نضال الفراعنة يكشف الدور الذي لعبة محمد الذهبي بقضية البطيخي .. الحلقة الثالثة
كان في الأردن حكومتان .. !!
الأربعاء-2012-06-24 07:38 pm

جفرا نيوز -
** الطامة الكبرى التي حطّت على الترويكا
جفرا نيوز - خاص - كتب نضال فراعنة
بعد اللطمة الكبرى التي تعرض لها سعد خير وسميح عصفورة ومحمد الذهبي، بإنطباق الفخ المحكم التورية، الذي نصبوه لدولة عبد الكريم الكباريتي، على اصابعهم، انكشف ان الترويكا تعوزها ثلاثة هي: الحكمة والخبرة والمهنية. وقد فتحت تلك المؤامرة الفاشلة على الكباريتي الباب واسعا امام الطامعين ومنهم محمد الذهبي، للإجهاز على سعد خير، الذي اصبح يعرف ب" الذئب النازف" !!.
ان رائحة الفشل تستجلب الطامعين والمتأهبين كما تستجلب رائحة الدم ولونه، اسماك القرش الضارية من اعالي البحار ومعلوم انه لكل مدير ورئيس ورجل اول، متأهب ينتظر الحلول مكانه.
كان الباشا يهجس بموقع رئيس الحكومة، وكان سكرتيره وحامل شنطه محمد الذهبي يناديه في الاطر الصديقة الضيقة يا "دولة الرئيس"، وكان يكبّرها له و يعظّم هواجسه ويبالغ في تمثلها وتظهيرها الى درجة وضع " الماكيت" واسماء الفريق الوزاري والقيادات العليا. كانت تجربة حكومة الكباريتي، التي شكلها بولاية كاملة، المنارة التي يتبعها و التي يتم الاسترشاد بها. في "الماكيت" احالات على التقاعد و تغييرات كبرى تؤشر على ان الرئيس القادم، كبير، وان له متطلباته وان له "وهرة" كوصفي التل.
في لهاثه، لبناء تحالفات المرحلة القادمة، كان يفتل رأسه ويسبب له الدوار تطبيق قاعدة "الحذف" التي تجعله يمزق عدة قوائم في الجلسة الواحدة لأن: "هذا دجال و ذاك غدار" ولأن: "الناس ليس لها أمان" ولأن: "اللي بقدّم الرجال بأخروه"، الى اخر تلك الوساوس والشكوك الغرائزية البدائية المحبطة.
كان يمتحن "صيداته" فينادي زائره - وزيرا عاملا كان او مديرا او متقاعدا - قائلا: أهلا دولة الرئيس. فأن علت الابتسامة وجه المضحوك عليه، وإن اصابه "الهبال" لدى سماع "التبكيشة"، تم اخراجه من قائمة "الموثوقين" واصابه رذاذ القلم الاحمر او ناله "الإكس" الكامل.
في الأثناء، حطت الطامة الكبرى على الترويكا المتحفز.
تم تكليف فيصل الفايز بتشكيل الحكومة. كان فيصل الفايز يستطلع ويناقش ويحضر لحكومته التي كلف بها قبل اعلانها بنحو 3 شهور، لم تتلق الترويكا خلالها اية إشارة، لا من القصر و لا من القريب الحبيب فيصل الفايز و لا من نحو 6 اشخاص كانوا يعلمون ويشاركون في وضع القوائم والسيناريوهات المتعددة للحكومة، التي اعلنت وسط ذهول وسخط وعزم على تدميرها !!
وضعت الترويكا امام حكومة فيصل الفايز، آلاف - وليس مئات - العراقيل، لإمتصاص وهجها والحاق افدح الأضرار بها تمهيدا لإسقاطها.
فقد وضعت يدها على تشكيلة مجلس الأعيان فاعلنت التشكيلة الهزيلة، التي استثنت بشكل شبه كلي، الاردنيين من اصول فلسطينية، لدرجة ان احد الوزراء (محمد داودية) قال اثناء جلسة مجلس الوزراء في معرض احتجاجه على التشكيلة :" شو هالتنمية السياسية، لو ان الاردنيين من اصل فلسطيني هم من اخواننا الأرمن لطلع لهم اكثر من 6 مقاعد من 60" !!
والاردنيين من اصول شامية لم يكن تمثيلهم حقيقي في مجلس الاعيان وليس في حجم الثقل التمثيلي التقليدي لهذه المجموعة المحترمة الكبيرة.
وتم تعيين "عينين" عن محافظة اربد، من اسرة واحدة (عارف البطاينة وفالح الطويل) !!
بلغ الاحتجاج مداه: عدم رضى 3 مجموعات كبرى، ناهيك عن تعاطف الاردنيين النزيهين الذين تسؤوهم "المسخرة". وسواء اكان صحيحا، ام ترحيلا للمسؤولية، فقد قيل ان هذا الملف الذي تمت "اللغوصة" فيه هو من الملفات التي يشرف عليها سميح عصفورة ومحمد الذهبي.
تم نسج تحالف واضح ضم مجموعة من "الرئاسات"، والوزارات، عمل بجهد كبير مكشوف، ضد حكومة فيصل الفايز، فاخترعت قصص والفت حكايات ولفقت تهم (حرق العلم في المخيم) ومورست قباحات (ضرب النواب)، كان الضرب مباشرا و تحت الحزام. وكان الهدف هو الانتقام من الرجل الذي اضاع الفرصة السانحة على الترويكا.
وكالسوس الذي ينخر في الشجرة الباسقة، استمر التعرض لحكومة الموالاة التي يقودها فيصل الفايز وهو رجل من اكثر الرجال اخلاصا للعرش الهاشمي على امتداد تاريخ الاردن. كان سعد في الواجهة وكان سميح عصفورة يعاونه محمد الذهبي في التنفيذ. وقد اضاع هذا الترويكا على الاردن فرصة من اهم الفرص واكثرها ندرة، كان برنامج حكومة فيصل الفايز هو برنامج التنمية السياسية بإمتياز، وبرنامج الاصلاح السياسي بإمتياز، وهو البرنامج الذي سبق الاردن فيه الربيع العربي بثماني سنوات.
تمكنوا من التعطيل وسببوا الخراب، استخدموا كل ادواتهم ومنتهى طاقاتهم، لضرب حكومة فيصل الفايز على عصب الركب وعلى عظم الرقبة، امروا عددا من نواب "الموالاة" للتصويت على قوانين مهمة في مجلس النواب فسقطت تلك القوانين، واعلن عدد من النواب محتجين ساخطين: (مفلح الرحيمي وعبد الله الجازي و حيا القرالة) "في البلد حكومتين" !!.
لمشاهدة الحلقة الاولى اضغط هنا
لمشاهدة الحلقة الثانية اضغط هنا

