جفرا نيوز -
جفرا نيوز|خاص
رغم أن جلسات تمرير موازنة الدولة الأردنية لعام 2023 كان من الممكن أن تكون "مفخخة بالشعبويات"، و"تسجيل المواقف"، إلا أن رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي كان قد أعدّ العدة بـذكاء يُحْسَب له لـ"إبطال الصوت العالي"، و"إجهاض الشعبويات" بطريقة مليئة بالحزم والاحترام والمرونة، وهو أداء رفيع وصفته انطباعات وآراء بأنه "جديد على الساحة البرلمانية، إذ لم يخرج أي نائب "غاضب أو حردان"، لكن في المقابل استطاع الصفدي أن يمنع العديد من النواب من "الشعبويات".
وفي جلسات المناقشة التي شهدت مرورا سالما للآراء والانتقادات، فقد لوحظ أن الصفدي قد تحدث بواقعية عن غياب رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة عن جلسة الاستماع لانشغاله بمهمة حكومية خاصة، إذ دافع الصفدي بقوة عن جواز غياب الرئيس ما دام الحكومة ممثلة بوزير أو أكثر في الجلسة، إذ قال الصفدي لنواب اعترضوا على غياب الخصاونة إن البرلمان يعمل ويُشرّع من أجل الشعب، وليس من أجل الحكومة، الأمر الذي دفع العديد من النواب إلى تغيير آرائهم وإلقاء كلماتهم، حيث تواجد وزير المالية وهو الوزير الأول المعني بالاستماع إلى "ملاحظات الموازنة" قبل تمريرها.
ومنذ أن أصبح رئيسا لمجلس النواب، فإن أحمد الصفدي قد أظهر قدرات سياسية وإدارية لافتة فوق منصة الرئاسة، واستطاع أن يسحب صواعق التفجير البرلمانية في أكثر من مناسبة وجلسة، كما أن الصفدي لم يضطر حتى الآن إلى الاشتباك مع أي من النواب من منصة الرئاسة، بل استطاع بحرفية احتواء الجميع، فيما فتح قنوات اتصال مع الحكومة من أجل "تسليك الطرق" بين الوزراء والنواب في حال تراكمت أي عوائق مستقبلية من شأنها أن تدفع الحكومة والبرلمان للتشنج والتنافر.