النسخة الكاملة

الراحل مصطفى القيسي وحكومة فلسطين في المنفى !

الخميس-2023-02-19 12:17 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص 

في تسعينيات القرن الماضي ، كان يعيش في العاصمة الروسية موسكو مواطن أردني يعمل طبيبا ، ولا أعلم كيف لمعت الفكرة في رأس هذا المواطن من خلال إقدامه على تأسيس ما يسمى ( حكومة فلسطين في المنفى ) وإصدار صحيفة أسبوعية تحمل إسم .. القدس .

كرّس هذا الشخص تلك الصحيفة للهجوم الدائم على الأردن والملك حسين والحكومات الأردنية ، والهجوم كذلك على ياسر عرفات ومنظمة التحرير ، كان يعيش حالة من التناقض وربما الإنفصام ، ولكن في لحظة ما تذكّر هذا الشخص بأن كل ما قام ويقوم به كان خطيئة كبرى بحق الوطن والملك .

قرر العودة إلى الأردن ، بعد أن أغلق الحكومة والصحيفة ، وفي مطار الملكة علياء جرى اعتقاله من قبل دائرة المخابرات ، وكان حينها الحاج المرحوم مصطفى القيسي مديرا لها.  
بدأ أهل هذا المواطن وفي نفس يوم اعتقاله محاولات الوساطة للإفراج عنه ، حيث تمكن شخص ذو نفوذ من التواصل مع الدائرة وترتيب موعد مع الباشا القيسي الساعة العاشرة صباح اليوم التالي .

وبالفعل جرى اللقاء ، حيث أشار الوسيط بأن هذا المواطن العائد من موسكو قد شعر بخطورة ما قام به سابقا ، وما عودته إلّا اعترافا بذنبه ، راجيا العمل على إطلاق سراحه ، فكان ردّ القيسي بأنّ التحقيق معه قد يستمر لثلاثة أيام وبعدها رؤية ما يمكن عمله .
ا
لوسيط أكّد مرّة أخرى بالقول .. ياسيدي ؛ التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والرجل اعترف وتاب ، ماذا بقي بعد كل هذا يا أبا مازن ؟

القيسي ردّ .. بعد ثلاثة أيام سنفرج عنه .. تكرم عينك !
الوسيط تمنى على الباشا التحقيق معه بسرعة وإطلاق سراحه ، فمسألة التحقيق قد لا تستغرق أكثر من ساعتين .
الباشا القيسي ، رحمه الله ، كان مدركا توبة الرجل ، ولكنه كان يرغب بما يشبه ( قرصة الأذن ) ، ثمّ أكّد للوسيط بأن الإفراج عنه سيكون يوم غد ، غير أن الوسيط قد طمع بكرم الباشا القيسي ، وأخيرا ، وأمام إلحاح الوسيط ، طلب القيسي بأن يأتي أهله مع نهاية الدوام لاستلامه .

رحم الله الحاج مصطفى القيسي الذي كان دوما كبيرا ، ويدرك بأن اولئك الذين يرون في أنفسهم معارضة خارجية ليسوا سوى فئة قليلة من السهل استيعابها بعد أن تدرك بأن ما فعلته بحق الوطن كان ضربا من الشطحات التي لا تسمن ولا تغني ، فالأردن يستوعب كل أبنائه دائما .