النسخة الكاملة

ماذا تشتري من شارع طلال ؟ - صور

الخميس-2022-09-25 09:02 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- تحقيق وتصوير - محمود كريشان

لعله أجمل وأعرق شوارع وسط المدينة، والذي يتميز بأجواء كرنفالية تتنوع فيه الأسواق بمقتنياتها والتي معظمها مستمدة من الصبغة التراثية للشارع..

الحكاية.. شارع طلال، الذخيرة الحية لذاكرة العاصمة، باعتبار أنه كان أول النوار عندما أزهرت شجرة الدولة في العشرينيات، وتعود تسميته تيمنا بالمليك الهاشمي الأبي  طلال، وقد كان الشارع طريقا للملك، وهو يمتطي حصانه الأصيل عائدا الى منزله في بدايات جبل عمان.

قلنا ان هذا الشارع يتنوع في معروضات بضائع محاله وأسواقه، فتجد في بداية الشارع من المسجد الحسيني نزولا نحو رأس العين محال لبيع القطنيات والملابس الداخلية والمناشف الأصلية والدشاديش الرجالية والشمغ الحمراء والبيضاء وغيرها من هذه المستلزمات من الألبسة الخفيفة المخصص بعضها للأطفال.

نواصل المسير من بداية الشارع وتكون البداية من سوق البخارية العريق وهو اقدم اسواق الشارع ويختص ببيع المسابح وسجاجيد الصلاة ولوازم الحجاج والأزرار والكلف والمقصات وبعض انواع العطور ومواد التجميل وغيره، وتعود قصة سوق البخارية إلى عام 1934 عندما أسس كمال الدين البخاري الاذري السوق الذي استقر في مكانه الحالي عام ,1942 وكان بمحاذاته سابقا سوق السلاح قبل ان ينتقل الى نهاية شارع طلال، ويقول محمد عبده حفيد البخاري مؤسس السوق إن جده حضر من أوزبكستان في رحلة حج مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي، وزار القدس كعادة الحجاج في ذلك الزمان، واختار أن يستقر في عمان، ويؤسس السوق الذي تخصص بالمهن التقليدية.

وبمحاذات "البخارية" يقبع سوق البلابسة ويختص تقريبا بنفس مقتنيات سوق البخارية وفي اعلى البناء يوجد سوق فيلادلفيا وهو مختص بالليع بالجملة للخردوات والمستلزمات المتعددة.

نمضي نحو الجهة المقابلة المحاذية للمسجد الحسيني حيث وعلى بعد ١٥٠ مترا توجد دخلة العطار الحن وتكتظ هذه الدخلة بمحال بيع العطارة والبخور واطعمة الطيور والمبيدات الحشرية التقليدية ومحال لبيع البلاستيك والعبوات الفارغة ولوازم  مكتبية متنوعة.

ونحو الامام نمشي لنكون بمواجهة سوق اليمنية الشهير العريق، وتعود تسمية السوق بهذا الاسم لليمنيين الذين حاربوا في صفوف الثورة العربية الكبرى، وبقي نفر منهم في مدينة عمان واشتغلوا في الاعمال البسيطة التي كانت متوفرة في تلك الفترة. وانه خلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) اشتغل اليمنيون في بيع ما يعرف بالملابس المستعملة البالة وكان ذلك يناسب الحالة الاقتصادية البسيطة لشريحة كبيرة من سكان العاصمة. 

وقد اختار اليمنيون وآخرون ان يتجمعوا في مكان وسط البلد، حيث بنوا محلات سقائف بسيطة جدا لبيع الملابس، ولكن بعد سنوات شب حريق هائل في هذا السوق؛ ما دعا صاحب المكان الشركسي ميرزا باشا إلى ان ينشئ بنايات من الاسمنت ليعود الباعة أنفسهم إلى محلات دائمة استمرت حتى وقتنا الحالي. 

ايضا ثمة اسواق اخرى في شارع طلال تختص ببيع الملابس للاطفال والنساء وباسعار شعبية جدا ومن ضمنها: دخلة عجاج وسوق غرناطة وسوق الحميدية وسوق طلال وسوق الحلواني المخصص لبيع اصباغ الشعر وادوات التجميل، بالاضافة لمحال تختص ببيع الشوادر والمظلات، وفي تفرعاته الاخرى خلف سوق اليمنية، يوجد سوق الندى المختص ببيع الالعاب والمفرقعات والورود الصناعية ولوازم اعياد الميلاد وغيرها.

وعلى صلة.. وفي هذا الشارع يقف سوق السلاح كشاهد على تاريخ المدينة الحديث الذي تجتاحه الحداثة، وقد اصبح السوق احد أبرز ما يميز عمان القديمة، ويقع في نهاية شارع طلال وتأسس في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، عبر متاجر قليلة كان موقعها انذاك، مقابل المسجد الحسيني الكبير، عند بداية شارع طلال، ثم امتد السوق منذ الخمسينيات الى نهاية شارع طلال مع رواج هذه التجارة، وتتضمن بالاضافة للاسلحة بيع وشراء لوازم البدو من بيوت الشعر والسمن البلدي والتمر وأدوات الصيد.

ولا ننسى ابدا في هذه العجالة ان هذا الشارع يضم في جنباته المحال التجارية المختصة ببيع الطناجر الضخمة والغازات المخصصة للولائم الكبرى ومحال مواد البناء واعرق محل مخصص لبيع العوامة والهريسة "الكمال"، واعرق صالونات الحلاقة "الأصدقاء" ابوحنا القرموط، وبوفيه سمير زريقات للشاي والقهوة التراثية اللذيذة وسوق الخضار ومحال لبيع الدواجن الحية، وحمام وساونا "النصر" اسفل سوق الخضار، وغير ذلك من محال يضمها بحنان شارع طلال العريق الجميل.

Kreshan35@yahoo.com
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير