تتفاقم مشاكل المستعمرة الداخلية، بزيادة فجوة الخلاف والصراعات غير المسلحة بين قوى المجتمع الإسرائيلي، بين قوى التطرف اليميني مع التشدد الديني من طرف وقوى اليمين الوسطي مع باقي مكونات التيارات السياسية من طرف آخر.
وتزداد صلابة وإنحيازات المجتمع العربي الفلسطيني، مع بعضه البعض في مواجهة سياسات المستعمرة العنصرية، سواء في مناطق 48 أو مناطق 67، رغم الخلافات البينية بين الأحزاب والقوى الفلسطينية في المنطقتين.
وتتراجع مكانة المستعمرة على المستوى الدولي رغم ما أحرزته خلال السنوات القليلة السابقة من اختراقات تطبيعية مع بعض البلدان العربية.
وتتقدم التباينات والأولويات بين واشنطن من جهة وقيادة المستعمرة المتطرفة من جهة أخرى، حيث تجد واشنطن أن الأولوية بالنسبة لها إبراز الاجتياح الروسي لأوكرانيا سياسياً وإعلامياً، مع العمل على إطفاء الاشتعالات الساخنة في أي مكان في العالم، حتى لا تطغى على ما يجري في أوكرانيا، ولهذا تطالب الولايات المتحدة بالتهدئة في فلسطين، وتجميد الإجراءات الاستفزازية الطاغية.
قد تكون الأحداث الاحتجاجية داخل المستعمرة هي الأكثر بروزاً حيث تتواصل للأسبوع العاشر على التوالي، وتتسع الشرائح المشاركة وبدأت تأخذ منحنى خطر من قبل ضباط الاحتياط وهو بمثابة عصيان وتمرد غير مسبوق بهذا الشكل، وبهذا الحجم، كما بدأت القوى السياسية الفلسطينية وأعضاء الكنيست، بالمشاركة بعد التردد الذي أصابها على قاعدة «البطيخ يُكسّر بعضه» لترفع شعار المشاركة، والمساهمة في الاحتجاجات، مع الحرص على رفع الشعارات الفلسطينية وخاصة «لا ديمقراطية في ظل الاحتلال أو مع الاحتلال» وهو شعار قد يكون مقبولاً أو جاذباً لدى شرائح إسرائيلية يسارية ومتوسطة، حيث إن أغلبية المحتجين لا يعطون أهمية لما يجري في فلسطين، لأن قوى المعارضة الرسمية من نواب الكنيست: يائير لبيد وبيني غانتس وليبرمان، هُم أصلاً ينتمون لمعسكر اليمين، وإن كانوا أقل تطرفاً وأكثر اعتدالاً من أطراف التحالف الحكومي وقيادة أحزابه الأربعة: نتنياهو، أريه درعي، موشيه غفني، مع بن غفير وسموترتش.
راهنت المستعمرة على نجاح إدارة واشنطن لتحقيق اختراق سعى وتلهف له نتنياهو يتمثل بكسر حاجز القطيعة مع العربية السعودية وتطبيع العلاقات مع الرياض، ولكن ظنه وتطلعاته أصابها الإحباط والفشل، حيث فشلت الإدارة الأميركية في تحقيق رغبة وجموح نتنياهو، بل سارت الأحداث بعكس ما يتمنى ويتطلع.
ليبرمان وصف وضع المستعمرة بدقة قوله: «إسرائيل تنهار من الداخل، وأصبحت معزولة عن الخارج» واتهم نتنياهو وفريقه وتحالفه أنه أوصل المستعمرة إلى وضع لم تشهده من قبل، وختم بقوله: «نحن على منحدر زلق وخطير للغاية، وعلى نتنياهو تحمل المسؤولية والاستقالة».
الفلسطينيون وقيادتهم سواء في 48 أو في 67 عليهم أن تنتابهم اليقظة الوطنية ويضعوا الأولويات في حساباتهم وأولوياتهم يجب أن تكون: الوحدة والتحالف والائتلاف في مناطق 48 عبر لجنة المتابعة، وفي 67 عبر مؤسسات منظمة التحرير وأداتها السلطة الفلسطينية.