جفرا نيوز - أبرز ما قد تستفيده كرة القدم الأردنية لكي تحصد غلة التطور ودخول الأجواء الطازجة تواجد مجموعة من الأسماء المحترفة في الخارج ليس على الجانب الفني فحسب بل التسويقي أيضاً.
ورغم حجز قائمة كبيرة من الوجوه الأردنية مكانها في الدوريات المختلفة وحضورها على نطاق قارات متباعدة الجغرافيا، إلا أن الأنظار تتجه لصورة الرباعي موسى التعمري (أود لوفين البلجيكي)، يزن النعيمات (الأهلي القطري)، علي علوان (الشمال القطري)، محمد أبو زريق شرارة (الترجي التونسي).
هذا الرباعي برز على عديد الصعد، ذلك أن التعمري كان حديث الساعات الماضية حول أرقام فلكية مالية تحظى بصندوق الإغراءات من الباب الواسع لكسب وده نظراً لحالة الوهج في إبداعاته، ونجاحه بمساهمة واضحة المعالم بمنح فريقه الانتصارات في الدوري البلجيكي تلك الدولة التي يعتبر منتخب بلادها عريقاً باللعبة بالطراز الرفيع.
وربما من يراقب الدوري البلجيكي يرى طريقة الاختراقات المميزة التي يقدمها التعمري، بالإضافة إلى جزئية جديدة تؤكد تطوره أهمها الضغط على دفاع المنافس وخطف الكرة منه ومباغتة الشباك في حالة تكررت كثيراً، ومن الميزات التي تغيرت في طريقة اللعب أنه سابقاً امتاز بقوة قدمه اليسرى وحالياً أصبحت اليمنى بذات الجمالية، بالإضافة إلى ذلك بات الجهاز الفني للفريق البلجيكي يمنح حرية أكبر للتعمري بالتواجد في جهة الجناحين على حساب الأدوار الدفاعية كوسيلة ضرورية لكتابة سطور الإبداع.
وتروي الأخبار من معقل النادي، الضغط الكبير للتيار الإعلامي من هناك لاقناع اللاعب بتجديد عقده الذي شارف على النهاية، وتلك رسائل كبيرة تؤكد علو كعبه، ولا يمكن إغفال المديح الكبير من الصحافة المصرية له التي قليلاً ما تشيد بأي لاعب، وبالتالي اقتحم نجم الكرة الأردنية الأول حالياً دائرة الرقابة لتحركاته المقبلة بعناية فائقة تحت المجهر.
ولم يعد التعمري موسى الذي أشرف على تدريس التلاميذ في المسجد بحاجة سيرة ذاتية؛ فقد أصبح طبيب القلب الاختصاصي لذلك الفريق البلجيكي بعد تحريك المياه الراكدة ليرتوي أود لوفين من نبع العطاء الدائم؛ ويبحث عن المغناطيس الذي يستطيع جذب الصياد الماهر.
وفي عرض العناصر الأردنية بالخارج؛ بالتأكيد تتجه أنظار أخرى الى النعيمات وعلوان من الباب الواسع، فهما وضعا أسميهما في دوري مليء بالأسماء العالمية والقيمة التسويقية على صعيد البورصة.
النعيمات سجل وصنع العديد من الأهداف الحاسمة وبالتالي يراه الأهلي القطري ليس ورقة أساسية تشارك الحوارات، وإنما معادلة رئيسية في حسابات الفكر التدريبي، والكل يدرك أن المسابقات القطرية تملك أكبر مخططات سرعة التسويق لوجود كبرى القنوات التي تنقل المباريات بطريقة تحليلية وترصد أرقام اللاعب بطريقة تقدم الفوائد من ناحية مكامن القوة والضعف.
ولدى متابعة علوان، يتضح الكثير من الشؤون الخاصة بنوعية ذلك اللاعب، أهمها طريقة تواجده على مشارف منطقة الجزاء واستغلال الفرص والتسجيل ليس من أنصافها وإنما المعدومة منها، ولعل حضوره المميز في الأسابيع الماضية ومنح الشمال فرصة البحث عن الانتصارات وضرورة جذبه بالتحركات النشطة كانت بمثابة سطوع موهبة لديها سرعة البديهة.
ويبدو أن الحالة الجدلية التي فرضها شرارة أفادته بقوة، إذ أن التنافس الكبير وغضب أهلي طرابلس الليبي على رحيله إلى الترجي التونسي تلخص الحالة لكتابة عناوين من العيار الثقيل.
في وقت سابق عانت الكرة الأردنية من ذهاب اللاعبين إلى أندية مغمورة، ولكن تواجد لاعب أردني على سبيل المثال من فريق بحجم الترجي التونسي يعني الكثير بتجربة غنية لها أبعادها في المستقبل القريب.
محترفونا في الخارج، صبغة مهمة ستعزز الكثير من الفوائد والمكتسبات للكرة الأردنية، ولعل الاختلاف الجديد في هذه الفترة، أن اللاعب الأردني أصبح في القائمة الأساسية التي تدخل الملعب منذ صافرة البداية، ولكن يجب عدم نسيان جوانب تطوير مهمة يتصدرها توسيع رقعة الخيارات وعدم البقاء في ذات المكان، فما هو المانع أن نشاهد لاعباً من الأردن في دوري أبطال أوروبا خصوصاً لأن الكثير من العرب ظهروا في هذا المحفل الأشهر لإبراز المواهب ورفع التسعيرة لوضع الاسم الأردني على الخارطة وتدوينه في معجم قاموس تفسير النجومية؟!.
الفرصة متاحة، وتحتاج فقط أن تواصل تلك العناصر تقديم أوراق الاعتماد مع اهتمامات وكلاء اللاعبين ومكاتب التسويق بجذب اللاعب الأردني للقارة الأوروبية صاحبة الباع الطويل بترجمة الأشياء الجميلة، ولعل حصولهم على جوائز الأفضل في تلك الدوريات وتواجدهم الدائم في قائمة فريق الأسبوع واختيارهم من الأجهزة الفنية بالمؤتمرات الصحفية بعد تألقهم بداية مهمة لترسيخ الجزء الأهم لكي يكونوا سفراء بمهنة لاعب كرة قدم.
الرأي