النسخة الكاملة

بشر الخصاونة "متصالح مع نفسه".. وقدّم "أفضل ما عنده" بلا"عصي سحرية"

الخميس-2022-10-13 11:23 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز|خاص

تدرك مراجع سياسية ومعها أوساط أردنية رفيعة إن منصب رئاسة الحكومة في الأردن لا يمنح حامله أي "عصي سحرية" لتنفيذ تغيير من 180 درجة سياسية واقتصادية في حياة الأردنيين، وأنه منذ منتصف عقد التسعينات من العام الماضي دخل الأردن ودول عدة في الإقليم حروبا يومية لتأمين ديمومة اقتصادية تُبْعِد شبح السقوط الاقتصادي الذي تفاداه الأردن مرارا في العقود الثلاث الأخيرة بفعل قدرته على التأقلم في إقليم سياسي ملعون ينام على "مصيبة" ويستيقظ على "ورطة" أو حرب.

وأسوة بكل مَن سبقوه جاء الدكتور بشر الخصاونة إلى منصبه كرئيس للحكومة في أكتوبر 2020 في ظل ظروف خانقة وخطيرة استسلم لها دول أقوى اقتصادا من الأردن بعشر مرات، إذ شكّل ملف كورونا "همّا عالميا" بالكاد بدأ يبتعد قبل أشهر قليلة عن صدر العالم، إلا أنه يمكن القول أن الإدارة الأردنية بكل فروعها من سلطة تنفيذية وأجهزة عسكرية وأمنية ومؤسسات اقتصادية قد نجت من الهمّ العالمي بأقل قدر ممكن من الخسائر.

يُسجّل للدكتور بشر الخصاونة أنه رغم كل حملات التنمر و"التشنيع السياسي" لم "يبطش بأي ممن نفذوا الحملات ضده، كما أنه استطاع ضمن الحد الأدنى الممكن من العبور بالأردن من أزمات عدة، إذ تشير أوساط أردنية هنا بأن الخصاونة يمضي إلى مصيره السياسي بـ"ارتباح تام"، فإن بقي في منصبه فإنه سيستمر بخدمة البلد وجلالة الملك والأردنيين بنفس إمكانيات الحد الأدنى، وهي إمكانيات لن يجد غيرها أي رئيس وزراء أردني قادم مهما بلغت شعبيته أو مؤهلاته العلمية، أما إن رحل الخصاونة فهو سيرحل كما جاء بأهم ما ميّز سيرته الذاتية فهو "شبعان" جاء بـ"إرث عائلي نظيف".

ويعتبر الخصاونة أول رئيس وزراء لا تطاله اتهامات ومزاعم بتجاوزات مالية أو اشتراكه في إدارة "بزنس سري"، فـ"نظافة يده" يشهد له بها كل مَن عرف الرجل في رحلته السياسية، وقد يكون الأهم من ذلك كله أنه لم يثبت عليه أنه "حابى عائلته" تعيينا أو وظائف أو تجاوزات في التعيين لأي منهم منذ جلوسه على كرسي رئاسة الحكومة قبل نحو عامين.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير