جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لم تتوقع الجماهير أن يصل ليفربول إلى ما وصل إليه في الموسم الماضي (2021-2022)، إذ نافس "الريدز" في كل البطولات المتاحة وكان أكثر الفرق لعباً للمباريات، إذ حقق لقبي كأس الاتحاد الإنكليزي، وكأس الرابطة الإنكليزية.
لكن ليفربول لم يكتفِ بهذا القدر، وظل لاهثاً يحاول خطف لقب الدوري الإنكليزي الممتاز من مانشستر سيتي حتى الجولة الأخيرة، لم ينجح في ذلك لكنه أوشك أن يقلب الطاولة، كما بلغ الفريق الإنكليزي نهائي دوري أبطال أوروبا وخسره أمام ريال مدريد.
بعد الموسم الماضي، وما فعله ليفربول، دار نقاش في الوسط الرياضي حول ما إذا كان موسم "الريدز" ناجحاً أم لا، لكن بالنسبة إلى مدرب الفريق وجماهيره كان موسماً مميزاً، لذلك قام الفريق بجولة في المدينة ليحتفل بلقبيه.
الثورة التي أحدثها يورغن كلوب منذ قدومه، وخصوصاً منافسته في الموسم الماضي، جعلت جماهير الفريق متعطشة إلى المزيد، لكنها مع ذلك، تطرح مجموعة من الأسئلة، ومنها: هل يمكن أن ينافس الفريق مانشستر سيتي في ظل الأسماء الحالية؟ وهل يحتاج الفريق إلى لاعب وسط؟ كما تناقش الجماهير خيارات يورغن وإصراره على عدم التعاقد مع لاعب وسط جديد.
يورغن كلوب ودور الـ"Underdog"
يحاول مدرب ليفربول، الألماني يورغن كلوب، أن يؤدي دوراً ثانوياً في المنافسة، لأنه على ما يبدو مقتنع بفكرة تخفيف الضغط عن فريقه وعن نفسه، من خلال الإيحاء بأن طموح الفريق كبير، لكنه دائماً يؤدي دور الـ Underdog” "، أو الفريق المستضعف الذي يأتي في الصف الثاني لا الأول.
قبل انطلاق الموسم الجديد، ورداً على سؤال من سيفوز بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز، قال كلوب إن البطل سيكون مانشستر سيتي، لكن الأخير خسر أولى مباريات الموسم في كأس الدرع الخيرية أمام ليفربول، إذ تفوقت كتيبة المدرب الألماني بثلاثية في مقابل هدف، مظهرة أنها جاهزة للمنافسة والتفوق على المنافس المباشر مانشستر سيتي.
لا يمكن الحكم على موسم ليفربول أو مانشستر سيتي من مباراة واحدة، لكن جاهزية ليفربول وفريقه واضحة، فمحمد صلاح، نجم الفريق ولاعبه الأول وواحد من أفضل لاعبي العالم، ما زال محافظاً على المستوى نفسه والتألق نفسه، والوافد الجديد داروين نونيز أثبت أن كلوب ناجح دائماً في دمج اللاعبين الجدد مع فريقه وفكره بسرعة، والمنظومة تعمل جيداً.
لكن، على الرغم مما أظهره ليفربول في أولى مباريات الموسم، هناك رأي شائع بأن ليفربول نافس في الموسم الماضي في جميع البطولات، لأنه لم يتعرض لكثير من الإصابات، واستطاع تغطية الفراغات، لكن لا شك في أن التعب نال من اللاعبين نتيجة ضغط المباريات، ولا يمكن ضمان سلامة اللاعبين كما حدث في الموسم الماضي، لذلك يحتاج الفريق إلى بعض الصفقات.
"ميركاتو" ليفربول.. داروين نونيز لا يكفي!
تعاقد ليفربول في الميركاتو الصيفي مع داروين نونيز من بنفيكا مقابل مبلغ ضخم جداً يقدر بـ100 مليون يورو، وهو المهاجم الذي سجل رباعية في المباريات التحضيرية وخطف هدفاً في مباراة مانشستر سيتي.
وبحث ليفربول عن بديل لترنت ألكسندر أرنولد، ووقع الخيار على كالفين رامزي (18 عاماً) من أبردين الاسكتلندي، ووقّع أيضاً مع لاعب وسط فولهام البرازيلي الشاب فابيو كارفاليو البالغ من العمر 19 عاماً.
لكن السؤال المطروح هو: هل تكفي هذه الأسماء لمنافسة الفرق الأخرى، التي قامت بميركاتو كبير، ومنها السيتي الذي تعاقد مع إيرلينغ هالاند وألفاريز في مركز الهجوم، وفي مركز الوسط تعاقد مع كالفين فيليبس، فضلاً عن الأسماء التي يمتلكها في دكته، والأسماء التي يمكن أن يتعاقد معها قبل انتهاء الميركاتو.
لم يُدعّم ليفربول صفوفه كما يجب، مع أن كلوب دائماً ما يثبت قدرته على المنافسة بالأسماء المتاحة لديه، لكنه في بعض الأحيان يتشبّث برأيه، فكلوب يريد المنافسة بالأسماء الحاضرة، لثقته بإمكانية الاعتماد عليها، وهنا نتحدث عن لاعب الوسط، فالفريق في الخطوط الأخرى يملك خيارات ممتازة، وطبعاً من الممكن أن يكون كلوب "مغلوباً على أمره"، والإدارة هي التي تحدد من هو متاح ومن هو غير متاح في السوق.
في خط الوسط، لم يثبت نابي كيتا أنه بحجم ليفربول، وأنه قادر على مجاراة المنافسين، وفي الخيارات: هارفي إليوت الشاب وكارفاليو الوافد الجديد وكيرتس جونز الذي تعرض للإصابة، فضلاً عن فابينيو وتياغو ألكانتارا المتألق مع كلوب، ولكنه كثير الإصابات، وجيمس ميلنر الذي يعد لاعب "Back up" بعد تقدّمه في السن ومحدودية عطائه، وأيضاً جوردان هندرسون القائد الذي يحبه كلوب؛ لأنه يقدم ما يحبه كلوب وهو الضغط واللعب البدني القوي، لكنه لا يقدم الإضافة الهجومية اللازم.
قد يكون كلوب مقتنعاً بأنه يريد من لاعب الوسط الضغط أكثر من صناعة اللعب، علماً بأن خط الوسط يكون سبباً في بطء الفريق وفي عدم التحول بسلاسة، كما أنه يحد من الخيارات التكتيكية في كثير من المباريات ويجعل الفريق مقيداً في المباريات المغلقة.
وبعيداً من الخيارات، فإن الإصابات مع ضغط المباريات ومرور الأسابيع قد تخلق مشكلات للفريق، وهو ما حدث في موسم 2020-2021، حيث تأهل الفريق إلى دوري أبطال أوروبا بصعوبة.
نتيجة لذلك، تشعر مجموعة من الجماهير بالإحباط؛ إذ ترى أن الفريق يحتاج إلى لاعب وسط، في الوقت الذي تتحدث فيه وسائل الإعلام عن بعض الخيارات التي قد يتعاقد معها ليفربول.