النسخة الكاملة

مطعم الشاورما انموذجاً .. موجة "الترندات" نشطاء يهتمون بزيادة الإعجابات لمصلحتهم العليا

الخميس-2022-09-01 09:42 am
جفرا نيوز -
بتعاطف واندفاع، لبّى مئات الأشخاص نداء فتاة أردنية بالتهافت لشراء الشاورما من مطعم يشارك أبيها فيه، والتي شكَت عبر منشور على إحدى مجموعات «الفيسبوك» أن أباها حزين لفشل مشروعه؛ لعدم تردد أحد لمطعمه منذ افتتاحه والذي تم قبل ثلاثة أيام من منشورها.

أثار هذا الاندفاع اهتمام متابعين كثر، مثنين على حس النخوة لديهم، وحب مساعدة الغير وجبر الخواطر من جهة، وأثارت استياء آخرين ما دفعهم إلى البحث في تفاصيل ملكية المطعم والتشكيك بكلام الفتاة التي لقبت بـ"سند أبيها» من جهة أخرى، واعتبروه نوعا من التسويق وأنها قد نجحت بذلك.

هذه الشكوى والتهافت على المطعم تصدّر «ترند» على مستوى الأردن، ما دفع كثيرين إلى «ركوب الموجة» على حد قول خبراء اجتماعيين ونفسيين وأمن المعلومات، من مسؤولين ومؤثرين ومحبي الخير، إضافة إلى بعض العلامات التجارية من خلال تطبيقاتها أو حضور مندوب عنها لتقديم الهدايا للفتاة بهدف جبر الخواطر، بحسب قولهم.

ويثني خبير في أمن المعلومات والاتصال الرقمي الدكتور عمران سالم على الأشخاص الذين هدفوا على عمل الخير بتلبية نداء الفتاة، مبديا استغرابه في الوقت ذاته عن تفاعل الناس مع هذا المنشور دون سواه بالرغم من وجود الكثير مثله، ولا يجد له تفسير.

ويشير الى أن المشاعر تلعب دورا كبيرا في نشر الخبر الذي يتداوله الناس عبر السوشيال ميديا على عكس الأخبار ما قبل الإنترنت، والذي يكون مسؤول عنها الصحفي الذي يكتب بتجرد بعيدا عن عواطفه ومشاعره، بالإضافة إلى ان صحة الخبر مهمة جدا بالنسبة له.

ويذكر الدكتور سالم أركان الخبر أو الإشاعة: صاحب الخبر أو الإشاعة والمستقبل والميديا الذي ينتقل من خلاله، وتتمثل الميديا ما قبل الانترنت بالتلفاز أو الصحيفة أو المجلة وكان الخبر أو الإشاعة ينتقلان ببطء عن طريقها، أما في الفترة الحالية أصبحت الناس هي الميديا ويساهمون بالنشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

ويبين أن الخبر أول ما يصدر مباشرة يدخل بالسوشيال ميديا ويعيد تصنيعه وينتشر كالنار في الهشيم، والميديا هي التي سهلت الأمور بنشر أي خبر سواء أكان خبرا جيدا أم إشاعة.

ويذكر الدكتور سالم أن بعض مشاهير السوشيال ميديا يهتمون بعدد المتابعين واللايكات ولذلك عندما يصبح ترند معين فإنهم «يركبون الموجة»، ويهتمون بمصلحتهم بالدرجة الأولى، والدليل أن كثيرا من الأشخاص يناشدون عبر المنصات المختلفة ولا يوجد هناك من يدعمهم ويلبي نداءهم.

ويلفت في الوقت ذاته إلى أنه لا يعمم على جميع مشاهير السوشيال ميديا، إذ ان منهم لديه محتوى هادف، ويهتمون بالأعمال الخيرية والانسانية.

ويذكر الدكتور سالم أن أصل الانتشار الكبير الذي يحصل على السوشيال ميديا هي المشاعر، مبينا في الوقت ذاته أنها تتسبب بمشاكل أيضا، إذ أن 90% من المشاكل التي تحصل بالجرائم الالكترونية بسببها، وبسبب نجاح الآخرين باختراق عقول الناس.

ويلفت إلى أن التلاعب بالمشاعر هي نقطة جوهرية بتصيّد الناس كما يسمى بعلم الهندسة الاجتماعية أو فن اختراق العقول في أمن المعلومات، ومحاولة الوصول إلى عقولهم لتلبية رغبة معينة للحصول على الشهرة مثلا أو وضع لايكات أو مشاركة أو دفع مبلغ بسيط أو قد يصل الأمر إلى اختراق حسابات الضحايا.

ويشدد على أن تحريك مشاعر الآخرين بطريقة ذكية وسيلة قائمة، وكثير من المشاكل التي تحصل عبر الانترنت بسبب المشاعر، إذ انه عندما تدخل المشاعر بموضوع معين يقع ضحايا.

ما سبق، يثبت ما جاء في إشاعة موت أحد مشاهير السوشيال ميديا بحسب ما ورد على صفحته الشخصية، وانتشر الخبر كالنار في الهشيم، ما أثار قلق وعواطف محبيه، فضلا عن إشغال وزارة الخارجية الأردنية والسفارة الأردنية في مصر.

بدوره، يقول استشاري الطب النفسي ومعالجة الإدمان الدكتور عبد الرحمن مزهر: إن العاطفة والاستعطاف وحب الخير للناس مجبولة في كل إنسان بطبيعته.

ويبينأنه في حالة الاستجابة لنداء الفتاة، فإن نظرية العقل الجمعي ظاهرة فيها، وإن انجرار الشخص وراء فكرة بغض النظر عن أفكاره الخاصة به جلية.

ويفسر ما سبق أنه تغليق الفكر الفردي مقابل الجماعي، وهذا ما يحصل بأعمال الشغب والمظاهرات والاعتصامات ولكن بهذه المرة إيجابية لأنها تتعلق بعمل الخير.

ويذكر أن طبيعة الأشخاص المتهافتين إلى المطعم منهم من يحب الخير، ومنهم حبا بالاستعراض والتميز وإظهار الذات وهذا ما تساعد عليه السوشيال ميديا واليوتيوب.

ويشير إلى ان نظرية العقل الجمعي واضحة بقصة التشكيك بصحة الرواية أيضا، وأنها لن تؤثر على عمل الخير في المستقبل؛ لأنه إذا كان العمل صادقا فإن الشخص الذي يحب الخير سيكرره حتى لو ظهر مشككون بصحة الرواية، داعيا كل من يستطيع أن يفعل الخير لغيره فليفعله حتى لو ظهر مشككون، لأن التشكيك موجود في كل قصة.

الرأي - تالا أيوب
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير