النسخة الكاملة

الرواية الأردنية حول زيارة "نتنياهو" : كانت محصلة للإلحاح ورغبته الشخصية

الخميس-2023-01-25 02:18 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - تشير مصادر رسمية  إلى أن  زيارة نتنياهو المفاجأة الى عمان ظهر أمس الثلاثاء كانت محصلة للإلحاح ورغبته الشخصية بتنفيذ هذه الزيارة أكثر من كونها نتيجة لضغوط أمريكية وأن كان الجانب الامريكي يساند ويدعم معالجة تهدئة بين الأردن و حكومة نتنياهو  وإسرائيل عموما بعد أزمة  الوصاية والمسجد الأقصى التي تسبب بها الوزير ايتمار بني غفير.

ويبدو ان وزير الخارجية الأردني أيمن صفدي وبعد حضوره لمباحثات نتنياهو تقدم بإيجاز وملخص غير مباشر في جلسة خاصة عقدت بأحد مراكز الدراسات في عمان العاصمة عصر الثلاثاء.

وبهذا المعنى تحدثت الرواية الرسمية الاردنية عن رغبة وإلحاح نتنياهو على تنفيذ تلك الزيارة التي لم يعرف الكثير عن تفاصيل المباحثات أو المشاورات التي عرضت خلالها .

وقد بدأ الجانب الاردني مهتم بالإشارة الى ان حسابات عزلة نتنياهو وأزمته الداخلية وعزلته الدولية معزولة عن الزيارة او عن استقباله الرسمي و الملكي في عمان العاصمة بالرغم من كل التأويلات والتكهنات التي يمكن أن ترافق مثل هذه الزيارة وقد فجرت عمليا خلاقات واسعة داخل تيارات الاردنيين السياسية حيث انها زيارة مرفوضة شعبيا .

وهي الأولى  لنتنياهو الذي يتعرض لضغط وعزلة دوليين وازمة  داخلية حادة وحتى و حيث اعترض الكثير من الصالونات والاوساط السياسية على اي خدمات يمكن ان يقدمها الاردن حتى ولو من باب استقبال نتنياهو الاسرائيلي اليميني المتطرف في عمان. كما اعترضت على تقديم اي مساعدة  سياسية له وان كان الاردن بطبيعة الحال ليس بصدد  تقديم المساعدة بقدر ما هو بصدد اجراء حسابات دقيقة في اطار مصالحه.

وفي الرواية نفسها تأكيد على ان ما سمعه نتنياهو من زاوية اردنية في محطته بالعاصمة الاردنية هو تماما  موقف الاردن ازاء القضايا المطروحة .

وثمة  من أشار على صعيد تسريب المعلومات إلى ان نتنياهو سمع الموقف الأردني من القضايا و الملفات الأساسية لكنه التزم وابلغ بالتزامه باتفاقية 2015 بخصوص الوصاية الاردنية .

وهذا  يعني ان الجزء الاهم من زيارته ورغبته في زيارة عمان له علاقة باحتواء الخلافات والتصدعات والازمة مع الاردن تحديدا وعنوانها القدس والمسجد الاقصى .

ومحاولة الاسرائيليين تفكيك الوصاية الهاشمية وهنا أبلغ نتنياهو استعداد حكومته لممارسة اقصى طاقات  الالتزام بما اتفق عليه عام 2015 مع الجانب الاردني اضافة الى ان الزيارة تضمن الدعوة الى المفاوضات والعودة لها بأسرع وقت ممكن والتحذير من اجواء معاكسة للتهدئة في الاراضي المحتلة .

ووقف  عمليات التنكيل  بالفلسطينيين وتعذيبهم مع التركيز على ان السلام الاقتصادي ليس بديلا اطلاقا عن الافق السياسي وهو ما سمعه حسب مصادر مختصة ورسمية نتنياهو في عمان.

وبوضوح شديد لم تقدم رواية اردنية رسمية متكاملة لتفاصيل وكواليس هذه الزيارة او ما اتفق عليه.
 لكن الانطباع  سياسيا ودبلوماسيا واضح بان نتنياهو يرغب بزيارة للولايات المتحدة قريبا على امل اعادة تأهيل حكومته اليمينية التي تتخذ ادارة الرئيس جو بايدن منها موقفا سلبيا .

والبدء بتدشين مرحلة لتفكيك العزلة  الدولية ومن هنا تكتسب زيارته الى عمان اهمية خاصة فالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ايضا في طريقه الى واشنطن بعد جولة لعدة دول يعتقد انها ستبدأ الاسبوع المقبل.
 وبرنامج الملك الاردني يتضمن مخاطبة الكونغرس مرة اخرى.

 وبالتالي نتنياهو يعلم بان البصمة الاردنية مهمة خصوصا في الكونغرس الامريكي والمؤسسات الامريكية واغلب  التقدير انه حضر الى عمان املا في الاستفادة وتحقيق مكاسب دبلوماسية على طريقة او بصيغة تحقيق جرعة من تخفيف الضغط الاردني  في المحافل الدولية .

وهو أمر ان كان في التحليل صحيحا وفي القراءة يعني ان عمان استطاعت  احداث فارق في المجتمع الدولي في حملتها ضد اجراءات وممارسة حكومة نتنياهو الاخيرة في ملف القدس على اقل تعديل  لكنه بعد تصريحات بن غفير الأربعاء فارق يبدو انه على مقدار شخص نتنياهو.

ومن المرجح ان نتنياهو يخطط لدفع ثمن سياسي من اي صنف للأردنيين اذا ما فكر في الاستثمار بتهدئة إندفاعهم في المجتمع الدولي خصوصا في ظل التقارير التي تقترح بان عمان في طريقها  للتركيز على الفصل العنصري الابرتهايد والحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.
 
وفي طريقها للانضمام الى الجهد  الفلسطيني بخصوص محاكمات دولية و بموجب القوانين الدولية وهو امر يعتقد بانه اخر ما يمكن لنتنياهو  ان يحتاجه.

 رأي اليوم- خاص