جفرا نيوز -
جفرا نيوز - حذر خبير بارز في مجال الغذاء والدواء من ان اتفاقية إسطنبول الاخيرة بخصوص القمح الاوكراني وعبوره قد تتعرض للاستقطاب والتجاذب السياسي مع انها تشكل ضوء في نهاية النفق المظلم بالنسبة لملف الغذاء العالمي .
واشار الدكتور هايل عبيدات وهو من ابرز الخبراء العرب في ملف الامن الغذائي والصحي الى ان بعض الدول تفردت بالقطبية لعقود ومن الصعب عليها قبول الشراكة مع الاخرين وقد تلجأ مستقبلا لعرقلة اتفاق اسطنبول او تشجيع حصول اختراقات واطالة امد ازمة القمح خصوصا في ظل انعكاسات جيوسياسية على المزاج السياسي والانتخابي في اوروبا ووقوف فصل الشتاء على الابواب وعدم وجود جدول زمني لنهاية الحرب .
وطرح الدكتور عبيدات في مداخلة علمية خاصة حصلت راي اليوم على نسخة منها سؤالا : هل كمية الـ 50 مليون طن التي تشكل 10 % من احتياجات 3 مليارات نسمة في العالم والتي تضمنها اتفاق اسطنبول يحل ازمة الغذاء العالمية ؟.
الجواب براي الدكتور عبيدات وهو عضو بارز في مجلس الاعيان الاردني ان الاتفاق في ظل تراجع المحصول اصلا بنسبة تزيد عن 38 % يساعد في ترحيل الازمة للشهور الاربعة المقبلة ومما يساهم في التعقيد هنا تغيرات المناخ وارتفاع الحرارة والحرائق والفيضانات في اوروبا وامريكا اضافة الى اضطراب سلاسل النقل وتعطل حركة النقل البحري وصعوبات التي تواجه اكثر من 90 سفينة متأثرة الان بسلامة الابحار في البحر الاسود ، الامر الذي يبرز برأي عبيدات اهمية انتهاء فصول الازمة وتحويل ساحات الحرب الى حقول جديدة للزراعة مع الاشارة الى اهمية العودة الى بدائل الوطنية والقطرية والتعاون والتكامل الاقليمي وادارة ازمة الغذاء على اسس مهنية مع اعادة ضبط بوصلة الاستثمار العربي في الزراعة والصناعات الغذائية وخاصة في الدول المستوردة للحبوب او التي اهملت زراعة القمح وتلك مفاتيح المعالجة لأزمة اجيال المستقبل ايضا.
وعبر الدكتور عبيدات مبكرا عن قناعته بان صناعات الغذاء مرتبطة بملف الطاقة ومدخلات الانتاج وان الحصار المفروض
على الانتاج الروسي ليس اخلاقيا ويخالف المواثيق الدولية فيما لم تظهر المانيا وفرنسا وبقية دول اوروبا بديلا نظريا لمساعدة العالم بل غرقت في الازمة ولم تكتمل البدائل في امريكا واستراليا وامريكا اللاتينية ولعدة اسباب اهمها ارتفاع السعر وتكاليف الشحن والنقل والتامين والامن البجري واغلاق الموانئ حتى كادت ازمة الغذاء تهدد السلم المجتمعي لجميع دول العالم
راي اليوم