النسخة الكاملة

تفاصيل فاجعة الأطفال الخمسة

الخميس-2022-08-20 12:41 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص - في مشهد مهيب تخللته النهدات والعبرات وقفز فيه الدمع من الأعين؛ وارى المحامي احمد الدعسان الدعجة جثامين أطفاله الخمسة "سلمان، سلطان، ريم، أريام، ملاك" الى مثواهم الأخير بعد صلاة عصر الجمعة؛ شهداء مُكفّنين بدعاء ملايين الأردنيين وآلاف المشيّعين 

"الوالد أحمد" كان مثال الصابر الحامد الراضي بقضاء الله وقدره؛ فلم يتوقف لسانه عن الحمد والشكر لله والدعاء لفلذات كبده بالرحمة شاركه بذلك كافة أبناء الشعب الأردني ؛ كيف لا والحدث أقل ما يقال عنه فاجعة ومصيبه ما بعدها فاجعة ..

المحامي الدعسان ؛ وحيد والديه ؛ وهاهو يفقد جميع أبنائه في صباح الجمعة المبارك في حادثة ابكت الجميع ودبت في قلوبهم الخشوع والرهبة والام والحزن ؛ حيث كان يعيل والدته المريضة صباحا وفزع على صراخ أطفاله يستنجدون ويستغيثون لكن الأوان كان قد فات ..

في جوار المنزل الذي وقعت فيه الحادثة رُفعت أعمدة بيت العزاء وأمّ الآلاف لتقديم الواجب، فكانت عشيرة الدعجة حاضرة برجالها وشبابها ولم ترضَ بغير إكرام الضيوف وتقديم الواجب عن روح الشهداء

مازالت آثار السنة اللهب توشح جدران المنزل بالسواد لتكون شاهدة على حادثة بقيت تفاصيلها ودقائقها خافية مع الشهداء حيث وجدت شقيقتان في أحضان بعضهما البعض ولا نعلم من كانت تحمي الآخرى، بينما كان شقيقان آخران قد حاولا الاختباء في خزانة الملابس، وآخر حاول الهرب من الشباك ؛ الا أن قضاء الله كان قد نفذ ووصلت النيران للجميع وبقي الوالد يصارع ألسنة اللهب محاولا بكل ما يملك أن يبعدها عن فلذات أكباده لكن دون حول منه أو قوة ..

أجهزة الدولة الأردنية بكل أركانها كانت حاضرة منذ وقوع الحادثة فالأجهزة الأمنية كافة من الدفاع المدني للامن العام والمخابرات وبلدية الرصيفة وغيرهم حضروا ليكونوا سندا للمكلومين، وحضر بيت العزاء في أول أيامه كبار المسؤولين وأبناء لواء الرصيفة من مختلف الأصول الذين تقدموا الصفوف جنبا إلى جنب مع أهل العزاء في لوحة تثبت التعاضد ولحمة النسيج المجتمعي الواحد حيث كان لسان الجميع:

 "يا نار كوني برداً وسلاماً على أبناء أحمد"