النسخة الكاملة

حزب وطني جديد

الخميس-2023-03-12 09:27 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة 

سعدت بنيل الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني، النصاب القانوني لعقد مؤتمره الأول امس الجمعة 10 آذار 2023، نظراً للمواصفات التي يتمتع بها عن العديد من الأحزاب السياسية الأردنية، التقليدية منها، أو حديثة التكوين.

فالأحزاب التقليدية العقائدية أو شبه العقائدية بتوجهاتها الفكرية الثلاثة: 1- القومية، 2- اليسارية، 3- الإسلامية، وهي خمسة أحزاب قومية ويسارية: 1- حزب البعث العربي الاشتراكي وخلفيته امتداد لقيادة صدام حسين، 2- حزب البعث التقدمي وخلفيته حافظ الأسد، 3- الحزب الشيوعي الأردني وخلفيته تراث الحركة الشيوعية، 4- حزب الشعب الديمقراطي الأردني حليف وامتداد للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، 5- حزب الوحدة الشعبية حليف وامتداد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

والإسلامية حزب جبهة العمل الإسلامي ومرجعيته حركة الإخوان المسلمين.

الأحزاب الستة، تقليدية، تكيفت مع كل التحولات السياسية في بلادنا، مع بداية التسعينات، باستعادة شعبنا لحقوقه الدستورية المعطلة لعشرات السنين، طوال مرحلة العهد العرفي بعد عام 1957، وتم ترخيصها مع نهاية العام 1991، وها هي تعمل على التكيف مع العهد الجديد وفق خلاصات اللجنة الملكية وخياراتها الإصلاحية على الصعيد السياسي، 2023.

أحزاب عديدة تشكلت، حديثاً، لديها طموحات ورغبة في التكيف، مع قانوني الأحزاب والانتخابات، وهي نقلة نوعية، يتطلع لها الأردنيون، أساسها أن الأحزاب ستكون بوابة الوصول إلى مؤسسات صنع القرار.

خلال السنوات الماضية، كان الوصول إلى: الوزارة والنيابة والأعيان، وانتخابات المجالس البلدية ومجالس المحافظات عبر العائلة والعشيرة والنفوذ الجهوي، وهي مفاتيح قد تتقلص ويتراجع دورها تدريجياً، ليحل مكانها الانتماء الحزبي، والنشاط السياسي، وتحت عناوينه أيضاً تدريجياً سيصل الأردني إلى تطلعاته نحو مواقع صنع القرار.

الحزب الديمقراطي الاجتماعي، تطمح قياداته ليكون أداة الحضور والتغيير لأنه يملك خبرة التقليديين، حيث أن قياداته اكتسبت الخبرة التنظيمية مع بداية حياتها الحزبية عبر الأحزاب اليسارية، ولديها الرغبة والعمل والشراكة بعيداً عن الادعاء بالمعارضة، بل تسعى نحو التكيف مع المعطيات الجديدة، ولهذا فهو يحمل مواصفات التقليديين ومواصفات حديثي الولادة.

لدينا الآن ثلاث محطات انتخابية عامة: أولها الانتخابات المحلية لمجالس البلديات ونتاجها في غاية الأهمية لأن القائد السياسي غالباً تظهر مواهبه هناك من وسط عائلته وجيرانه وأهل بلده، وثانيها انتخابات مجالس المحافظات حيث يرتقي المرشح نحو توسيع جبهة معارفه ونشاطه على قاعدة التحالف مع الآخرين، وصولاً إلى المحطة الثالثة انتخابات مجلس النواب على المستوى الوطني والدائرة الوطنية الواسعة التي تشمل قاعدتها الانتخابية كافة الأردنيين.

الحزب السياسي يجب أن يضع برنامجه على هذا الأساس في الإنخراط بالانتخابات بمحطاتها الثلاث حتى يتحول حقاً إلى حزب وطني عابر للتعددية والمحافظات وسائر الأردنيين، والحزب الديمقراطي الاجتماعي يضع نفسه نموذجاً في هذا العنوان، وهذا الطموح.