جفرا نيوز - هزّت ضربات روسية عدة مدن أوكرانية منها كييف السبت، وأسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقلّ ونحو ثلاثين جريحًا، في حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "الحق الأخلاقي والتاريخي إلى جانب" روسيا.
في كييف، أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس عن سماع ما لا يقل عن 11 انفجارًا في وقت مبكر من بعد ظهر السبت، فيما كانت المدينة تستعدّ للاحتفال برأس السنة رغم دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الحادي عشر.
وبحسب سلطات كييف، تسببت الضربات بمقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 22 آخرين.
ولفت مراسلو وكالة فرانس برس إلى أن الضربات ألحقت أضرارًا بواجهة فندق أربعة نجوم في وسط المدينة، ما أدّى إلى تناثر ركام في الشارع.
وكانت الأرصفة المجاورة مغطاة بالزجاج من النوافذ المحطّمة بما فيها نوافذ القصر الوطني للفنون.
وبعد الضربات الجديدة، أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت، أن بلاده "لن تغفر" لروسيا هجومها وقصفها.
وكتب بالروسية على تلغرام "لن يغفر لكم أحد الإرهاب. لا أحد في العالم سيغفر لكم ذلك"، مضيفا "لن يتم العفو عن الذين يأمرون بضربات مماثلة والذين ينفذونها. هذا أقل ما يمكن قوله".
كذلك، أعلن زيلينسكي لاحقا في إطار تمنياته لمناسبة رأس السنة أن 2023 سيكون عام "النصر" في الحرب ضد روسيا.
"‘يحتفل من خلال قتل الناس"
في أماكن أخرى في أوكرانيا، تسببت الضربات الروسية بأضرار وحرائق في ميكولايف (جنوب) حيث أُصيب ستة أشخاص على الأقلّ، وفي خميلنيتسكي (غرب) حيث أُصيب أربعة أشخاص.
واتّهم وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا موسكو بالاستهداف المتعمّد لمناطق سكنية، وكتب على تويتر "‘يحتفل‘ مجرم الحرب بوتين برأس السنة من خلال قتل الناس".
وأعلن رئيس هيئة الأركان الأوكرانية فاليري زالوجني أن الجيش الروسي استهدف مدنًا أوكرانية عدة السبت بإطلاقه 20 صاروخًا، وخصوصًا من قاذفات قنابل، لافتًا إلى أن الدفاع الجوي الأوكراني أسقط 12 منها.
من جانبه، زار رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو مدينة باخموت التي يحاول الجنود الروس السيطرة عليها منذ الصيف. وقال من هناك إن "الهمجيين الروس لن يخترقونا".
بعد عدة انتكاسات عسكرية على الجبهة، تتّبع القوات الروسية، منذ تشرين الأول/أكتوبر، تكتيك قصف البنى التحتية الأوكرانية ما يؤدّي غالبًا إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه على نطاق واسع.
وبالتزامن مع الضربات السبت، بثّ التلفزيون الروسي خطابًا لبوتين بمناسبة رأس السنة أكّد فيه أن "الحق الأخلاقي والتاريخي إلى جانب" روسيا التي تخوض حربًا في أوكرانيا وتواجه أزمة مع الدول الغربية.
وقال بوتين إن عام 2022 تميّز "بأحداث حاسمة جدًا ومهمة (....) ترسي الأسس (...) لاستقلالنا الحقيقي".
وأضاف، متحدثًا إلى جانب جنود حاربوا في أوكرانيا ومنحهم أوسمة "لهذا السبب، نحارب اليوم ونحمي شعبنا في أراضينا التاريخية، في الكيانات الجديدة المكوّنة لروسيا"، في إشارة إلى المناطق الأوكرانية التي أعلنت موسكو ضمّها.
وبعد بدء هجومها لأوكرانيا في شباط/فبراير، أعلنت روسيا في أيلول/سبتمبر ضمّ أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها جزئيًا أو بالكامل، على غرار شبه جزيرة القرم التي ضمتها في العام 2014.
"إضعاف روسيا وتقسيمها"
وانتقد الرئيس الروسي "حرب عقوبات حقيقية شنّها (الغرب) علينا"، مضيفًا "أولئك الذين بدأوها توقعوا التدمير الكامل لصناعتنا وأموالنا ووسائل نقلنا. لم يحدث ذلك".
واتهم الأميركيين والأوروبيين بـ"استغلال أوكرانيا وشعبها بوقاحة لإضعاف روسيا وتقسيمها".
وتابع الرئيس الروسي "كان الغرب يكذب بشأن السلام وكان يستعدّ للعدوان. واليوم، لا يخجل من الاعتراف بذلك بشكل مكشوف".
وفي المناسبة، قلد بوتين قائد القوات الروسية في أوكرانيا سيرغي سوروفيكين وساما، بحسب مشاهد بثها التلفزيون العام.
وفي السياق نفسه، وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تمنياته للسنة الجديدة بمواصلة مساعدة أوكرانيا "حتى النصر".
وقال "سنكون معا لبناء سلام عادل ودائم. إتكلوا على فرنسا واتكلوا على أوروبا".
وقبيل خطاب بوتين، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في رسالة موجّهة إلى العسكريين بمناسبة السنة الجديدة، إن انتصار روسيا في أوكرانيا مقبل "لا محالة".
وأعلنت وزارته السبت، الاستيلاء على قرية دوروجنيانكا الصغيرة في منطقة زابوريجيا جنوبي أوكرانيا، وهو مكسب نادر للقوات الروسية فيما المواقع العسكرية مجمّدة مع حلول الشتاء.
وتحدّثت الوزارة عن تبادل جديد للأسرى مع أوكرانيا سمح بإعادة 82 جنديًا روسيًا. وأعلنت السلطات الأوكرانية من جهتها استعادة 140 شخصًا.
أ ف ب