النسخة الكاملة

الحرس الشركسي في خدمة العائلة المالكة في الأردن منذ قرن

الخميس-2023-02-14 03:26 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عندما وصل الملك عبدالله الأول بن الحسين إلى عمان لأول مرة عام 1921، استقبلته مجموعة مؤلفة من 40 فارسا شركسيا وتطوعوا لحراسته.

كانوا يعيشون في خيام تحيط ببيت الملك الراحل أمام المدرج الروماني، وكانت المجموعة مسؤولة عن أمن الشريف عبدالله الأول وحراسته على مدار الساعة، بحسب الرائد هيثم البيطار حق مساعد قائد الحرس الشركسي.

وعن تاريخ الحرس الشركسي يروي الرائد البيطار حق، قائلا "تميزت بدايات تأسيس إمارة شرق الأردن بالفوضى والاضطرابات بعد انسحاب القوات العثمانية منها، وهو ما أوجد فراغا سياسيا وأمنيا، وعند قدوم الشريف عبدالله إلى عمان سنة 1920 فرح الشركس ورحبوا به واستقبلوه بحفاوة كبيرة لكونه من سلالة الرسول الكريم الأكرم، وقد أقام الشريف في بيت مقابل المدرج الروماني وأقام مرافقوه في خيم في ساحة المدرج.

مهام وواجبات حرس الشرف الشركسي مكان تواجد الملك وولي العهد أو نائب الملك في المكاتب والقصور الملكية

كان الشركس يشكلون أكثرية سكان عمان في ذلك الوقت، فاجتمعوا وقرروا أن يقوموا بحراسة الشريف، فخصصوا له عشرين شابا باللباس الشركسي لحراسته، يتناوبون الحراسة نهارا وليلا خوفا من أن يمس الشريف أي سوء أو غدر وهو بجيرتهم.

عندما رأى الشريف الحرس الشركسي قال لكبار الشركس إنه لا يستطيع في الوقت الحالي أن يدفع لهم أي رواتب أو نفقات، فردوا عليه أن  ما يقومون هو حراسته كواجب عليهم، وأنهم لا يرغبون بأي رواتب أو نفقات، وأن غايتهم فقط هي حمايته من أي سوء قد يصيبه أو من أي غدر قد يطوله.

ومع تقدير الملك الراحل للفرسان، أصدر مرسوما ملكيا لإعلانهم حراس شرف بعد ستة أشهر.

وكان الفرسان الشركس يقفون على باب المنزل وفي ساحته وعلى سطحه ولا يسمحون بدخول أي مسلح إلى داخل المنزل، كانوا يقفون اثنى عشر ساعة دون كلل أو ملل أو تعب في حر الصيف وبرد الشتاء، ويرافقون الملك مثل ظله في ذهابه وإيابه.

وبالنسبة لطعام أفراد الحرس في بداية التأسيس، خصص زعماء الشركس يوما لكل عائلة شركسية في عمان لإطعامهم، حيث كان الأطفال يوصلون الطعام إلى الفرسان الذين يتناول خمسة منهم الطعام، بينما ينتظر الخمسة الآخرون دورهم لتناوله، وكانت مدة الغداء نصف ساعة لكل منهما.

وشاهد الشريف عبدالله صلابة وشدة هؤلاء الشباب وإخلاصهم وقيامهم بواجبهم في الحر الشديد والبرد القارس، وهذا ما لفت انتباهه وأثار إعجابه بهم، فقرر حين أصبح أميرا أن يبقي عليهم، وكانوا أول من استلم رواتب في إمارة شرق الأردن، وأوصى الأمير بأن يظل الحرس الشركسي في القصور الملكية ما دام الهاشميون يحكمون الأردن.

ويرتدي أفراد الحرس إلى اليوم الزي الشركسي التقليدي، ويشتهرون بسيوفهم وخيولهم، في تقليد ورثوه عن أسلافهم.

PreviousNext
وقال الرائد البيطار حق "الخيل والسيف جزء لا يتجزأ من حياة الشركس ككل، فلقد كانوا فرسانا محاربين، الآن يتدربون في دورات عسكرية، ويتعلمون مختلف مهارات القتال والرماية الضرورية، ولا تكتمل روح الحرس الشركسي إلا باكتمال وجود الخيل والسيف”.

وقال غازي بلال قاسم، القائد السابق للحرس الشركسي، "أُعجب الراحل الملك عبدالله الأول بهم كثيرا، فقال لهم ابقوا كما أنتم الآن بمناطق عمان وضواحي عمان ووسط البلد، بعد ستة أشهر قرر أن يصبحوا الحرس الأميري الخاص، منذ ذلك الوقت أي من سنة 1921 وإلى الآن يقومون وحدهم بمهمة الحراسة الشرفية للعائلة الملكية”.

وبعد أكثر من مئة عام، لا يزال الفرسان الشركس يحرسون العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أو ولي العهد، أو نائب الملك، عندما يكونون في القصور الملكية أو المكاتب الحكومية، ويبرز دورهم بشكل أساسي في المراسم والاحتفالات.

وقال المقدم أيمن يعقوب، قائد حرس الشرف الشركسي، "مهام وواجبات حرس الشرف الشركسي مكان تواجد الملك وولي العهد أو نائب الملك في المكاتب والقصور الملكية”.