، طلب من الدبابات أن تتحرك بهدوء وقام بتغيير أماكن جميع المواقع العسكرية الأردنية التي رصدها العدو، وقام أيضا بتغيير مرامي ومواقع المدفعية فوق جبال السلط، وهذا ما أربك العدو الذي تفاجأ في يوم المعركة أن ما رصدته طائراته من مواقع أردنية قد ذهب أدراج الرياح.

*للعدو ذاكرته
رئيس القوات الإسرائيلية الجنرال حاييم بارليف قال: ان قواتنا فقدت في معركة الكرامة ما يعادل ثلاثة اضعاف ما فقدناه في حرب حزيران، والمؤكد انه اعتاد على رؤية قواتنا العسكرية وهي تخرج منتصرة في كل معركة لكن هذه المعركة كانت فريدة من نوعها مثل كثرة القتلى والإصابات بين قواتنا والظواهر الأخرى التي اسفرت عنها المعركة مثل استيلاء القوات الأردنية على عدد من دباباتنا وآلياتنا.

*لأول مرة
قائد سلاح الجو الملكي الأردني الأسبق الفريق اول الطيار احسان شردم: لا بد من الإشارة هنا الى انه عندما اشتدت ضراوة المعركة طلب العدو ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف اطلاق النار.. رفض جلالة
المغفور له الملك الحسين وقف اطلاق النار رغم الضغوط الدولية ما دام هناك جندي إسرائيلي على الأرض الأردنية.

*والله لآخذ بثأرك
الفريق أول المتقاعد فاضل علي فهيد احد فرسان معركة النصر الأردني المظفر، والذي نال شرف الإصابة في تلك المعركة قال: أعتقد أن القوات الإسرائيلية نتيجة الغرور في النصر ونشوته التي أعمت أبصارهم في الـ1967 اعتقدوا بأن هذا الجيش بما كان يملك في الـ1967 هزم، واعتقدوا بأن عملية الاحتلال ستكون سهلة ومحتملة وفي وقت قصير، لكن الإصرار والعزيمة غيرت معايير وموازين القوة.. وأريد أن أعطي بعض الأمثلة، حيث كان هناك أفراد من الناس الذين لهم فضل علي منهم الأخ محمد حنيان، فهو الذي جاء وأنقذني عندما أخلاني الرائد آنذاك واللواء فيما بعد جميل الشمايلة، أخلاني من مكان إلى مكان، فأنا كنت بين نارين وأصبحت بين ثلاث نيران، حيث أنني مسجى تحت شجرة على الأرض، وأمعائي خارج جسمي، ورجلي من الفخذ مكسورة حيث اخترقتها قذيفة وكان الرائد جميل الشمايله آمر مدافع الـ106 في مدرسة المشاة، وهي مدافع للتدريب، وكان الجيش حشد كل شيء كما ذكرت لذلك وتم انزال هذه المدافع وشاركت في المعركة، لكن لم يكن لديهم وسائط إسعاف، فبدأ جميل الشمايله ونقلني من مكان إلى مكان، وبدأ يحاول الإتصال، فكان الإتصال بالأخ محمد الحنيان الذي جاء وعندما وقف عند رأسي كنت ولله الحمد مستيقظا، فوقف فوق رأسي وقال: «فاضل.. والله لآخذ بثأرك».. وفعلا بعد قليل خرجت طلقة وإذا بنفس الشخص يقول «والله حريق الوالدين دمرها».. ودمر محمد حنيان ثلاث دبابات.

*مجمل العشق:
إذا.. هم شهداء الأردن، فلهم ولمن سبقهم ومن تلاهم من الشهداء، يليق الكبرياء، على ما منحوا أرواحهم من أجله، وكما قال شاعر الدولة والوطن حيدر محمود في قصيدة "هذا هو الأردن":
هذي النُّجودُ مِنَ الزنود رمالُها والأوفياءُ الطّيبّونَ: رِجالُها العادياتُ: خيولُها، لم تَفْترِقْ عَنْ ساحِها.. والصّابراتُ: جِمالُها! صَحْراءُ.. إلاّ أَنّ سَعْفَ نَخيلهِا قُضُبٌ.. يَعزُّ على الدّخيلِ مَنالُها وفقيرةٌ.. لكنّ يابِسَ شيحهِا لا الأرضُ تَعْدِلُهُ، ولا أموالُها!..
حفظ الله الوطن وقيادتهِ وجيشهِ وأجهزته الأمنية وكل مكوناتهِ.. ولأرواح شهداء الكرامة سلام، ولقواتنا المسلحة الباسلة في عطر الذكرى وعد ورايات عالية الطيب والنبل والبهي من زهر الكلام، وسحائب الخير في الغمام.
Kreshan35@yahoo.com