النسخة الكاملة

هل سَنشهد توقيع سَيدة على ورقة النقد الأردنية يوماً ما؟

الخميس-2023-02-05 01:51 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص 

تَناقلت المَواقع الإخبارية الإلكترونية الأسبوعَ المَاضي، خبرَ تعيينِ السّيدة صوفيا الرزوق مُساعداً لمُديرِ عامِ بنك الإستثمار العَربي الأردني AJIB وبطبيعةِ الحال فإنّ هذا القرار صدرَ عَن رئيس مَجلس إدارة البَنك السّيد هاني القاضي وأعضاء مَجلس الإدارة وبحسبِ الأصول المَعمولِ بها حَصل القرار على مُوافقة البنك المَركزي الأردني. 

إلى هُنا فإنّ هَكذا خُطوة تُضاف لصالحِ بنك AJIB وحتى للقِطاع المَصرفي الأردني عُموماً، هُناكَ ثِقة تُعطى للمَرأة لأنها تستطيع إثبات مَقدرتها الإدارية عِندما تتوفر البيئة البنكية العَصرية، إلى جانب النّموذج المَصرفي العَالمي  Universal Banking Model المُمتد لمَساحات واسِعة من الخدمات والحُلول والأعمال المَصرفية ولا يكتمل بَعيداً عن حُضور المرأة فيه، وهي القادِرة على تحمُلِ المَسؤوليات الكَبيرة، وهذا يُوجِدُ تنافُساً إيجابياً في سُوق العَمل المَالي والمَصرفي والصّيرفي مَع الرجل، خاصةً وأن السّيدة الأردنية تجاوزت خِبرتها فيهِ الـ 70 عَاماً تقريباً عِندما دَخلت قِطاع البُنوك مُنذ خَمسينيات القرن المَاضي ومُمكن قبل ذلك حتى.

بحَسب دِراسة نُشرت قبلَ 5 سَنوات تقريباً، قدمَها مُنتدى الإستراتيجيات الأردني خَلُصت نتائِجها حَول نِسبةِ إنخراط المَرأة العامِلة في الأردن في قطاع البنوك ب 35% وفي بعض البنوك تتواجد المرأة بنسبةٍ أكبر، وعَام 2019 نشرت (تضامن) جمعية مَعهد تضامن النساء الأردني بأن نسبة الإناث العاملات في البنوك هي 34% والعام المَاضي أطلقت جَمعية البنوك في الأردن مِنصة تشارُكِية All On Board لتمكين السيدات القادرات والمُؤهلات لأدوار إدارية عُليا وقيادِية ولتَقليل حَجم الفجوة الجَندرية كما وضعوا أهدافاً لعام 2024 جُلها دَعم تمثيل المرأة في المَجالس الإدارية للبُنوك.

بشكلٍ أو بآخر فإن نِسبة تَواجد المَرأة في أي قِطاع مُؤشر على إستقراره، ولو توفرت دِراسة حَول مُتوسط سَنوات عَمل السّيدات في البنوك الأردنية قد نجدها الأعلى بينَ القِطاعات، فالقِطاع المَصرفي الأردني يَتميز بالثبات والإستقرار كما هُو سَريع التّطور والنُمو وكان ومازال خياراً للسّيدة الأردنية.


التشكيلات الوزارية الحُكومية وفي أكثر مِن مَرة كانت تلجأ لأسماء سَيدات برَزن في القِطاع البَنكي أو المالي أو الإقتصادي أمثال صاحبات المعالي سُهير العلي وناديا السعيد وهالة لطوف ومَها البهو وزينة طوقان وخلود السقاف، أيضاً بَرزت شخصيات نِسائية بَنكية قِيادية مِثل سيمونا سابيلا ودينا شومان ورندة الصادق ورنا الصناع ونور جرار وغادة فرحان وريم العسعس ومها عبابنة ودانة جرادات، ومن هذه الأسماء الواردة التي تجاوزت خبراتها القطاع المَصرفي المَحلي الى الإقليمي والعالمي ومنَ الجَدير ذِكره أن الأسماء أعلاه هي أمثلة وليست من باب الحصر ومن المُؤكد أن هناك أسماء أخرى لا تقلُ أهمية.  

بنك AJIB الذي نجحَ في الإستِحواذ على أعمال بنك HSBC في الأردن وحَافظ على وظائِف مُوظفيه وخدمات عُملائه في واحدة من أكبر وأنجح عَمليات الدمج البنكية في المَنطقة، وكرر هذا مع بنك الكويت الوطني، يأخذ قراراً ليُضيف وعلى الأغلب لأولِ مرة إسم سيدة، صوفيا الرزوق التي أنهت 20 عاماً من الخبرةِ العَملية البنكية المُنوعة وتحملُ درجة الماجستير من الجامعةِ الأردنية، إلى القائِمة أعلاه من الأسماء البنكية النسائية.

في مَشهدٍ آخر، بعدَ كُل النجاحات التي حَققهتها البُنوك الأردنية والأجنبية في الأردن وتقدُم مُستوى الخَدمات والإستثمارات البنكية، ومنذُ أن بدأ مَجلس النقد الأردني عام 1950 لم نَرى إسم سَيدة بينَ أسماء مُحافظي البَنك المَركزي الثمانية الذين حَازوا على هذا المَنصب، هل سنشهد توقيع سَيدة على ورقة النقد الأردنية كمُحافظ يوماً ما؟