النسخة الكاملة

محافظات الجنوب تخطف الأضواء بـ"الهطولات المطرية" من الوسط والشمال.. وخبراء يكشفون لـ "جفرا" الأسباب

الخميس-2023-01-04 12:25 pm
جفرا نيوز -
 جفرا نيوز - احمد الغلاييني 

أثارت التغيرات المناخية في المملكة خلال موسم الشتاء الحالي تساؤلات، خاصةً وان الهطولات المطرية كان تركيزها بشكلٍ كبير على محافظات الجنوب والمناطق الصحراوية والتى كانت في السنوات الماضية لاتذكر، مقارنةً مع محافظات الوسط والشمال.

من جهته بين أمين عام سلطة وادي الأردن السابق سعد أبو حمور، أن وجود كتلة استوائية رطبة من جنوب قارة أسيا هي التي أدت لحدوث ظاهرة تساقط الأمطار في مناطق جنوب المملكة وأثرت بدورها على المملكة العربية السعودية. 

وأضاف قائلًا: "عادةً ما تشكل مثل هذه الكتلة غزارة في الهطول المطري بشكلٍ كبير وعلى فترات في المناطق التي أثرت عليها مما يؤدي لتشكل الفيضانات. 

وتابع أبو حمور،أن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم ومن بينها الاردن، باتت ظاهرةً غريبةً وهي نتيجة عوامل متعددة رصدتها الأبحاث العلمية. 

وأشارإلى أن التغيرات هذه بدأت تؤثر على المملكة بشكلٍ عميق ، حيث أدت إلى وجود صعوبات بتوقع الهطولات المطرية جغرافيًا وهذا ما كان ملحوظًا من عدم دقة النشرات مراكز التبؤات الجوية في الفترة الاخيرة. 

وقال ابو حمور،إن الهطولات التي تركزت في مناطق الجنوب بكمياتٍ كبيرة تم الاستفادة منها بالحصاد المائي واكبر مثال ان سد الوحيدي الذي أسهم في استيعاب كميات كبيرة من تجمعات الأمطار، مما حمى محافظة معان من الفيضانات. 

وتابع قائلاً، إن ن محافظات الجنوب كالطفيلة والكرك لديها سدود كبيرة استوعبت كميات من الامطار بشكلٍ كبير، اما في العقبة تجمعت المياه في البحر. 

ودعا أمين عام سلطة وادي الاردن السابق ،إلى عقد المؤتمرات العلمية وإجراء الدراسات التي يجب أن تضم خبراء في مجال المياه والبيئة لدراسة هذه التغيرات واثرها على المدى المتوسط والبعيد. 

بدوره كشف مدير إدارة الأرصاد الجوية المهندس رائد رافد آل خطاب، عن صعوبة إجراء مقارنات مكثفة وواسعة حول التغيرات الجوية التي حدثت منذ أيام في فترة "المربعانية، مؤكداً أن الأرصاد لديها أرشيفًا مناخيًا طويلًا يصل إلى 100 عام لبيانات الطقس وعناصره‘ حيث ستجري مقارناتها ليتم على إثرها التأكد من أن هذه السلوكيات للأنظمة الجوية ووجود تغيرات مناخية.
  
وقال خطاب، إنه ليس نادرًا ان يأتي البرد بهذا الشكل في فترة المربعينية خاصةً في مناطق الجنوب والصحراوية ،لأنها تعتبر مناخيًا أكثر برودة في مثل هذا الوقت من العام . 

 إلى ذلك وأوضحت دراسة جامعة ستانفورد نشرت قبل سنوات «ان معدلات الهطول في البادية الشرقية التي تشكل 90% من مساحة الأردن اقل من (50-100) ملم/عام اما في المناطق الشمالية الغربية فالمعدل العام أكثر من (300)ملم/عام.

واعتمدت جامعة ستانفورد الامريكية في دراستها على تحليل أحدث البيانات المطرية اشتملت قراءات يومية من (58) محطة مناخية في المنطقة الغربية ذات الكثافة السكانية العالية والنشاطات الزراعية لفترة تمتد (44) عاماً من ( 1970–2013)، مستخدمة في ذلك التحليل الاحصائي متعدد المتغيرات الذي يستخدم لتحليل المتغيرات المناخية الزمنية واستعمال الاختبارات اللاعلمية لانها تستند على عدد اقل من الفرضيات.

وتضمنت الدراسة تحديد الاتجاهات الزمنية والمكانية، وأنماط سقوط الأمطار السنوي، وتباين هطول الأمطار اليومي، ومعامل اختلاف الأمطار اليومي، والحد الأقصى للأمطار اليومي ومعدل هطول الأمطار السنوي.

واشارت الدراسة الى انخفاض في الهطول المطري عن المعدل العام خلال الأعوام (1995–2013) في (13) من اصل (19) عاما واصبحت فترات الجفاف تمتد من 4-5 سنوات بينما كانت تتساوى السنوات التي تقع معدلات الهطول بها أعلى او أقل من المعدل العام في الفترة ( 1970-1994 ) وكانت فترات الجفاف حينها تمتد على الأكثر لعامين، بما يعني تعرض المنطقة للجفاف.

 ومن الجديربالذكر أن استفادة الأردن بنحو 10% فقط من كمية الهطول المطري سنوياً، إذ يتبخر الباقي بشكل مباشر، الأمر الذي يفاقم من التحديات المائية المزمنة التي تواجهها المملكة.

ولا يدخل السدود، التي يبلغ عددها 14 وتنتشر في مختلف مناطق الأردن، سوى ما يفيض عن مياه الأمطار، وفق أمين عام وزارة المياه والري، علي صبح.