النسخة الكاملة

استمرار البحث عن ناجين بعد الزلزال في تركيا وسوريا والوقت يضيق

الخميس-2023-02-08 06:49 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بدأ الوقت يضيق أمام عناصر الإنقاذ في محاولتهم العثور على ناجين في تركيا وسوريا الأربعاء بعد يومين على زلزال مروع يواصل عدد ضحاياه الارتفاع وتجاوز 9600 وفاة.

وفي أجواء البرد القارس، يواصل عناصر الإغاثة سباقهم مع الزمن لمحاولة إنقاذ الناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات وضرب فجر الاثنين جنوب شرق تركيا وسوريا المجاورة.

ويؤدي سوء الأحوال الجوية إلى تعقيد عمليات الإنقاذ. وحذر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الثلاثاء من أن الساعات الـ48 المقبلة ستكون "حاسمة" للعثور على ناجين.

ويزدحم الطريق المؤدي إلى مدينة أنطاكية التركية في محافظة هاتاي المتضررة خصوصا، بشاحنات الإغاثة ومعدات البناء وسيارات الإسعاف إلى جانب السيارات الخاصة لأفراد فارين.

المدينة مدمرة بالكامل وغارقة في سحابة كثيفة من الغبار بسبب الآليات العاملة في إزالة الأنقاض.

وعلى مد النظر، مبان منهارة كليا أو جزئيا. وحتى تلك الصامدة تبدو متصدعة بشدة ولا يجرؤ أحد على البقاء فيها. ويقول السكان "أنطاكية انتهت".

في غازي عنتاب القريبة جدا من مركز الزلزال، قالت سيدة من السكان إنها فقدت الأمل في العثور على خالتها العالقة تحت الأنقاض، على قيد الحياة. وأضافت "فات الأوان. الآن نحن ننتظر موتانا".

وبدأت المساعدات الدولية الوصول إلى تركيا حيث أعلن حداد وطني مدة سبعة أيام. وبلغ عدد الوفيات حتى الآن 7108 أشخاص فيما يعتبر أسوأ حصيلة تسجل في تركيا منذ 1999 عندما لقي 17 ألف شخص حتفهم بينهم ألف في إسطنبول.

في سوريا، بلغت حصيلة الوفيات 2547 شخصا حتى الآن. ويتوقع أن يرتفع عدد القتلى بشكل كبير إذ ما زال مئات الأشخاص عالقين تحت الأنقاض بحسب الخوذ البيضاء (متطوعو الدفاع المدني) في مناطق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.

- "أين الدولة؟" -

على جانبي الحدود التركية السورية، يجري العمل على محاولة إنقاذ الأرواح. في جنديرس على الجانب السوري، انتشلت رضيعة حديثة الولادة من تحت الأنقاض. وكانت هذه الفتاة الصغيرة لا تزال متصلة بالحبل السري بوالدتها التي لقيت حتفها مثل جميع أفراد الأسرة الآخرين.

وقال خليل سوادي أحد أفراد الأسرة لوكالة فرانس برس الثلاثاء "سمعنا صوتا بينما كنا نحفر (...) نظفنا ووجدنا هذه الطفلة الصغيرة" التي نقلت إلى المستشفى وحالتها مستقرة، حسبما صرح طبيب لوكالة فرانس برس.

لكن الأوان فات بالنسبة لإيرماك (15 عاما) فيما كان والده مسعود هانغر يضم بصمت ابنته الميتة التي انتشلت من تحت أنقاض مبنى في كهرمان مرعش. ولم تصل أية مساعدة الثلاثاء إلى هذه المدينة المدمرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة وتغطيها الثلوج.

وتساءل علي "أين الدولة؟ أين هي؟ (...) مر يومان ولم نر أحدًا. (...) تجمد الأطفال حتى الموت"، مؤكدا أنه هو أيضا ينتظر تعزيزات وما زال يأمل في رؤية شقيقه وابن أخيه العالقين تحت أنقاض المبنى الذي يقيمان فيه.

في مدينة صوران شمال سوريا سقط محمود بريمو على ركبتيه أمام أنقاض منزله. وعلى مسافة غير بعيدة، تشهد القبة الرمادية على وجود مسجد هناك. وقال "سنوات من الحرب لم تدمرنا بهذه الطريقة". وأضاف "خسرنا كل شيء في لحظة. دمرنا بالكامل".

وخوفا من العودة إلى ديارهم لجأ ناجون إلى مطار غازي عنتاب التركي.

وقال زاهد سوتكو الذي فر من شقته مع طفليه الصغيرين متسائلا إن "حياتنا الآن تتسم بعدم اليقين. كيف سأعتني بهؤلاء الأطفال؟".

من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن 23 مليون شخص "قد يكونون تضرروا بالزلزال بما في ذلك قرابة خمسة ملايين شخص في وضع ضعف".

- مساعدات دولية -

وصلت الفرق الأجنبية الأولى من عمال الإنقاذ الثلاثاء.

وقال الرئيس التركي الذي أعلن حالة الطوارئ مدة ثلاثة أشهر في المحافظات العشرة المتضررة من الزلزال، إن 45 دولة عرضت مساعدتها.

وأعلن الاتحاد الأوروبي حشد 1185 من عمال الإنقاذ و79 من كلاب البحث إلى تركيا من 19 من دوله الأعضاء بينها فرنسا وألمانيا واليونان.

وبالنسبة لسوريا، فإن الاتحاد الأوروبي على اتصال بشركائه في المجال الإنساني على الأرض ويمول عمليات الإغاثة.

ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي بتقديم "كل المساعدة الضرورية أيا تكن". وسيصل اثنان من فرق الإنقاذ إلى تركيا صباح الأربعاء.

وأعلنت الصين الثلاثاء عن إرسال مساعدات بقيمة 5,9 ملايين دولار وعمال إنقاذ متخصصين في المناطق الحضرية وفرق طبية ومعدات طوارئ.

وحتى أوكرانيا أعلنت على الرغم من القصف الروسي إرسال 87 عامل إنقاذ إلى تركيا.

وسيّر الأردن خلال يومي الثلاثاء والأربعاء 5 طائرات إغاثية إلى سوريا وتركيا محملة بمعدات إنقاذ وخيام ومواد لوجستية وطبية ومساعدات إغاثية وغذائية ومنقذين أردنيين من فريق البحث والإنقاذ الدولي، وأطباء من الخدمات الطبية الملكية.

وتعهدت الإمارات العربية المتحدة بتقديم مساعدات بقيمة مئة مليون دولار بينما أعلنت السعودية التي لا تربطها أي علاقات بالحكومة السورية منذ 2012 عن جسر جوي لمساعدة السكان المتضررين في كلا البلدين.

لكن في سوريا، استجابت روسيا لنداء أطلقته السلطات في دمشق. وقال الجيش إن أكثر من 300 جندي روسي موجودون بالفعل في الموقع للمساعدة في الإغاثة.

أكدت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها تعمل مع منظمات غير حكومية محلية في سوريا لمساعدة ضحايا الزلزال. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين للصحافيين "في سوريا نفسها لدينا شركاء إنسانيون تمولهم الولايات المتحدة ويقدمون مساعدات لإنقاذ حياة" المتضررين.

وأضاف "نحن مصممون على تقديم هذه المساعدة من أجل مساعدة الشعب السوري على تجاوز هذه المحنة"، مشددا على أن "هذه الأموال ستذهب بالطبع إلى الشعب السوري وليس إلى الحكومة" في دمشق.

وضرب الزلزال باب الهوى المعبر شبه الوحيد لجميع المساعدات الإنسانية إلى مناطق المعارضة في سوريا المرسلة من تركيا، حسب الأمم المتحدة.

ودعا الهلال الأحمر السوري الذي يعمل في المناطق الحكومية، الاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات المفروضة على دمشق.

أ ف ب