حينما تتوه حكومة الطراونة بين الاهم والمهم
الخميس-2012-07-19 08:03 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز– كتب اسد بن الفرات
لم يعرف رئيس الوزراء فايز الطراونة كيف يجيب في المقابلة التليفزيونية على رفع اسعار بنزين "اوكتين" 90 كما لم يستطع تبرير تراجعه عن تصريحاته ازاء الوضع السوري اضافة ، الى ان المقابلة برمتها لم يكن فيها شيئا مفيدا غير الحديث الديبلوماسي غير المفهوم ومحاولة الطراونة اظهار حكومته انها داخل مطبخ القرار في الدولة الاردنية.
لكن خان الطراونة تفكيره بأن متابعوه هم من السياسيين الذين يعتبرونه فقيرا بالسياسة بل ويلعب على الهامش تاركا العمق في سبر اغوار السياسة لمخضرمين يعلمون كيف تدار الاردن فيما يتلقى هو التعليمات شأنه شأن اية حكومة منذ عقد من الزمان.
لم يقنعني فايز الطراونة في حديثه وربما لان الاسئلة في معظمها سطحي كانت مبرمجة لكي لا تغضب دولة الرئيس او لان الطراونة لم يستطع الوصول الى قلوب الناس ويصدقون ما يبرره سواء ازاء تحسن الاوضاع في الاردن اقتصاديا او بتعبيره عن المرحلة المقبلة والتي هي مفصلية في عمر الدولة الاردنية.
حديث الطراونة كان كمن يتحدث الى صبية امام بقالة ابو مسعود ويحارجهم ويريهم العين الحمرا وكان غير مقنع ايضا في ايصال رسالة الدولة الى اولئك المحبطين المترقبين قرارا يسجل له في تاريخ حكومتيه الغابرة والحالية لكنه للاسف فشل وربما يعود الفشل لان كاريزما الطراونة المفاوض غابت بعد تسلم سدة الرئاسة لتحل محلها كاريزما الرئيس المحبط اليائس من قادم الايام.
ويبدو ان ملامح الرئيس حال ظهوره تكشف عن خوف وترقب فلم نر الشكيمة القوية التي بدت عليه عندما بدأ تشكيل حكومته والثقة العالية التي كان يتحدث فيها وانما بدت عليه علامات التعب ولسان حاله يقول " مشان الله بدي ارّوح".
الحقيقة ان الرئيس الطراونة فشل كما فشل سابقوه في زرع الثقة بحكومته امام جمهوره من المواطنين وربما لعب عناده ونفاذ صبره وصبر حكومته دورا في فقدان الامل من اصلاح حكومته التي جاءت "فرصة " لن تكرر منح خلالها الطراونة الفرصة الاخيرة لانه ظلم في التوقيت سابقا وفي الوقت ايضا ولم ياخذ فرصته لكنه زرع القناعة في صاحب القرار الان انه كان على حق وان التجربة خير برهان بحكومة تاهت وهي جاثمة في الدوار الرابع .
تاهت بين الملفات وبين المهم والاهم وبين الاصلاح الاقتصادي والسياسي وعلت خلافاتها على السطح لتكون حديث الندماء وفي صالونات السياسة والنميمة.
مطلوب حقيقة من الحكومة موقف واضح براغماتي لاعادة الثقة فيها خاصة وان المنطقة برمتها تمر في ظروف صعبة ويمكن ان تنعكس تأثيراتها على الاردن لا سمح الله.

